كلّ ما كتبته حتّى الآنْ لا يشبه الشّعرَ يخلو من حرارة الدّفءِ من رعشة الوزنِ من دفقة المعنى وصورته الذّهنيّة جامدة كالحجرْ يتنكّب الطّريق الواضحةْ يسير على فلقة البحر ويغرق في التّصوّر العبثيّ! كلّ نثر كتبته قبل هذا الأوانِ لا ينتمي لعالم القصّة المشوّقةِ أو السّرد اللّولبيّ المحلّى بمتعة التّسوُّق بين الشّخوصِ في المقهى أو المبغى أو حشوةٍ لسريرٍ معْ عابري سبيلٍ مهووسينْ كلّ ما كتبته للآن لا يشبه وجه الشّمس أو ضلوع القمر ولا ملامح غيمة تسقط في حضن حقل من زهورْ ولا يعرف طعم أغنية لأمّ كلثومَ أو فيروزَ أو كلمات شاعر الحبّ القديمْ أو شاعر الفلسفة الوجوديّةْ كلّ ما كتبته حتّى الآن هراءٌ لم يفز بجائزة عالميّةْ أراها من بعيدٍ مع أنّها لا تراني من قريبٍ أو بعيدْ منذ عشرين عاما أحلم فيها وأهجوني لعلّي أصبح نوبليّاً عالميّاً خسرت ما قد خسرت من ورَقي ومن أرَقي وأنفاس القلقْ وليلي كان مضطربا وأحلامي خُرافيّةْ خسرت «نوبلَ» هذا العام أيضاً والمتعة العالميّة خسرت وجودي في صحفي الوطنيّةْ خسرت أن أكون أنا كلُّ ما كتبته حتّى الآنْ لا يساوي أن أكون رشفة فنجانٍ بفم امرأة تحبّ الارتياحَ من جنون الشّطط العاطفيّ الجبانْ خيّب الآخرون انتظاري وخيّبتُ انتظار الانتظار وعدتُ كما بدأتُ لا أكتب شيئا يستحقّ الجائزةْ أو شيئا يشبه لحن أغنية ل «بوب ديلان»