يزخر المجال الترابي التابع للمديريات الإقليمية الأربع للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة كلميم واد نون، التابعة لنفوذ المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجنوب، بشبكة من المحميات تهدف إلى ضمان توازن واستغلال معقلن للموارد الطبيعية في مجال القنص بالجهة. وتتوزع هذه الشبكة من المحميات الطبيعية التي تستهدف بالأساس المحافظة على الثروة الوحيشية بجهة كلميم واد نون وتنميتها وضمان استدامتها، على 9 محميات دائمة تمتد على مساحة إجمالية تقدر ب 31 مليون و84 ألف و595 هكتارا، منها ثلاث محميات بإقليم كلميم (351 ألف و230 هكتار)، وثلاث محميات بإقليم سيدي إفني (32 ألف و753 هكتارا)، ومحميتان بإقليم طانطان (646 ألف و772 هكتار)، ومحمية واحدة بإقليم آسا الزاك (حوالي 30 مليون و53 ألف هكتار). وتفيد معطيات للمديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجنوب التي تغطي تراب الجهات الجنوبية الثلاث كلميم واد نون والعيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، بأن هذه المحميات الطبيعية تشمل محميات ثلاثية ذات مساحة إجمالية تصل إلى 707 ألف و32 هكتارا، منها محمية ثلاثية بإقليم كلميم بمنطقة " أيت تاريت-إدموسى-لالة ملوكة" (393 ألف و684 هكتار)، ومحمية بإقليم سيدي إفني بمناطق "أميلو، إمين فاست، لخصاص، سيدي عبد الله أوبلعيد (43 ألف و228 هكتار)، ومحمية بإقليم طانطان بمنطقة طانطان- تيلمزورن (270 ألف و120 هكتار). وبالنسبة للمناطق المفتوحة للقنص بالجهة فإنها تتوزع على ثلاث مناطق بإقليم كلميم (كير، ايسا، إيسكو) وأربعة مناطق بإقليم سيدي إفني على مساحة 160 ألف و141 هكتار (مير اللفت، سبويا، تنكرفة، أيت الرخا)، ومنطقة واحدة بإقليم طنطان (الشبيكة - أبطيح)، ويتواجد ضمن هذه المناطق المفتوحة للقنص مكرية واحدة بمنطقة مير اللفت بسيدي إفني (3000 هكتار) ، فيما هناك مشروع لخلق مكرية أخرى للقنص بإقليم كلميم. وتتميز جهة كلميم واد نون، من ناحية أخرى، بنظم إيكولوجية متأقلمة مع المناخ الصحراوي الشبه الجاف المهيمن على المنطقة التي تضم تشكيلات غابوية مهمة ممتدة على سلسة جبال الأطلس الصغير وتمتد على مساحة 269 ألف و395 هكتارا تتألف من شجر الأركان (50 بالمائة من الغطاء الغابوي)، والطلح الصحراوي (42 بالمائة)، والعرعار والطرفاء وتيبشط وأنواع أخرى (8 بالمائة) والتي تأوي أصنافا حيوانية متنوعة تتألف من الثدييات (غزال آدم، غزال أغيس، أروية نغربية) والطيور (الحبارى، القطاة) والزواحف المهددة بالانقراض (الضب، الورل الصحراوي). ولمواجهة الخلل في توازن النظم الإيكولوجية الناتج عن الطبيعة الهشة التي تتميز بها الجهة (جفاف، فقر التربة، ملوحة المياه الجوفية، تعرية، رعي مفرط، قطع الأشجار، صيد جائر للحيوانات المحمية) ومن أجل الحفاظ على هذا التنوع البيولوجي وتنميته على مستوى المواقع ذات الأهمية السوسيو اقتصادية ، فإن المديرية الجهوية تسعى من خلال المخطط المديري للمناطق المحمية إلى إعادة إحياء وتجديد التشكيلات الغابوية الأصلية بجهة كلمم واد نون، ومكافحة زحف الرمال اتجاه المواقع والبنيات التحتية السوسيو-اقتصادية، والحفاظ على التنوع البيولوجي وتنميته على مستوى المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية، وكذا خلق أحزمة خضراء حول المراكز الكبرى للجهة في إطار شراكة مع مجلس الجهة و الجماعات المعنية. وعلى صعيد متصل اتخذت المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للجنوب، بمناسبة موسم القنص 2016-2017 على مستوى جهة كلميم واد نون، جملة من التدابير لتأمين قنص مسؤول يحافظ على الموارد الوحيشية، حيث قامت بمبادرات تحسيسية همت بالخصوص، تقديم عروض ومطبوعات وتوجيهات للقناصين وإطلاعهم على آخر القوانين والقواعد المنظمة للقنص، وكذا حماية أنواع النباتات والحيوانات المتوحشة ومراقبة الاتجار فيها، إضافة إلى توزيع القرار السنوي للقنص 2016-2017 . ووفق القرار السنوي للقنص فإنه "لا يجوز للقناص أن يصطاد أزيد من أربع حجلات في اليوم وأرنب وحشية واحدة، وخمسة أرانب، وخمس من دجاجات الأرض، و50 سمانا، و10 بطات، وإوزتين، و20 شنقبا، و10 من مجموع الحمام الأزرق والبري، و20 سلوى، و50 يمامة، و50 قنبرة، وقنبرة برية، و20 وحدة من باقي طيور الماء المسموح قنصها، فيما يسمح باصطياد خنزير واحد لكل قناص". (ومع)