وجدت الشرطة القضائية بالجديدة نفسها في جريمة حي المنار، أمام واقعة يلفها منذ البداية غموض شديد ، سيما أن الجاني قدم نفسه للمحققين كضحية ينبغي أن يتلقى إسعافا مستعجلا نتيجة كسر في رجله ، بينما في مكان من الشقة جثة ممدة، حيث وقعت الجريمة في محل لغسل السيارات يقع بحي المنار وبالضبط أسفل عمارة من 4 شقق مملوكة لشخص يعمل في الخارج، ويسيرها صهره الذي هو الجاني نفسه في الأربعينيات أب لثلاث طفلات وينحدر من قبيلة بني خلوق بالبروج ويساعده شاب عمره 24 سنة، ليظل محل غسل السيارات مغلقا على غير العادة طيلة يوم الاثنين والثلاثاء الماضيين ، وهو ما أدى بصاحب المحل المتواجد بالخارج بربط الاتصال بصهره على الهاتف الثابت للمحل مرات متعددة دون أن يتلقى ردا ، ليعاود الكرة على الهاتف المحمول للجاني، ولا من مجيب ، فتولدت لديه شكوك بأن مكروها ما حصل لصهره ومساعده. صاحب المحل ربط الاتصال بصديق له وكلفه باستقصاء الأمر ، هذا الأخير طرق باب الشقة طويلا دون جدوى.و ما أن ابتعد قليلا عن الشقة حتى صعد إلى العمارة شاب كان على موعد مع الجاني ليكريه شقة بالعمارة ، دق الشاب على الباب ، ثم نادى الجاني باسمه ،وهي اللحظة التي فتح له فيها الباب ، وهو يئن ويتوجع، الأمر الذي دفع بالشاب للاتصال بسيارة الاسعاف من أجل الحضور على عجل فيظهر لهم أن الشاب الممدد أرضا جثة هامدة لا حراك فيها ، فربطوا الاتصال بالشرطة. حضر المحققون على وجه السرعة، خاصة وانهم لم يستفيقوا بعد من هول صدمة جريمة وقعت قبل أيام لمهاجر مغربي، تظاهر الجاني أنه ضحية هو الآخر لاعتداء عليهما ، ثم يدخل مرحلة هذيان كمن لا يتذكر تفاصيل الاعتداء، حتى لا يتناقض مع نفسه ، فريق مسرح الجريمة رفع البصمات من جميع الأمكنة للوصول إلى الجاني . بعد ذلك يتم نقل الضحية القتيل إلى مستودع الأموات ، وبعدها حضرت سيارة إسعاف لنقل الجاني إلى المستشفى لعرضه على فحوصات طبية التي أكدت أنه معافى. لتأمرالنيابة العامة الشرطة بوضعه تحت تدابير الحراسة النظرية ومباشرة البحث معه. الفحوصات كانت خيطا رفيعا قاد المحققين الى الكشف عن مسارات الجريمة ، أكد الجاني بداية أنه والشاب القتيل تعرضا لاعتداء من طرف مجهولين ليلا، وأنه لم يعد يتذكر شيئا عن الاعتداء ، ثم عاد ليروي تفاصيل اعتداء وهمي لا يحكمه منطق. الشرطة القضائية حاصرته بأسئلة دقيقة جعلته يعترف بالحقيقة كاملة ، كون الضحية طالبه ببعض مستحقاته، وأن المطالبة تحولت إلى عراك شرس، وفي لحظة سدد ضربة للضحية بواسطة لاقط رقمي كانت كافية لإزهاق روحه ، ذهل أول الأمر لما حدث سيما لما تأكد أن الضحية فارق الحياة ، فكر في حيلة تخلصه من المتابعة، وهي الحيلة التي حاول أن يسقط الشرطة في شراكها ، كونه هو الآخر ضحية اعتداء؟