قال لي يا أخي لِنفكّرْ في إخوتنا المَنسيين حتى نتذكّرَ فينا الرّحِمَ الأولَ لِنفكّرْ في القصَب الواقفِ قُرب النهرِ بلا ريشٍ كيفَ إذا جاء الغازُونَ سيُخفي قامتَه أو يَهربُ أو يغطِسُ في النهرْ لِنفكّرْ في الحَلَزون القابعِ في بيتٍ مسدودٍ إذا دقَّ عليه البابَ صبيٌّ أو سَنّارةُ أفعى أو طاف به الماءُ ولا طوْفَ له يركَبُه في النهرْ لِنفكّرْ في الشجر الأصفرِ تهجرهُ الأعشاشُ وينساه الطيرُ ويهرب منه الظلُّ وينأى عنه اَلْعابرُ في القيظِ ولا من يسألُ عنهُ ولا من يبكيهِ ولا من يرثيهِ لِنفكّرْ في النملةِ حافيةً عاريةً تحمل أثقالاً تتصبَّبُ تتلوَّى في مشْيتها خائفةً من ريحٍ ترفعها من قدَمٍ تدهسُها تتعثَّر تنهضُ عيناها في بيتٍ محجوبٍ في قعرِ الشجرةْ لِنفكّرْ في سنبلةٍ عذراءَ كانت تسكنُ في منزلها المعْشَوْشِب بين الأهلِ الأحبابْ كانت تتزيَُّن في الصبحِ بفستانٍ ذهبيٍّ وبشالٍ شفّافٍ كانت ترقصُ في السّاحةِ في صحبةِ من تهْوَى كانت تحلمُ أن تصدَحَ مثل الطيرْ كانت عاشقةً للشمسِِِ الذّكرِ المُتََألّهِ لا تبغي عنه بديلاً وأخيراً جاء العُذّالُ سبَوْها سَمَلواْ عيْنيْها في البَيْدَرِ دفَنُوها في الأهْراءْ لِنفكّرْ في حرف مجهول ٍ يسأل ُعن ذريّته في المُعجَمِ في الأصواتْ يسأل نهراً يتكلّمُ يسألُ شُحْروراً يكتبُ في الماءِ ولا أحدٌ يُلهِمهُ فَيتِيهُ قريباً وبعيداً قد يسألُ حُنجُرةً فيهِ فلا تسمَعُهُ قد يصمتُ حتى الموتْ لِنفكّرْ في نورسةٍ هائمةِ فوق البحرِ بلا جهةٍ تلهَثُ في الريحِ مسهّدةً متْعبةً فد تسألُ لكنْ ما مِن أشباحٍ قد تتلفّتُ لكنْ ما مِنْ خلْفٍ تخشى حتى الموتِ إذا هبَطتْ من فرسٍ يصهَلُ من قِرشٍ يتناوَحُ من تمساحٍ يفتَح شِدْقيْهْ وا شجْواها مِنْ جسدٍ يتنمّلُ مِن ريشٍ يتساقطُ مِنْ ِردْفَيْنِ يميلانْ من رأسٍ يترنَّحُ وا شجواها من زمنٍ يقصُرُ من أمواجٍ تهدِرُ هي مِثلُ الشمعةِ في عاصفةٍ هوجاءْ هي مثل الدّمعةِ في عين الأعمى وا شجواها في التّيهْ .................