لا يختلف مشتل الإرهاب الداعشي بالمغرب عن المشتل الإسباني حيث أكد تقريرٌ أمريكيٌّ صادر عن مجلس الأمن الخارجي الأمريكي ما سبق أن ذهب إليه الباحث الإسباني، فرناندو ريناريس، المختص في شؤون الجماعات الإرهابيَّة بالمعهد الملكِي الإسباني إلكانُو، من أن ما يزيدُ عن نصف الجهاديِّين الإسبان، الذِين أحصتهم وزارة الداخليَّة والبالغ عددهُم ستين فردًا، ينحدُرون من سبتة ومليليَّة. وقد أكد التقرير الأمركي أن غالبية المغاربة الذِين سافرُوا إلى العراق وسوريَا للقتال مع قوَّات »البغدادِي« ينحدرُون من المناطق الشماليَّة مثل الفنيدق وتطوان وطنجَة. ولعل هذا ما يفسر أن أغلب «الدواعش» الذِين انطلقوا نحو الجبهة من إسبانيا قضَى أغلبهم فترةً فِي الشمَال المغربِي، والإقبال على قتال التطرف يبدو بارزا بالثغر المليليّ أيضا اعتبارا للمساحتين الجغرافيتين الضيقتين للمدينتين السليبتين مقارنة مع باقي أراضي المغرب. ووفقًا لتقديرات التقرير الأمريكي، فإنَّ عدد »الدواعش« المغاربة الذِين يخوضُون معارك في الشرق الأوسط يتراوحُ ما بين 1500 و2000، وهُو ما يجعلُ الرقم مرتفعًا ب50 في المئة، قياسًا بمَا أعلن عنه سابقا وزير الداخلية المغربي محمد حصاد، بينمَا لقيَ 216 مقاتلا مغربيًّا داعشيًّا مصرعهم في الجبهات. وتورد التقديراتُ الأمريكيَّة أنَّ نسبة مرتفعة من الشريحة العمريَّة المتأرجحة ما بين 18و45 عاما، من الذكُور، قد غادرت سبتة نحو مناطق الاقتتال في العراق وسوريا.. وفي المنحَى ذاته تردفُ الوثيقة الأمريكيَّة أنَّ مدينتيْ سبتة ومليليَّة، وبعض المناطق المحيطة بهمَا، كانتْ أكثر البؤر التي جرى تفكيكُ خلايًا إرهابيَّة بهَا، آخرها أعلن عنها في سبتمبر الماضِي بتنسيق بين أجهزة الأمن المغربيَّة والإسبانيَّة. وقال ان عدد المتطرفِين الذِين غادرُوا دولا في أوروبَا الغربيَّة مثل فرنسا وبلجيكا من أجل الانضمام إلى »داعش«، يفوقون من مضَوْا من إسبانيَا، حيثُ إنَّ 930 داعشيًّا ذهب على سبيل المثَال من فرنسا، فيما يبلغُ عددُ الدواعش المغادرِين من بلجيكَا مئتين وخمسينَ شخصًا. وينبهُ التقريرُ إلى الخطر الماثل في عودَة »الدواعش« من ساحات القتال فيسوريا والعراق نحو المغرب، وهُو خطرٌ يهدد أيضا مدينتَيْ سبتة ومليليَّة..