لا حاجة لأن تكون التساقطات المطرية قوية لتغرق المدينة العتيقة، محيط قصر البلدية، الحي الصناعي، محيط مقر إقامة عامل الإقليم وإدارة البريد وغيرها من الأحياء والشوارع والممرات الحيوية بمدينة الصويرة. فما بالك بالأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة الرياح طيلة ثلاثة أيام بشكل متواتر؟ الصور تعبر عن كل شيء،ومحنة المواطنين والتجار والسياح ومستعملي السيارات وأصحاب العربات المجرورة مع برك المياه العملاقة تسائل هذا الإشكال البنيوي الذي فشلت كل السيناريوهات في حله. المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله ببنياته التحتية المتهالكة تحول إلى بناية عائمة، ممرات حيوية بالتجزئة الخامسة ومحيط المحطة الطرقية وباب دكالة بات تطرح تحديا كبيرا أمام الراجلين ومستعملي السيارات والدراجات. فيما ضاقت المسارب المتواجدة بمحيط منبت الأغراس الخاص بمديرية المياه والغابات، وككل مرة، بالتجمع الكبير لمياه المطار. « نحن نعاني من نفس الضرر كل مرة. تستمر معاناتنا لساعات طوال، ونتكبد خسائر كتجار بسبب انقطاع حركة الرواج التجاري وتضرر سلعنا في أحيان كثيرة. الطبيعي في مثل هذه الحالات هو أن يلجأ المواطنون إلى مقاضاة الجهات المسؤولة لمساءلتها عن عشرات الملايير التي صرفت وستصرف في مشاريع فاشلة لحل إشكال التطهير السائل، ولمطالبتها كذلك بجبر الأضرار التي يتكبدونها بسبب غرق المدينة في مياه الأمطار»، صرح للجريدة فاعل سياحي بالصويرة بكل حسرة وغضب. من جهة أخرى، أصبح المرور وسط البرك العملاقة محفوفا بالمخاطر في مجموعة من المناطق والمحاور بسبب تهاوي البالوعات والتهالك السريع والمستمر للبنيات التحتية الطرقية وتشكل حفر عملاقة في زمن قياسي مما يطرح بحدة سؤال جودة الأشغال المنجزة في إطار برنامج التأهيل الحضري للمدينة. وقد همت التساقطات المطرية السبت الماضي العديد من أقاليم شمال ووسط المملكة هذه التساقطات تراوحت كمياتها ما بين 40 و70 ملمترا، همت كل من أقاليم طنجة، وأصيلة، والعرائش والفحص أنجرة. وما بين 25 و40 ملم، بكل من أقاليم المضيق-الفنيدق، وتطوان والقنيطرة، والخميسات، وخنيفرة، والجديدة، وبرشيد، وبن سليمان وخريبكة. و تراوحت التساقطات أمس الأحد ما بين 60 و100 ملم، طيلة اليوم، أقاليم العرائش، ووزان، وشفشاون، والحسيمة، وتاونات، وتازة (غرب)، وخنيفرة، فيما ستتراوح، خلال الفترة ذاتها، ما بين 25 و50 ملم بأقاليم طنجة، وتطوان، والقنيطرة، وسيدي قاسم، وسيدي سليمان، والحاجب، والرباط-سلا، والصخيرات-تمارة، وأزيلال، وبني ملال، وخريبكة، وسطات، والجديدة، وآسفي والصويرة. من جهة أخرى، تم تسجيل تساقطات ثلجية فوق مرتفعات الأطلسين الكبير والمتوسط، التي يتجاوز علوها 1800 متر.