احتفاء باليوم العالمي لحقوق الانسان، الذي يصادف العاشر من دجنبر من كل سنة، نظمت جمعية أرض للتنمية والثقافة، ندوة فكرية بعنوان: «أدوار السياسة التربوية والثقافية في مكافحة التطرف»، «تماشيا مع اهتماماتها الحقوقية والديمقراطية والحداثية التي ما فتئت تعبر عنها في كل المناسبات»، وذلك بعد زال يوم السبت 10 دجنبر 2016 بقاعة بغدادسيدي سليمان. وافتتح الأستاذ محمد الزيتوني رئيس الجمعية، أشغال الندوة بكلمة ضمنها تحية لجميع الهيئات والفعاليات المتفاعلة مع الندوة تعلق الأمر بالحاضرين والمحاضرين كما ذكر بالإطار العام لندوة «أدوار السياسة التربوية والثقافية في مكافحة التطرف»، حيث تندرج ضمن سلسلة من الندوات الفكرية لمعالجة هذه الظاهرة، محددا أهمية وأهداف الندوة في التفكير في مواجهة جميع أشكال التطرف بترسيخ قيم الاعتدال والوسطية كآليات لقطع الطريق على الإرهاب والتشدد، كما أنه تطرق إلى «ممكنات الخروج من الهويات الدينية المتصارعة، ونقد نشر أفكار الغلو والتطرف عبر كتب دينية مستوردة من الخارج واستقطاب الشباب لجهات متطرفة.». بعد ذلك تم تقديم المحاضرين في الندوة : «محمد عبد الوهاب رفيقي، سعيد الرهوني، إطار بوزارة التربية الوطنية، الدكتورة خديجة الكور عضو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، عبد المطلب أعميار رئيس حركة اليقظة المواطنة.» محمد عبد الوهاب رفيقي نوه بالمبادرة، مبديا أسفه تجاه مدينة سيدي سليمان التي «صدرت عددا كبيرا من الذين سقطوا في شباك الإرهاب»، وتحدث المتدخل عن تجربته الذاتية، من خلال وقوفه على بعض الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى التطرف، غير الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يظل واقعا بدوره، مضيفا: «في حالات كثيرة ليس كل المتطرفين عاشوا أوضاعا اجتماعية سيئة، وليست الأسباب الفكرية والدينية أيضا دائما الدافع للإرهاب والتطرف، لأن هناك توجهات دينية لم تنتج التطرف والإرهاب»، مشيرا إلى أنه بذل جهدا «في تحدي هذه السياقات التي كانت السبب في أن أكون في فترة من حياتي متطرفا» ، مسجلا المراجعات الفكرية التي حققها بجهده الفردي دون أن يحتضنه أحد. وقال المتحدث بشأن طفولته: «لم أكن أعاني في صغري من أي إشكالية اقتصادية أو اجتماعية، مستوى مادي ميسور، نشأت في عائلة دينية صوفية...»، مضيفا «أن سياقات سياسية خاصة ساهمت في انتشار هذا النوع من التدين «المتطرف». وعرفت الدكتورة خديجة الكور، التطرف ضمن مداخلة عنونتها ب «السياسة الثقافية ورهانات الدمقرطة والتحديث والتنمية» على أنه: كل ما يناقض الاعتدال يعتبر تطرفا، زيادة أو نقصانا، وتبني قيم ومعاير مخالفة واتخاذ الفرد أو الجماعة موقفا متشددا إزاء فكر أو إيديولوجية. ويرتبط التطرف وفق الدكتورة، في علم الاجتماع، عادة بالتعصب والانغلاق الفكري، وحين يفقد الفرد أو الجماعة القدرة على تقبل معتقدات تختلف عن معتقدات الجماعة، فإن ذلك مؤش على التعصب لهذا الفرد، مشيرة إلى أن شكل التطرف يتجلى في التعصب بأن كل ما يعتقده الفرد هو صحيح تماما وغير قابل للنقاش، لأنه صحيح بالمطلق». وللتطرف حسب إطار مفتش بوزارة الثقافة سابقا، العديد من المصطلحات كالدوغمائية والتعصب والانغلاق والتطرف، وفقا للتعليمات العلمية، أي الجمود العقائدي والانغلاق العقلي الذي يتمثل في أسلوب منغلق للتفكير يتسم بعدم القدرة على تقبل معتقدات تختلف عن معتقدات الشخص أو الجماعة، أو على الأقل التسامح معها. «إن حدود التطرف نسبية وغامضة ومتوقفة على حدود القاعدة الاجتماعية والأخلاقية التي يلجأ إليها المتطرفون، والتطرف ظاهرة مرضية على المستوى العقلي ،يتسم المتطرف بانعدام القدرة على التأمل والتفكير وإعمال العقل للبناء، وعلى المستوى العاطفي والوجداني يتسم المتطرف بالاندفاعية والكراهية المطلقة للمعارضة».