حيت الحكومة الإسبانية الإصلاحات التي أعلنها جلالة الملك مساء الأربعاء، معتبرة أن لها «مغزى تاريخي» وتؤكد على القدرة على القيادة التي تتوفر عليها الملكية المغربية. وفي هذا الإطار اعتبرت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث أن الإصلاحات الدستورية العميقة التي أعلن عنها جلالة الملك ستعطي دفعة إلى الديموقراطية مع مزيد من الحريات والحقوق . وقالت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية لدى توجهها إلى مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لبحث الأزمة الليبية « إنه خبر جيد» و«لحظة ذات أهمية كبرى» في إشارة إلى ما أعلن عنه جلالة الملك ، وأضافت «لا بد لي أن أهنئ المغرب على القرار الذي اتخذه الملك بإطلاق إصلاحات دستورية على هذا النطاق الواسع» كما اعتبر كاتب الدولة الإسباني في الشؤون الخارجية ، خوان أنطونيو يانييز ، أن التدابير التي أعلن عنها جلالة الملك في خطابه « تجيب على الانتظارات الشعبية عن طريق تغييرات دستورية على نطاق واسع» وقد شكل الخطاب الملكي محور اهتمام كبير لمختلف المواقع الإعلامية الإسبانية ، التي ظلت تتابع عن قرب مجريات الأحداث التي عرفها المغرب والمظاهرات التي نظمت منذ 20 فبراير الماضي . وكالة إيفي للأنباء ، رسمية ، علقت على الحدث قائلة : في خطاب تاريخي أعلن ملك المغرب محمد السادس خطوات من أجل ديموقراطية أوسع بالبلاد ، عن طريق إصلاحات دستورية شاملة تقوي السلطة التنفيذية للحكومة وفصل السلط » واعتبرت الوكالة أنه من بين التغييرات الدالة المعلن عنها ، السلط التي ستمنح لرؤساء الجهات الذين سيتم انتخابهم عن طريق الاقتراع العام المباشر ، وهي صلاحيات كانت في يد الولاة . أما إذاعة كوبي ، فقد ذكرت في موقعها الإلكتروني أن « الملك محمد السادس تفاعل بسرعة مع مطالب شعبه الذي خرج بدوره إلى الشارع من أجل الحرية والديموقراطية ، فقد أعلن الملك عن سلسلة من الإصلاحات العميقة ذات مدلول سياسي واجتماعي » وبرأي يومية « إيل باييس» فإن الخطاب يستنتج منه بأنه لن يتم فقط العدول عن تعيين وزير أول من بين صفوف التكنوقراط كما حدث في 2002 ، بل سيطال أيضا طريقة تعيين ما يعرف بالحقائب الوزارية السيادية ، الداخلية ، الخارجية ، العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية . من جهتها قالت يومية « إيل موندو» إن الخطاب الملكي جاء ضمن مشروع الجهوية الموسعة التي ستبدأ من الصحراء وستمنح صلاحيات للجهات الجديدة في شخص رؤساء مجالس الجهة ، وليس في يد الولاة والعمال كما كان في السابق . أما صحيفة أ بي سي ، فقداعتبرت أنها « المرة الأولى التي يتوجه فيها الملك في خطاب إلى الأمة منذ تظاهرات 20 فبراير ، وبهذا الخطاب ، أعطى محمد السادس إشارات تفيد أنه مستعد لتفويت جزء صلاحياته من أجل أن يتوجه المغرب صوب ملكية برلمانية »