أيها الأولياء والصالحون يا آخر من تبقى لنا على هذه البسيطة من الأمل والرجاء. نناديكم في هذا اليوم المشهود لنسألكم المشورة ونلتمس منكم الدعاء لهذه الأمة المسكينة أملا أن تعود كما كانت في الكتب والمقررات خير أمة أخرجت للناس. ولهذه الشعوب المقهورة من المحيط إلى الخليج التي فقدت حتى ورقة التوت ولم يعد هناك من شيء يستر منها العانة. ونطلب منكم الرأفة بها والعفو عنها إن أخطأت وتخليصها من ملوك الطوائف ومن الطوائف نفسها ومن أصحاب الفخامة والسعادة وبقية التلاميذ النجباء في مدرسة العم الصغير الأسمر المريض في سريره الأبيض وصنوه الرفيق البولشيفي الأشقر الذي شغلته الجارة المشاكسة عن رياضته المفضلة والجدة العظمى التي لم تعد تتشمس على بحر المانش بسبب الشيخوخة وعرق النسا. نسألكم باسم عماماتكم الخضراء وجباهكم المعفرة بالتراب المبارك وعكاكيزكم المتعبة من الهرولة بين جدران الكعبة وحانات البحر المتوسط وشيخوختكم المترهلة بالإيمان المشترى بالتقسيط وبأقل الفوائد من أشهر المتاجر والميغامولات. أن ترفعوا أكفّكم إلى السماء فهي الوحيدة التي صار بيدها مصيرنا وتتضرعوا لكي يرأف الرب الرحيم بالأطفال والأرامل والشهداء والمعطوبين والنازحين وفاقدي الجنسية والعائشين على إعانات وكالات الغوث ومتعهدي أطباء بلا حدود ونظير ذلك تجدوننا قد أعددنا لكم بالمناسبة ثريدا لم تطعموا مثله منذ عهد النبوة وهيأنا لكم مقبّلات ومحليّات من المنّ والسلوى والعسل والحلوى الشامية وطيبات أخرى لن تتأخروا في اكتشاف فوائدها على الباه والأمزجة المتعكّرة وعتّقنا لكم شرابا سائغا لم تذوقوا أحلى منه على مائدة النابغة الدّبياني نفسه في حفلاته الصاخبة على أطراف سوق عكاظ. أيها الأنبياء المبجلون من كل ملّة أيها الماهدون الخالدون يا داوود العبراني ويسوع الأرامي ومحمد القرشي انقذوا رجاءً هذه الأمة سيئة الحظ ومنكودة الطالع ولكم الأجر والثواب. فكل شباب الشرق يغادرون إلى القارة العجوز مشيا على الأحلام مهتدين بالنجوم المثقلة بالأماني وتغريدات الهواتف النقالة. أخبارهم في الصحف وصورهم في الفضائيات. تجهّم رجال الحدود لم يعد يخيفهم وهم يمضون سراعا مثل أيائل. نقودهم قليلة لا تكفي لإفطار سريع لا يلتفتون إلى العراء ولا يكتبون مذكرات السفر. الطريق صارت مهنتهم والرسائل الإلكترونية استغاثتهم الوحيدة. هم غير آسفين على شخص أو شيء خيولهم لا تصهل وأناشيدهم بلا حناجر فقط شارات النصر تتآكل بين أصابعهم والطريق أمامهم تتعثر بالمظلات. ولكن مهلا يقول الرئيس وهو يتعلم الحكمة من الحشود: مهلا، سنُعيد كل النازحين رغم أنفهم إلى بيت الطاعة. ايها الويل العربي المتربص بنا في منعطفات المستقبل ارحل عنا وإلا فاذن بحرب لا هوادة فيها فقد تسلحنا لمواجهتك بالخطب العصماء والبيانات النارية والمؤتمرات والقصائد. هل تسمع؟ أم أصابك الصمم.