سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في المؤتمر 34 لصحفيي الضفتين المغاربة والإسبان حول الثقافة والإعلام في مواجهة التطرف عبد الرحيم أريري: الخلايا الإرهابية المفككة في الشمال هي الأولى بعد جهة فاس
كشف عبد الرحيم أريري مدير نشر جريدة «الوطن الآن» وموقع «أنفاس بريس» في المؤتمر 34 لصحفيي الضفتين المنظم من طرف الجمعية المغربية للصحافة حول «الثقافة والإعلام في مواجهة التطرف «بمرتيل أن شريط الشمال معروف بتناسل الخلايا الارهابية. فمن خلال الدراسات التي أنجزناها انطلاقا من البلاغات الرسمية، نجد أن الظاهرة الإرهابية وإن كانت موجودة على مستوى الترابي الوطني ككل ووجود خلايا مفككة في عدة مناطق..فالإحصائيات تظهر أن هناك حوضين هما الأكثر استئثارا بوجود الظاهرة الإرهابية: الحوض الأول هو محور فاس- مكناس- بولمان والحوض الثاني هو محور طنجة- الحسيمة بما فيها مرتيل. فالمحور الشمالي يحتل المرتبة الثانية على مستوى استئثاره بالخلايا المفككة في السنوات العشر الماضية. واستحضر عبد الرحيم أريري مفارقة تتجلى في الاستثمارات العمومية الباهظة المخصصة للشمال من طرف الدولة. فإذا أسقطنا الصحراء، يقول، لا توجد منطقة في المغرب استأثرت بالاستثمار العمومي بمثل ما استأثر به الشريط الشمالي، إذ حسب الإحصائيات الرسمية فالدولة أنفقت 250 مليار درهم في السنوات العشر الماضية، ويفترض أن دولة ما وليس فقط المغرب لما تنفق وتقوم بمجهود استثمار في المنطقة « أ» أو في المنطقة « ب « فالنتيجة هي أن نكون أمام واحة من الرخاء والرفاهية وأن تكون تلك المنطقة أحد المرتكزات أو السند الذي يساعد الدولة في القيام بصيانة قيمها الكونية. لكن الملاحظ أنه رغم ضخ 250 مليار درهم في منطقة الشمال من طرف الدولة، فقد تحول إلى مشتل للخلايا الإرهابية. والمثير هو أن المنطقة المحيطة بسبتة والمنطقة المحيطة بمليلية هما الأكثر استئثارا، وهنا أطرح أسئلة لا أمتلك أجوبة عنها صراحة، يقول اريري، هل المشكل مرتبط بكون سبتة ومليلية معبران للمرور نحو أوروبا ؟ وبالتالي تسلل الجهاديين القادمين ليس فقط من المغرب بل من دول أخرى إلى بؤر التوتر العالمية ( سوريا، العراق، أفغانستان...)؟ أم لوجود شبكات للتهريب بسبتة ومليلية، إذ ثبت أن عددا من الخلايا لها علاقة ليس فقط بالإرهاب بل تزاوج مابين الإرهاب والتهريب ليس فقط في المغرب، في الساحل، في آسيا، فرنسا، بلجيكا؟...والسؤال الثالث هل للأمر علاقة بالمشاكل التي كانت للمغرب مع حكومة أثنار،إذ لما تولى هذا الأخير الحكم في إسبانيا قطع روابط مغاربة سبتة ومليلية مع المؤسسة الدينية المغربية. ولما قطع ذاك الرابط فتحت القنوات وفتحت الجسور لتستوطن الحركات الجهادية والحركات المتطرفة في سبتة ومليلية، ولم تستفق اسبانيا من الضربة حتى وقعت فيها واقعة 2005 الإرهابية. آنذاك انتبهت مدريد الى الخطأ الذي ارتكب في عهد أثنار. وكما قلت هذه تبقى مجرد أسئلة وليست أجوبة. المفارقة الثانية تتجلى،كما يرى، في أنه إذا أسقطنا الدار البيضاء كعاصمة مالية واقتصادية للمغرب نجد بأن الناظور هي العاصمة المالية الثانية بالمغرب، ولكن سكان مدينة الناظور الذين لا يتعدون حتى نصف مقاطعة من المقاطعات الست عشر لمدينة الدار البيضاء، عوض أن يرفلوا في النعيم وأن يرفلوا في الإزدهار نجد بأن الناضور أيضا أصبحت حاضنا للخلايا الإرهابية وللشبكات الجهادية التي تم تفكيكها. و استدل الزميل أريري هنا بدراستين سبق أن نشرها الدراسة الأولى كانت في دجنبر 2014 والدراسة الثانية كانت في ماي 2016، لماذا حرصت على الاستشهاد بهاتين الدراستين؟ يتساءل أريري، الجواب يكمن في أنه منذ 2003 الى اليوم فكك المغرب حوالي 140 خلية إرهابية حسب إحصائيات مدير «إف بي أي» المغربية عبد الحق الخيام خلال الندوات الصحفية التي كان يعقدها، لكن في سنة- وهي الفترة المدروسة من 2013 إلى 2014 - تم تفكيك 21 خلية إرهابية. أي ما يعادل 15 في المائة من مجموع ما تم تفكيكه في عشر سنوات. نفس الشيء فيما يخص الدراسة التي نشرناها في السنة الموالية، حيث بلغ عدد الخلايا المفككة 69 خلية في 36 إقليم ونجد أن الأقاليم الممتدة من طنجة الى الحسيمة تحتل 35 في المائة ضمن هذه الأقاليم الست والثلاثين؛ علما أن الساكنة المعنية في المنطقة الشمالية لا تمثل ثقلا بشريا بشكل يجعلها تستحوذ على 35 في المائة، لو كانت المنطقة الشمالية تمثل 35 في المائة من سكان المغرب، آنذاك قد أفهم تبعا للمحاصصة مابين الخلايا المفككة وبين عدد السكان، ولكن الشريط المذكور: المضيق، الفنيدق، مرتيل، الناظور، الحسيمة..هي كلها مدن تتراوح ساكنتها مابين 80 و 200 ألف حسب كل مركز حضري. وهنا السؤال الكبير أين يتجلى الخلل الذي حول شمال المغرب الى مشتل للإرهاب ؟ هل المسؤولية تعود الى المؤسسة الدينية الموكول لها عن طريق المجالس العلمية المحلية وعن طريق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القيام بدورها في حماية الأمن الروحي ؟ هل يعود الى التيه الذي يعيشه شباب هذه المنطقة من حيث أن الإستثمارات التي تقدر ب 250 مليار درهم يقول مدير نشر جريدة «الوطن الآن» و»أنفاس» بريس البنية الطرقية دون أن تمس الإنسان الذي يقطن بالشمال، وبالتالي ليست هناك منافذ أمام هذا الشباب..؟ وتبقى عدد من علامات الاستفهام مطروحة وتسائلنا جميعا. من هنا مسؤوليتنا نحن كإعلاميين فيما يخص مواكبة هذا الموضوع عن طريق ممارسة نوع من التحرش على ثلاثة مستويات منها التحرش على صانعي القرار لدفعهم للاهتمام والانتباه ومساءلة أنفسهم لماذا منطقة الشمال هي حوض الخلايا الإرهابية. وهذا التحرش الأول مع السلطة العمومية يتم لدفعها حتى لا تصاب بالخمول والارتخاء، لكن المفارقة تكمن في أننا بقدر ما نجد الأجهزة الأمنية بمختلف تلاوينها على خط النار في تفكيك ومواجهة وتجفيف هذه الخلايا الإرهابية نجد المؤسسات العمومية الأخرى الموكول لها حماية الأمن العام بالمغرب لا تسير بنفس الإيقاع وبنفس السرعة وأقصد المجالس العلمية ووزارة الأوقاف وباقي الوزارات الأخرى المعنية بالموضوع. التحرش الثاني يتعلق يقول بالضغط على مستوى الوسائط الاجتماعية لأنه لا يمكن لي كصحفي أن أعيش في مجتمع بدون وسائط وأقصد الجمعيات، الأحزاب، النقابات..ويحلو لي دائما لما أكون مع أصدقائي أقول أن شرط وجود أي صحفي في العالم هو العيش في مجتمع دينامي حي فيه تدافع مدني، وأشبه دور الصحفي بذاك الطائر مع التمساح، فالتمساح بقوة فكه وبشراسته لا يمكنه أن يستمر في العيش لو لم يكن هناك طائر صغير. لماذا ؟ لأن التمساح لما يلتهم فريسته يخرج الى ضفة الواد ويفتح فمه فيأتي طائر صغير لتنقية أسنانه، فالطائر الصغير يقتات عمليا ولكنه بطريقة مباشرة ينظف أسنان التمساح لأن الله سبحانه وتعالى وضع هذا التكامل لضمان توازن أيكولوجي، وبالتالي فإذا لم يفتح التمساح فمه ولم يقم الطائر بتنظيف أسنانه ستساقط أسنانه ولن تصبح للتمساح تلك القوة وذاك السلاح الفتاك. تأسيسا على هذا المثال فبالنسبة لي الصحفي هو ذاك الطائر، والتمساح هي الأحزاب والنقابات والجمعيات. فإذن أنا لما أضغط على الأحزاب والجمعيات والنقابات، يضيف، فعمليا كي أضمن حقي في الوجود لأنه بدون ذاك التمساح لا يمكنني العيش مثل ذاك الطائر، ولهذا فهذا التحرش الثاني نمارسه على هذه الوسائط الإجتماعية حتى تكون حاضرة في الساحة على مستوى التأطير والانتباه إلى هموم وانتظارات الناس . والتحرش الثالث يقول أريري نمارسه على مستوى الخارج لأننا لا ننسى أنه لدينا 5 ملايين من المغاربة وشرور الإرهاب جاءتنا بالدرجة الأولى من أوروبا. لأنه لدينا 5 ملايين من المغاربة أي ما يعادل 6/1 من السكان وهذه الكتلة البشرية جاءت من أوروبا أغلب الشرور، ومنها الظاهرة الإرهابية خاصة على مستوى الشريط الممتد من بروكسيل الى مدريد. فلما أضغط على السلطة العمومية المغربية والمؤسسات التمثيلية وعلى الأحزاب فلكي أدفعها في اتجاه فتح جسور اللقاء وجسور النقاش مع سلطات تلك البلدان من أجل تأطير أولئك المغاربة هناك ومن اجل أن نتفاهم بخصوص أي نوع من التدين يجب أن يسري في أوروبا هل التدين الإيراني ؟ هل التدين السعودي ؟ هل التدين المغربي ؟ هل التدين الجهادي ؟ و أنا كمغربي مادامت تربطني أواصر المواطنة مع 5 ملايين مغربي فمن حقي أن أسائل الدولة في أن توفر لي الأمن والآمان حتى أطمئن على سلامة ما يجري بالنسبة للمغاربة الموجودين في البلدان الأوروبية. هذه التحرشات الثلاثية يرى عبد الرحيم أريري المؤطرة في كل الأعمال التي تحكمنا كصحفيين في «الوطن الآن» و»»أنفاس بريس» عن طريق الرصد والمتابعة وعن طريق الافتتاحية وعن طريق الحوارات الصحفية. وكان حسن بويا عامل عمالة المضيقالفنيدق قد أشاد في الجلسة الافتتاحية بهذا التقارب بين صحافيي الضفيتين المغاربة والأسبان ومقاربة مثل هذه المواضيع إذ أكد أن المغرب ما فتيء ينخرط منذ البداية في الإستراتيجية العالمية لمحاربة الإرهاب والتطرف وهذه يقول إرادة راسخة للمملكة المغربية،حيث كانت سباقة في ذلك مقارنة بجوارها الإقليمي العربي والقاري الإفريقي من خلال استراتيجيات استباقية في محاربة الظاهرة الإرهابية والتي مافتئت تتنامى وشملت ماهو أمني اقتصادي ديني اجتماعي ثقافي ليعطي دليلا قاطعا على الانخراط الجيد والعقلاني للمغرب في محاربة التطرف بشتى أنواعه. محمد الملاحي باسم جهة الحسيمةطنجة وأيضا رئيس المجلس الإقليمي شددا في كلمتيهما على أهمية هذا الموضوع وأكدا على أن المغرب كان سباقا في محاربة الإرهاب والتطرف بكل الوسائل، وشددا على أهمية إثارة هذه المواضيع بين الصحافيين المغاربة والاسبان.