دفع مقتل المواطن المغربي محسن فكري داخل حاوية للأزبال ،عشرات آلاف المغاربة إلى التظاهر في أزيد من 12 مدينة ، وكانت الحسيمة التي توفي الراحل بها أول المدن التي انتفضت ضد «الحكرة» وضد الطريقة البشعة التي توفي بها محسن، فقد عرف تأبين الراحل مسيرة حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين والمواطنات وآلاف السيارات وأغلقت المحلات التجارية في حداد على الراحل وبشكل تضامني حتى لا يتكرر مثل ما وقع، الاحتجاجات بالحسيمة ، مرت في أجواء سلمية وبشعارات قوية طالبت بالقصاص وتنزيل العقوبات في حق المذنبين والمتسببين في وفاة محسن، كما طالبت المسيرات والوقفات بتطبيق القانون والعدالة الاجتماعية وعادت شعارات 20 فبراير الموحدة إلى الشوارع «كرامة- عدالة – حرية» كما شهدت مدن الدارالبيضاء والعاصمة الرباط ومكناس وتطوان ومراكش وطنجة والقنيطرة ووجدة و فاس وآسفي وغيرها من المراكز والمدن نفس الأشكال الاحتجاجية، ولاحظ مراسلو الجريدة أن القوات الأمنية ظلت في جميع المناطق بعيدة عن أماكن التظاهرات ولم تتدخل، مما جعل المواطنين يعمدون إلى تنظيم ذاتي للمسيرات والوقفات، ولم تسجل أي خسائر لا في الممتلكات ولا الأرواح. وحسب مصادر مطلعة فإن تعليمات مركزية صدرت من أجل احترام حق التظاهر السلمي وعدم التدخل إلا في الحالات القصوى، وهو ما لم يتم، لأن الأمور كانت سلمية وأبانت عن نضج المتظاهرين ونضج الشعب المغربي الذي جرب الحراك في عدة مناسبات. ومازالت نتائج التحقيق المعمق الذي أمر جلالة الملك بإجرائه تباشر من طرف الفرقة الوطنية وعدة أجهزة أمنية مختصة تحت إشراف النيابة العامة، في حين ذكرت مصادر متطابقة أن عددا من الأشخاص أوقفوا احتياطيا على ذمة القضية في انتظار الانتهاء من التحقيقات التي يبقى الوكيل العام للملك المخول بإعلانها. ويذكر أن فكري بائع السمك تم توقيفه من طرف دورية للأمن بدعوى حيازته بضاعة من السمك الممنوع تداوله في هذا الوقت، وحضرت مصالح وزارة الفلاحة التي أمرت بإتلاف البضاعة عبر شاحنة لنقل الأزبال وهو الأمر الذي مازالت المسؤوليات الإدارية فيه مرتبطة بالبحث الجاري. آلاف المواطنين يشاركون في تشييع جثمان «شهيد الحكرة» بإمزورن n كمال لمريني شيع عشرات الآلاف من المواطنين، أول أمس الأحد، جثمان بائع السمك «محسن فكري»، إلى مثواه الأخير في مدينة إمزورن، ضواحي الحسيمة، في حفل مهيب، حضره عدد كبير من معارفه وعائلته وأصدقائه ونشطاء من المنطقة. وانطلقت مسيرة التشييع، في حدود الساعة العاشرة صباحا، من أمام المستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة، وجابت شوارع المدينة وسط هتافات غاضبة وشعارات منددة بعملية القتل الموصوفة ب«البشعة»، التي تعرض لها من بات يعرف ب»شهيد الحكرة» داخل شاحنة لنقل الازبال، وزغاريد النساء ونحيبهن، فيما اصطف المشاركون وراء سيارة الإسعاف. وردد المشاركون في الموكب الجنائزي الذي تقدمته المئات من السيارات شعارات التنديد والشجب وذلك لمسافة تعدت 10 كيلومترات. ونقل جثمان الفقيد من مدينة الحسيمة صوب مسقط رأسه بإمزورن، حيث أقيمت صلاة الجنازة بمسجد الإمام مالك، في جو من الحزن والخشوع، قبل توجه الموكب الجنائزي نحو مقبرة «إفذيسن» بدوار جطاري بالمدينة، حيث جرت مراسم الدفن. وذكرت مصادر ل«الاتحاد الاشتراكي»، أن الجنازة تحولت إلى مسيرة احتجاجية شارك فيها ما يزيد عن 20 ألف محتج، عبروا من خلالها عن استنكارهم الشديد للطريقة التي قتل بها بائع الأسماك المسمى قيد حياته «محسن فكري» البالغ من العمر حوالي 31 عاما، بالإضافة إلى رفعهم شعارات ضد التهميش الذي تعرفه المنطقة. وشهد إقليمالحسيمة، شللا تاما، حيث أغلقت العديد من المحلات التجارية والمقاهي فيما توقف عمال الصيد البحري بالحسيمة عن العمل حدادا على مقتل زميلهم، وذلك تنديدا بالأوضاع العامة التي تعرفها المدينة وميناؤها. كما احتشد الآلاف من المواطنين، ليلة الأحد، داخل الساحة الكبرى بمدينة الحسيمة، رافعين شعارات قوية تدعو إلى رفع التهميش عن المنطقة، ومعاقبة كل المتورطين في مقتل «محسن فكري»، بالإضافة إلى إعادة فتح ملف الشبان الذين قضوا مصرعهم حرقا داخل إحدى البنوك أثناء احتجاجات حركة 20 فبراير سنة 2011، حسب شعاراتهم. وكشفت وسائل إعلام محلية، أن مصالح الأمن الوطني، إعتقلت ثلاثة من شركاء بائع الأسماك «فكري محسن» للاستماع إليهم في محاضر رسمية، بخصوص ملابسات الحادث وظروفه أثناء محاولتهم استعادة بضاعتهم من شاحنة للأزبال. مشيرة إلى أن مصادر أمنية، أفادت أن التحقيق مع المعنيين بالأمر يصب في اتجاه تحديد مسؤولية من أعطى الأوامر لرجل النظافة بالضغط على الزر بالقول «طحن مو». وكان بائع الأسماك «محسن فكري»، قد لقي مصرعه، الجمعة الماضية، داخل شاحنة لنقل الازبال، أثناء محاولته استرجاع كمية كبيرة من الأسماك حجزتها منه مصالح الأمن في الحسيمة، لتباغثه آلة شفط الأزبال جرى تحريكها، مما أدى إلى الإجهاز عليه. وفي هذا الإطار، أكد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، أنه عهد بإجراء التحقيق في وفاة المسمى قيد حياته «محسن فكري»، إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من أجل البحث عن حقيقة الحدث وأسبابه وتحديد المسؤوليات لترتيب الأثر القانوني عن ذلك. وخلف الحادث استياء عارما في صفوف المغاربة الذين خرجوا،الأحد، في مسيرات احتجاجية بعدد كبير من المدن المغربية للتنديد ب«الحكرة» والمطالبة بفتح تحقيق في الموضوع، واتخاذ المتعين في حق كل من ثبت تورطه في قضية مقتل ما وصفوه ب«شهيد الحكرة». وكشفت نتائج التشريح الطبي، أن سبب موت «محسن فكري»، كان نتيجة لنزيف داخلي لجسده بسبب جروح داخلية، أفرزت تجمعا للدم والهواء داخل رئتيه، مما أدى إلى الاختناق، بالإضافة إلى تعرضه إلى خمسة كسور على مستوى الأضلاع العليا من قفصه الصدري، وجرح قرب الإبط الأيسر بعرض سنتمترين وعمق 5 سنتمترات، نتيجة للضغط الذي تعرض له داخل الشاحنة، والذي أضر بالعديد من الأعضاء الداخلية لجسمه. وأفاد التقرير، أن الرئة اليسرى للهالك، تعرضت للتقلص مع تجمع الدم داخلها، وهو الوضع الذي أفضى إلى عرقلة سير الدم الطبيعي، مشيرا إلى أن الرئة اليمنى تعرضت للتقلص، وبعض أجزائها للانتفاخ نتيجة لضغط الدم والهواء . وتجدر الإشارة، إلى أن جلالة الملك محمد السادس، أعطى تعليماته لوزير الداخلية، محمد حصاد، لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في حادث وفاة بائع السمك، محسن فكري، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع، ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته. المراكشيون يخرجون في مسيرة للتنديد بمقتل محسن فكري n مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص خرج ، مساء أول أمس الأحد 30 أكتوبر بمراكش، مئات المحتجين في وقفة احتجاجية تحولت إلى مسيرة، للتعبير عن غضبهم من الجريمة التي راح ضحيتها بائع السمك محسن فكري بالحسيمة . وتجمع المشاركون في حدود السادسة و النصف، بداية بساحة الكتبية حيث كان مقررا أن يقفوا لإعلان تنديدهم بهذا الحادث، لكنهم سرعان ما تحركوا في مسيرة كبيرة اخترقت شارع محمد الخامس في اتجاه ساحة الحارثي حيث توقفت. ورفع المشاركون في التظاهرة الاحتجاجية شعارات تدرجت من التنديد بالطريقة التي قتل بها الضحية، إلى المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الحادث، لترفع من سقفها وتحمل مضامين سياسية، تبعا للأطياف التي شاركت فيها. وحمل المشاركون لافتات تطالب بالحرية والكرامة، وتندد باستمرار مظاهر «الحكرة» والشطط في السلطة، والتفنن في استعمال النفوذ للتنكيل بالمواطن وحرمانه من أبسط أسباب العيش الكريم ومطاردته في حقه في الحياة و السعي للرزق. وعرفت المسيرة مشاركة مكتفة لنشطاء حقوقيين وسياسيين وعدد من الفاعلين في الحقل النقابي والثقافي إضافة إلى عدد مهم من أعضاء بعض الفصائل الطلابية. واكتفت القوات الأمنية التي تواجدت بشكل ملفت بمكان التظاهرة بمراقبة تطورها دون تدخل، في الوقت الذي تفرق العدد الأكبر من المشاركين بساحة الحارثي، وأصر بعض النشطاء المنتمين إلى تيارات راديكالية العودة بالمسيرة إلى ساحة الكتبية على مشارف جامع الفنا. احتجاجات حاشدة بجهة الشرق تنديدا بمقتل «محسن فكري» n ك. لمريني احتج الآلاف من المواطنين في جهة الشرق، أول أمس الأحد، على مقتل محسن فكري «شهيد الحكرة»، داخل شاحنة لنقل الأزبال، وذلك أثناء محاولته استرجاع كمية كبيرة من الأسماك حجزتها منه مصالح الأمن الوطني، الجمعة الماضية في الحسيمة، إلا أن آلة شفط الأزبال جرى تحريكها، مما أدى إلى الإجهاز عليه في الحال. وجاءت هذه التظاهرات الاحتجاجية، استجابة لنداءات أطلقها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تدعو إلى التنديد بمقتل الشهيد، والمطالبة باتخاذ المتعين في حق المتورطين في جريمة القتل «البشعة» التي تعرض لها. ورفع المشاركون في الاحتجاجات شعارات تدعو إلى إسقاط الفساد وإقرار الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وشملت هذه الاحتجاجات، كلا من مدينة وجدة، بركان، زايو، والناظور، كما شهدت مدينة وجدة عاصمة المغرب الشرقي، مسيرتين ووقفة احتجاجية، شارك فيها المئات من الأشخاص، كان آخرها الوقفة الاحتجاجية التي تم تجسيدها بساحة 16 غشت، والتي طالب من خلالها المحتجون الكشف عن ملابسات مقتل «محسن فكري» ومعاقبة المتورطين. وفي مدينة بركان، احتشد العشرات من المواطنين، أمام مقر عمالة الإقليم، رافعين صورا للشهيد محسن فكري، وسط شعارات غاضبة تدعو إلى إسقاط الفساد ورفع الحيف عن المواطنين، فيما نددوا ب«الحكرة» التي تعرض لها الشهيد. كما عرفت مدينة زايو، مسيرة احتجاجية مماثلة، شارك فيها المئات من الأشخاص، جابوا مجموعة من الشوارع الرئيسية بالمدينة، وسط شعارات صاخبة، معبرين عن رفضهم لحادث مقتل بائع الأسماك، وداعين في الوقت ذاته إلى محاربة الفاسدين والمفسدين، مع المطالبة بأن تكون أطوار محاكمة المتورطين في جريمة القتل علانية يسمح للمجتمع المدني بالاطلاع على مجرياتها. وكانت مدينة الناظور على موعد صاخب من الاحتجاجات، حيث شهدت وقفتين احتجاجيتين، الأولى جرى تنظيمها بساحة التحرير، والثانية أمام عمالة الإقليم، عبر من خلالها المحتجون عن استنكارهم الشديد لما وصفوه ب«الجريمة الشنعاء»، لتتوج فيما بعد بمسيرة احتجاجية شاركت فيها مختلف أطياف المجتمع. وخاض المحتجون اعتصاما جزئيا، أمام عمالة إقليمالناظور، يطالبون بإصدار أقصى العقوبات في حق المتورطين في جريمة القتل التي راح ضحيتها بائع الأسماك المسمى قيد حياته «محسن فكري»، الذي بات يطلق عليه ب«شهيد الحكرة». وتجدر الإشارة، إلى أن الاحتجاجات التي عرفتها جهة الشرق لم تنتج عنها أي أحداث شغب، فيما سجل غياب تام للقوات العمومية ورجال الأمن الذين تتبعوا المظاهرات، عن كثب، درءا لأي انفلات أمني. المغرب ينتفض ضد «الحكرة» ومواطنون يتظاهرون في الشوارع n محمد بودويرة كما كان متوقعا خرج الآلاف من المغاربة ،أول أمس الأحد، للاحتجاج في الكثير من المدن ضد مقتل بائع السمك بمدينة الحسيمة ليلة الجمعة الماضية بعد أن تم حجز وإتلاف بضاعته داخل «طاحنة شاحنة الأزبال» التي لقي فيها مصرعه. المحتجون طالبوا بمعاقبة المسؤولين عن «مقتل» محسن فكري ومتابعتهم. ولم تقف الشعارات عند قضية «محسن فكري» أو شهيد المغرب كما لقبه المغاربة ،فقط، بل رفعت في أغلب هذه المدن شعارات تطالب بتعامل السلطة مع المغاربة كمواطنين، كما رفعت شعارات أخرى تطالب بالكرامة الاجتماعية. وبمدينة الحسيمة التي قتل فيها السماك «محسن فكري» أعلن نشطاء مدنيون وحقوقيون استمرار ما أسموه «العصيان المدني» في الإقليم، بالموازاة مع الاحتجاجات العارمة التي تعرفها المنطقة تنديدا بمقتل فكري. وجابت مسيرة ضخمة شوارع الحسيمة، أطّرها نشطاء حقوقيون ومدنيون بعدما انطلق التحرك في شكل اعتصام نفذ عشية يوم الأحد، على الساعة السادسة، أمام مقر المحكمة الابتدائية، طالبوا خلالها بتنفيذ العدالة في حق «من ارتكبوا الجريمة البشعة التي طالت الشهيد فكري»، وفق تعبيرهم. ولم تشهد جل المسيرات الاحتجاجية في مختلف مناطق المغرب أي تدخل أمني، بل عمدت السلطات الأمنية إلى إخلاء عناصرها من مكان الاحتجاجات تجنبا لأي استفزاز قد يقع بين المتظاهرين والأمنيين.