ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدل الثنائيات الحضور.........الغياب محمد الكروي
نشر في بوابة قصر السوق يوم 21 - 10 - 2012


عبد القادر برطويس
شعر
سحر الدنيا
الطبعة الاولى2011
مطبعة بلفقيه الرشيدية

سحر الدنيا :باقة شعرية للشاعربرطويس عبد القادر وهي من القطاع المتوسط تؤثث الطبعة الأولى عينا تتطلع البعد.أسفلها فرس راكض والى الجوار شمعة تشع نورا ذهبي اللون ضمن إطار مقابلها صورة الشاعر على اليمين وجزء من قصيدة سحر الدنيا.
تتقاسم العيان تماس سحر اللونين الأصفر وسماوي وبينهما أزهار تفوق العشرين بخمسة تختلف من حيث الطول والبناء.
بعد القراءة فاح العطر روائح عدة :
التضرع إلى الله ويضم الباقة التالية :كتاب الله- همس-إلى الحبيب
-حشد عزيمة مواجهة الداء بحث عن مجهول-صبرا-رحلة مع الداء-وراء الضباب
تأمل الحياة :الإنسان –أناني-سحر الدنيا
طبيعة :دمية-سنبلة-قطرة ماء-عادية- العين الزرقاء
المرآة الجمال :-امرأة-احذروها-مقنعة- حلم
الوطن :بلادي-بطل-شكواي للحجر-بنت الأرض-لست جبانا
المجتمع :مراكب الموت
تقديم وإهداء
هذه لافتات كبرى تتضمن عناوين قصائد الديوان التي قد تكون هناك بعض الحيرة في إدراجها في هذه الخانة أو تلك نظرا لتداخل الموضوع والتشابه الذي يبدو على السطح غير أن الذوق –الهدوء- الشعور خندقها هناك او هناك وهذا أمر جزئي أولا وأخيرا حيث إن الأمر لا يتكرر كثيرا
تتصدر الباقة الأولى من الديوان :كتاب الله –القرآن
فرقأنك ربي أحلى سور
كلام الله للآدمي درر
خرت له الرواسي والمضر
فكيف للقمر أن لا يخشع يا بشر
ص 3
غناء تضرع جميل بسيط هادئ في متناول الدروب والأزقة كثيرا ما نسمع أصداءه غير انه إلى جانب هذا وذاك فإنه سهل ممتنع لا يتأتى لأي واحد ولهذا الغرض الغنائي جمع الشاعر هذه الألحان قلادة سهلة الحفظ رغم تعثر الراء فيها مرتين.
همس ارتآه الشاعر عموديا فيه يدع الجهر ليلجأ إلى همس اصدءا الروح فرحة كبرى تزيح الثقل عن الكاهل الضعيف تحت وطأة عوامل عدة
سحر اهاج كياني خبرت عنه ونؤاه
ص4
حتى يصيبها الضجر وهنا يتجلى البعد الفلسفي الجمالي التأملي لدى الشاعر عبد القادر
ثم هاج الناس وماجوا لله اتجهوا بدعاه
خفت الكلام مد وجزر صار همسا ثم انتشى هذا الهمس فتخطى الذات كلاما مدويا تلقفته كل الكائنات
غير أن هذا الهمس اللطيف يستحضر با لضرورة نقيضه الكلام الجهر وهي ثنائية تناوبية على أوتار الروح التي لا تكاد ترتاح
إلى الحبيب :نضم عمودي تقطر رسالة شفوية يتمنى الشاعر من زائر قبر الرسول(ص)ان يبلغ أشواقه وحبه مع رجاء الشفاعة
أيا مقيما بتلك الديار حلفتك با لرب الخالق الله
أن تبلغ سلامي للحبيب سلام عاشق رام مبغاه
عله أن يكن لي شفيعا يوم الحساب وملقاه
هذه رسالة اعتاد الأحبة الأباعد عبر الأيام أن يحملوها قاصد حج بيت الله الحرام وهي تترجم الأشواق الحارة إلى تلك الديار المقدسة وفي نفس الآن تترجم توزع المرء بين هنا وهناك فا لجسد زاوية بعيدة والروح جوار قبر المصطفى وهي ثنائية أخرى استطاع الشاعر اقتناصها استجابة لأحلام الروح إلى تلك الربوع الطاهرة التي ما حركت السواكن تلوينات كثيرة من شعر ونظم وأهازيج ومواويل تستجيب لها الدموع شفاءا وتطهيرا كترسيس با لمعنى اليوناني
في اللافتة الثانية حشد عزيمة مواجهة الداء المتكونة من بحث عن مجهول-صبرا –رحلة مع الداء- وراء الضباب-نستأنس با لبحث عن مجهول ولا شك أن البحث يقتضي الإرادة والحدة والمواجهة مع تحمل المشاق حتى يكون للإنسان شيئا مما أراده وطمح إليها لأساس الأول عدم الارتكان إلى الخمول والتواكل فا لمتعة الكبرى رحلة الحلم منعرجات الطريق دفء النفس عاشقة النسمات المجهولة الغائبة وراء الأفق
متنفس يتنفس في مسام
يجري مجرى يخنقه
سأتحداه سأتنفس
سأشق عباب الماء
ستمدني الحيتان بخياشيمها
ضد التيار سأسبح
دون غرور
دون ضمور
سأبحث عن ماء نمر
من خلاله سأتنفس
الملفت في هذا العمل نبض الحياة وعشقها وهو نبض تعترضه أشواك لا تنال من إرادة الشاعر الذي سيعمل على تخطيها وكسرها دون غرور أو حلم طوباوي أداته في ذلك الحرف البسيط الحمل في طياته حلم الإنسان الذي يراه*س* سأفعل سأكتب أغنية جميلة ترويها أفواه الصغار-الكبار- قبل الأوان إبان الأوان تنمره-س-واقعا مرتاحا انتصار الإنسان إرادة متفائلة بل ان جمالية هذه ا لسين تزداد وضوحا وبهاء وجدنا الأول يتعبد محراب السين هذه وسط المغاور والكهوف والبخور بأن شحذ عزيمة هو قوته أثناء رسم الأسد عدوه الذي يوجه له الضربات القاتلة وهو يقربه إلى نفسه ويديه يتجاوزه إلى مراده
جمال *س* هذه بعيدا عن الجمود اللغوي ذي التعريف المكرور بهاء حالم يعانق الآتي وذلك هو الشعر الذي يمدنا بطاقات لم تكن لدينا من قبل تماما كما هو حال الفلسطيني أمام الحواجز
إذ يستمد قوته من شعر محمود درويش
الشعر إذا لم يكن ليملأ صفر النفس ألوانا حالمة تعانق المجهول فلا فائدة منه بل انه ليس شعرا با لمعنى الذي يبلور الإنسان خطوات الطريق التي نسلك منحنياتها أغاني وأهازيج ومواويل غوص أدغال النفس نسمات لطيفة تشع أملا كيرا وهي بمثابة جناح ظليل يستحضر ذكريات مع المجاهدة في قطف التفاحة وهي في دلك تنظيف خمرتها معالم الطريق للأجيال المقبلة.
هكذا انبثق الشعر مند وجود الإنسان الأول الشعر بهذا المعنى صنو الروح ومرآتها التي ترى فيها خلجاتها ولواعجها, الشعر زاد الذات في هذه الرحلة الوجودية والى اليوم مازال الشعر ذلك الغذاء الجمالي الروحي في الطموح إلى الآفاق العريضة رغم ما عرفه هذا الأخير من منافسة قوية إلا انه في الصدارة وفي الاعماق مع تغذيته كل الفنون والصناعات.....ترى ماذا سيكون حال الإنسان ..الحياة دون شعر..,,,,, ??, ???في الباقة الثالثة ا—الإنسان –أناني- سحر الدنيا- هي لوحات ذات طابع تأملي بتنازعها الإقبال والإدبار, الصباح ربيع الحياة, شهد اللذة لا تقاوم الليل خريف العمر ذكريات بالية تتصارع داخل الإنسان الذي يتوهم انه الأقوى ولا شيء يستطيع الوقوف أمامه غير أن هذا الإنسان يكتشف الضعف والهوان يقضمان قواه شيئا فشيئا وفي غفلة من أمره الذي اطمأن إليه
في هذه اللوحة الإنسان تنجد شاعرنا يتوقف عند الزمن وفعل الزمن في الإنسان فا لزمن يضعف الإنسان عندما يمس الجوهرة الثمينة العين الزمن يتغطرس على الإنسان حينما يجبره* أبو الهول* على المشي صباحا على اثنين وظهرا على ثلاثة وفي المساء على أربع ثم تتلقفه الحفرة وتغطيه رمال النسيان.
بمرور الزمن لم يشعر بضعف بصره
يقضم حبل الأيام تحت قدميه
بل إقدامه الأربع
ربيع صيف شتاء خريف
لن يستيقظ بعده أبدا
فا لحفرة عميقة الغور
ص15
إيجازا يمكن القول مع أرسطو أن هذه اللوحة تترصد إيقاعات النفس الأنانية وخاصة مرحلة التأمل الثانية الخمسة حتى لا نقول الدقيقة الخامسة, على اعتبار أن حياة الإنسان الفرد كلها لا تمثل دقيقة واحد مقارنة مع عمل أمنا الأرض في هذه المرحلة العمرية-العقد الخامس- ينضج التأمل لدى الإنسان وفي حالة بلوغه الأعماق تسقط كل الجدران التي بناها حوله ليجد ذاته كباقي الكائنات الأخرى التي لاشك لها تواصلها الخاص ولغتها الخاصة إضافة إلى الفرح والحزن والخصب والمخلوقات فا لإنسان نبتة كباقي النباتات.
أما اللوحة الثانية ذات العنوان أناني فهي لقطة بنو رامية على محيط الشاعر ودواخل جوانحه التي تجنح للعزلة والوحدة
يختار الجبل للإقامة
يفض الوحدة للوسامة أنانية
ض16
وفي مكاشفة الذات وهذا لا يأتيه إلا الفنان ذو الإحساس المرهف الساعي دوما إلى الجديد والمقيم كذلك مقارنة مع الذات والآخر بغية صقل الموهبة وبغية تطهير النفس مما ألمها من تلوث فج
وبغية مرة أخرى الوقوف عند الأنا التي لا نتوقف عندها إلا نادرا جريا وراء السراب
أفكاره غائرة
دروبه حائرة
هذا الشعور الأنا هي ينتاب المرء كثيرا في حياته ليمر كغيمة صيف غير إن الشاعر توقف عند هذه الغمامة الصيفية معترضا سبيلها هدية للناس تمنحهم الأمتعة والهدوء والفوز بكل ما يحيطنا من جمال أخاذ سطره كلمة فاتنة
مقامه قبر الحب
وطنه نغم الأبيات ري الو رشات
ص17
في هذه اللوحة ذات الضمير الغائب يجول بنا عبد القادر ظلمات أعماق الإنسان التي لا تجد كيانها إلا ضمن عمل تقدمه للآخر, الذي يسعدها هي لأخرى بما يقدمه مهما كان ضعيفا وهزيلا
ان سحر الدنيا حركة لا تتوقف عن الدوران وهي حركة لا تؤدي لأي شيء فسحر الدنيا فاكهة نعشقها ثم لا تلبث أن نلفظها استجابة لجديد الحياة القصيرة المغرية الحاملة للسم- العسل ضمن أزهارها الذابلة البهية قبل قليل.
في هذا العمل يتجلى أيضا التأمل والسؤال الذي لا ينتظر جوابا يحبل بأسئلة جديدة
ربوة احتجاز وانفلات
من لا شيء رحلة
ثم صوب اللا شيء رحلة
ص18
فا المرء في رحلة مستعرة سواء على مستوى أزقة الواقع الذي يقطعه, أو على مستوى الوجود, حيث نأتي نرحل وهكذا يتجدد سحر الدنيا فما تكاد أسئلتي تخبو حتى يشتد بريقها عند الآخر حفاظا على سحر البهاء الساعي في اتجاه اللا شيءو انه مرة أخرى جدل ثناية الحضور والغياب زمنا تائها يدوس صخرنا البالي هامشا مظلما, ينبجس النور ثم يخبو وهكذا إلى ما لا نهاية.
أما اللافتة الرابعة فهي من نصيب الطبيعة التي خصها الشاعر بأزهار ستته كلها تفيض رقة وجمالا يرشحان ببساطة دافئة برهانا على ذوق الشاعر وإحساسه الكبير بكل موجودات لجوار –دمية- سنبلة- قطرة ماء- عادية- العين الزرقاء-
تلتقط ذائقة الشاعر سنبلة فيها من روحه الشاعرة متتبعا حركاتها وحبوها واحتضانها الأرض وتنفسها مع اختيار انبساط السهل من اجل الرأفة حوارها مع السحاب وما يتركه من ندى في الوجود, وحرصا على الحياة ثم تنس الغبار غذاء الحياة
فتحت مسامها
عانقت الريح
شقت صدر الأرض
تنفست الصعداء
اختارت بسطة السهل كي تستريح
بإيماءة للسماء تبسمت
غبار البسيطة عن قوامها رمت
ص 19
في احتضان السنبلة وتجاوبها مع محيطها وظف الشاعر جملا فعلية ماضية دلالة زمنية لا يراد منها الحدث ونهايته بقد ما يراد منها التكرار والتجدد والاستمرارية ,وهو وجه جمالي آخر من نفحات عبد القادر الأذن الموسيقية والأنامل العاشقة للضوء والرياحين والذبذبات الصوتية الحوارية التي تتيح الوجود والحياة لكل الجوار والكائنات وفي مقدمتها السنبلة-زهرة كل يومك قد نلتفت إليها لقمة جوع غير أن الشاعر بنظرته الفنية تجاوز العادة والمعتاد وهذا ما أضفى عليه لقب الشاعر.
المرأة- الجمال محطة خامسة, في إطار قراءتنا للديوان وهو ترتيب إجرائي لا غير ذلك أن ظلال الجمال تصادفنا غمزا ته عبيرا مانعا كل قصائد المجموعة الشعرية.وأول ما يسرق الأذن هذا الغناء الطروب الدفء الذي نحته الشاعر هدية متجددة تقليدا رائعا تحفظه الأجيال جيلا فجيلا نظرا لمكانة أم الإنسان عبر التاريخ والأحقاب
جندية الحياة الصامدة
اختزلت الجنة تحت قدميك
غزالة الصحراء الشاردة
بهية الطلعة الصبوح
حلزونية الطبع السموح
رويدا ارتقيت الضياء
ومضة سنا
قريبة بعيدة
مهما قلت وقيل فيك
تبقى بقية القصيد واردة
ص30
يغرف الشاعر من قاموس الحياة,ويسر أبدا من قاموس اللغة المحنط, كما انه استنجد با لبنية الذهنية الدينية التي ترعى جلال الم يضيف صفات الصبوح السموح الضياء....وكلها أكاليل الحب والخصب والجمال التي تتوج الأم مكانة لا يرقى إليها إلا الأم وما أدراك ما الأم سيمفونية الحياة
ل يفوت عبد القادر استحضار قضية المغاربة :فلسطيني –بطل- شكواي للحجر-بنت الأرض- لست جبانا- وهي دفق شعري با امتياز يحث على المبادرة ويستنهض الهمم بل وينادي حتى الأموات وشهيد الأطفال محمد الدرة دليل كبير على الظلم والغطرسة التي لحقت البراعم الصغرى في عالم يلوم الطفولة وحقوقها طفولة الأقوياء الذي نسوف يقودون العالم على نهج آبائهم, وليس طفلة المقهورين, فهؤلاء لا مجال لذكرهم هنا.
لست جبانا تفجر شعري نابع من أحاسيس الشاعر الذي طاله الظلم والهوان فا نفلب على الذات يلومها عن جبنها لست جبانا بناء معماري متين لوحة تشكيلية سلسة الدواخل ألوانها نبضة با لحياة, أغنية ملتزمة سهلة الترديد والحفظ لازمة تحز النفس وترهب العدو خطوات الإقبال فكل الأغلال بهاء الحرية والاستقلال
لو لم أكن جبانا
لاخترقت الطين
وأخرجت الميتين
ومن وراء هياكلهم
يرمقون ما وقع
في أبناء فلسطين
لو لم أكن جبانا
لحدوت حذو الدرة
وقتلت عل غرة
فأكون شهدا
ص39
الوطن بلادي وبلاد أجدادي عليه ترعرعت وهوائه استنشقت ومن مائه ارتويت رياحينه وسهوله وجباله وجود الجود بلادي بلسم الأفق تيه الزمان راحة الكينونة حياة وممات بلادي نغمة مكررة دون ملل
يا وطنا حبه أضنا فؤادي
لولاك ما كان لي صدى
ولا حسبت جدوى لوجودي
بلاد الأفذاذ إذا ما جد الجد
ص34
ينتبه الشاعر إلى نبض المجتمع وما يعرفه من تحول وأحلام ومشاكل وطموحات الشباب التي قد تدفع به إلى سباحة البحر ومواجهة الخطر لفض البحر
مراكب الموت خطت
في البحر خطا احمرا
شقه الولدان خبط
عشواء بغية الإبحار
غرهم الغرب إشهارا
دون سابق إنذار
شباب زهرة العمر راحوا طعما لأسماك ضواري
ص 42
وبعد , هذه قراءة لديوان الشاعر برطويس عبد القادر- سحر الدنيا- لذي عرج فيه فراشة على أزهار مختلفة حالمة ومشتكية ومنتظرة قطر الندى استمرار الحياة عادية سليمة فمن مناجاة كتاب الله إلى رفقته الداء إلى التأمل أنانية إلى بهاء الطبيعة الزاخرة حركة وألوانا متشابكة الى الجمال المرأة إلى المقومة استنهاض الهمم حرية فلسطين إلى حب الوطن وأحلام الشباب شق البحر سباحة جذوع أشجار يلفظها البحر كل هذه الرحلة الممتعة التي قضيناها مع نغمات عبد القادر لامسين الهدوء والسهل الذي يعز على غيره يمشي قاموسا لغويا مزدوج الرنة بين القديم والحديث قديم يتكلم القصيدة القديمة جرسا قويا وحديثا يسعى تبليغ مراده دون ضجيج.
وعموما تزهو الصورة وميض خاطفا يدا ناعمة تقول كل شيء بسمة واجمة مرحة بعيدا عن كل تعقيد أو تأويل قد تخبو معه الإشراقة ظمأ النفس هذه النفس التي يحاول الشاعر بين الفينة والأخرى أن يجعلها تتعمق الأعماق تناص التناص دون ثقل علما منه أن الشعر هو بهاء اللحظة والمحيط أو ما يصادفنا من ضياء أثناء عبور الشارع او فكرة او تأمل عيون المها ظلمة الليل وضوح الصباح .....وإذا كان الشعر هو هذه اللحظة اللون هنا فانه يستلزم إكسسوارات اللحظة لغة اللحظة أساسا من إيقاع وصورة وحلم ورمز وأسطورة ذات التوظيف انبلاج الأضواء أطياف الرؤيا كل هذا لا يعوز الشاعر عبد القادر الذي لاشك ان ثماره المقبلة ستزداد نضجا ولذة وتجربة الكلمة الهاربة دوما سعيا وراء فساتين قصيدة لا تنتهي .
محمد الكروي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.