حددت دراسة جديدة حول حوادث السير أبرز النقط السوداء التي تعرفها كل من مدينتي فاسوالدارالبيضاء اللتين تعرفان أكبر عدد من حوادث السير. وحسب الدراسة، التي أنجزتها «اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير»، فإن مدينة الدارالبيضاء تعرف ثلاث نقط سوداء هي النقطة رقم 18 بشارع محمد السادس، والنقطة 20 بشارع المقاومة، زنقة الحجاج بن الأرطع عند الخروج من النفق، والنقطة 21 بطريق أولاد زيان المحطة الطرقية، عند الخروج من النفق. وعن الاختلالات التي تجعل من هذه النقط المرورية مركزا لحوادث السير، ذكرت الدراسة أن الملتقى الطرقي بشارع محمد السادس غير مرئي بالشكل الكافي بالنسبة إلى مستعملي الطريق، كما أنه يسمح بمرور خمس عربات في اتجاه واحد، مما يعني أن قارعة الطريق شاسعة جدا، إضافة إلى كون الأضواء الثلاثية ليست في مستوى حجم هذا الملتقى. أما شارع المقاومة فيتسم بمحدودية التشوير، وغياب ممر آمن للراجلين. في حين أن حاجز حماية الرصيف المركزي عند خروج النفق بطريق أولاد زيان المحطة يوجد تحت القنطرة، كما أن هناك غيابا للتشوير الأفقي في الشارع الذي يعتبر، حسب الدراسة، واسعا جدا وذا قياسات مفرطة. ومن بين أبرز توصيات الدراسة لتقليص هذه الاختلالات: تقليص حجم الملتقى الطرقي، إحداث طرق مخصصة للانعطاف إلى اليسار عند كل مدخل من مداخل الملتقى الطرقي، ووضع نظام ذكي للتشوير الضوئي الثلاثي. كما أوصت الدراسة بتهيئة الملتقيات الطرقية ذات الأضواء أو ذات الاتجاه المداري الإجباري لتقليص عدد نقط الصراع بين مستعملي الطريق، تهيئة ممرات الراجلين بطريقة تطبعها المصداقية لديهم، إضافة إلى إحداث مناطق تتحدد فيها السرعة في 30 كلم/س في المناطق ذات الكثافة في حركة مرور الراجلين وتهيئة مسالك مخصصة لفئات الدراجات والعربات المجرورة تراعي العرض الأدنى لضمان سلامتهم. أما بالنسبة إلى مدينة فاس، فقد أظهرت دراسة مماثلة أنها تعرف عشر نقط سوداء هي ملتقى طرق باب الفتوح، ملتقى طرق باب المحروق، ملتقى طرق المركب الرياضي، المقطع الطرقي شارع الأدارسة، المقطع الطرقي بباب الكيسة، المقطع الطرقي بشارع الجيش الملكي، المقطع الطرقي بالحي الصناعي بن سودة؛ المقطع الطرقي بشارع علال الفاسي - طريق تازة، المقطع الطرقي على طريق وسلان، والمقطع الطرقي طريق الوداية. ومن بين أبرز الاختلالات الموجودة بكل من موقعي «باب الفتوح» و»باب الحروق»، كشفت الدراسة أن مواقع وقوف الحافلات بالشارع غير ملائمة، وأن ملتقيات الطرق بالموقعين شاسعة، حيث يتم استغلال المساحات غير المستعملة من قبل حافلات نقل المسافرين من أجل إركاب وإنزال الزبناء، وهو ما يعرقل حركة السير ويحجب الرؤية بالنسبة إلى سائقي السيارات السياحية القادمة من زنقة الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، كما أن طول ممرات الراجلين بسبب شساعة ملتقى الطرق يدفع الراجلين إلى عدم احترامها والعبور بشكل مائل لتقليص زمن العبور. أما بالنسبة إلى موقع شارع الجيش الملكي، فمن أهم الاختلالات التي تمت ملاحظتها كون الراجلين يشكلون أكبر مشكلة في المدينة لأن تدبير الإشارات الضوئية لم يأخذ هذه الفئة بعين الاعتبار، لذا فهم في نزاع دائم عند تحويل الاتجاه إلى اليسار، إضافة إلى وجود أماكن كثيرة لتحويل الاتجاه إلى اليسار، وهي تطرح عدة مشاكل على مستوى كل ملتقيات الطرق بهذا المقطع.