أمسى عبور السيارات والحافلات والأشخاص من وإلى الضفة الأخرى بمدينة فاس ، وإشارة الضوء الأخضر عملية محفوفة بالمخاطر ، ليس بسبب تدافع الراجلين من وإلى الضفة الأخرى ، دونما أدنى احترام للقانون، وإنما بسبب إصرار بعض سائقي السيارات على حقهم في المرور مايؤشر على وقوع حوادث واحتكاكات وملاسنات. ولم يعد باستطاعة السيارة اليوم بفاس ممارسة حقها في العبور في شوارع المدينةالجديدة بعد توقفها الاضطراري أمام إشارة المرور.وأصبح عدم احترام حق السيارات والعربات في المرور من قبل الراجلين وحرمان الراجلين من العبور من وإلى الضفتين من قبل العربات والشاحنات تقليدا وممارسة حيوية تتسع يوما بعد يوم خارج الضوابط والقوانين المعمول بها . فلا السيارة انضبطت ولا الإنسان تعقل ..لتسود الفوضى والارتجال. إلى ذلك ، لا يتوقف طابور الراجلين عن العبور عندما تؤشر الأضواء الثلاثية بالأخضر، أي السماح للعربات بالعبور ، ما يضطر سائقي العربات والشاحنات إلى التوقف الاضطراري رغم أحقيتهم بالعبور محدثين ضوضاء تفقد الأعصاب وتؤجج الاحتقان المروري إلى أقصاه.في هذا الصدد يقول أحد المواطنين : لا احترام لقانون السير هنا ، ما تراه في شوارع فاس مجرد محاولات شخصية لتفادي الاحتكاك والاصطدامات». وهي معادلة بصمت منظومة السير والجولان بفاس ، وباتت تفرض دراسة ميدانية وتشخيصا دقيقا للوضع مع فتح استشارات مع خبراء وأخذ رأي متخصصين ، من أجل إيجاد حلول لهذه المشكلة التي قفزت على السطح مؤخرا ، وأفرزت واقعا عصابيا وأمراضا نفسية خطيرة. ولا يتردد أحد الخبراء في القول : «بفاس وبكل وعي ومسؤولية ، لاتوجد ممرات مخصصة للراجلين بالمعنى الفعلي للكلمة» ،ويمضي "س ج" في سرد أسباب هذا الغياب ، مشيرا إلى أن صباغة هذه الممرات لا تقام بقواعدها وفق المنهجية العلمية ، فهي لا تراعي المعايير المعمول بها في مدارس التكوين والهندسة المدنية . إذ تقام في حرارة متقدة وفوق الأوساخ والغبار وبلا لزوجة " وشدد على ضرورة تفويض الملف لشركة متخصصة بناء على دفتر تحملات دقيق وملزم . كما أن فاس لا تتوفر كذلك على ممرات للراجلين مرتبطة بالتشوير العمودي، أي علامة تشير إلى أن هناك ممرا خاصا بالراجلين وحمايتهم على مستوى وسط الطريق حتى يكون الراجل في مأمن ، ولا توجد نقط حماية للراجلين وسط الطريق كما هو موجود على الأوراق وفي معاهد التكوين الموضوعاتي . ويصف متحدث حركية المرور بفاس بالنسبة للراجلين أو العربات بالفوضى والازدحام الشديد غير المسبوق ، ويضيف أن السلطات الوصية لم تأخذ بعين الاعتبار التنامي الملحوظ للهياكل والعربات المرورية وهو تزايد مفرط وغير منسجم مع المنظومة في وضعها الراهن ، وكذلك الارتفاع الملحوظ للراجلين من جهة ثانية ،وعدم احترام الطرفين معا لقانون المرور كليا أو جزئيا خاصة مع ضيق بعض مدارات المدينةالجديدة الرئيسية ، وتلك التي توجد وسط التقاطعات الكبرى لشارع محمد الخامس والجيش الملكي وشارع الحسن الثاني... اقتراح إحداث ممرات للعبور معلقة أو تحت أرضية يجيب أحد خبراء فاس في المجال " إن هذا الأمر هاجس نحمله جميعا ويقض مضجعنا ، إلا أن النظر إلى المشكل يجب أن يتم من زاويتين ، يضيف المتحدث ، الأولى وتتعلق بالتكلفة المادية لمثل هذه المشاريع ، سيما وإمكانيات البلدية ضعيفة جدا ، وأشار الخبير إلى أن فرنسا تجنبت إقامة الممرات الأرضية للسيارات بسبب خطورتها ومشاكلها خصوصا في الفصول الماطرة ، فهي حسب المسؤول الجهوي، تسبب مشاكل يصعب معالجتها في وقت قياسي ما يسبب احتقانا مروريا وأزمة سير حقيقية. من جهة ثانية يعتبر " س ج" أن إحداث قناطر حديدية مرفوعة شبيهة بتلك الموجودة بالطريق السيار ورش يمكن إنجازه بسرعة ، أما بخصوص التحت أرضية فيؤكد أن مثل هذه الأوراش جد مرهقة من حيث التكلفة ، وتدوم سنوات ، ويقدم مثالا حيا بفاس التي توجد بها ثلاثة ممرات تحت أرضية تسبب مشاكل أثناء التساقطات ...نفق انتبهوا ...ونفق ازواغة... وبالمقابل يقترح إدخال تغييرات على منظومة التنقل الخاصة بالعربات خصوصا بشارع محمد الخامس مع السماح بضوء أخضر دائم و مراعاة حق الراجلين وقف بلا ضوء احمر في بعض المعابر . وتزداد الخطورة عندما يرتفع زعيق أبواق السيارات أمام الإشارات الثلاثية للأضواء المرورية ، في احتجاج جماعي مقرف، حيث يسود الارتباك والصخب ، ويؤجج الاحتقان المروري الذي يكون سببا في حدوث احتكاكات وصدامات و حوادث مرورية تخلف ضحايا وخسائر مادية في أغلب الحالات. المطلوب اليوم التفكير جديا في إحداث أنفاق معلقة فوق المعابر التي تشهد ازدحاما قويا وأخرى تحت أرضية . يقول سائق مغربي مهاجر ، ومن شبه المؤكد أنها في حالة الإنجاز ستخفف الضغط الحاصل اليوم ، كما ستعمل على تذويب عدد من المشاكل المرورية بالعاصمة العلمية. ويقول أحد السائقين في قلق : لا أحد اليوم يحترم تلك الأجهزة التي توضع في تقاطعات الطرق أو أماكن عبور الراجلين لتنظيم حركة السير وللسيطرة على تدفق حركة المرور بشكل آمن « . ويرى متخصصون أن كيفية تشغيل بعض الإشارات في تقاطعات متفرقة بالمدينة تسبب الكثير من الارتباك في حالة توقفها (أو إيقافها أحيانًا). إذ في مثل هذه الحالات ، فإن التقاطعات تصبح تقاطعات عادية أولوية المرور فيها للسيارات على اليمين . لكن ببعض المناطق تختلف القوانين نوعًا ما، ففي بعض الدول تُوضع لوحة أسفل كل إشارة لتوضيح القوانين في حالة إيقاف الإشارة، وفي بلدان أخرى يجب انتظار وصول شرطة المرور للتحكم بالطريق أو الانعطاف في الاتجاه المسموح الانعطاف به.