فوجئت ساكنة زنقة بني ورة ببنسليمان مساء يوم الخميس 13 أكتوبر 2016 ، بسماع صوت قوي يقع بمحيطهم، اخترق مساكنهم وسكينتهم، وكسر صمتهم واستمتاعهم بالتساقطات المطرية، محدثا رعبا وهلعا كبيرا في صفوف السكان. فهرع الجميع إلى الخارج لاكتشاف مصدر هذا الصوت الذي لم يكن سوى الانهيار الذي طال سقيفة الملحقة الإدارية الأولى ببنسليمان الحديثة التشييد، والتي توجد بجوار الزنقة المشار إليها. الانهيار المفاجئ وغير المتوقع لسقف بناية المرفق العمومي هاته، وقع حوالي التاسعة مساء من اليوم المذكور حيث كانت الأمطار الربانية مستمرة في تساقطها على المدينة. ولم يسجل وقوع أية خسائر أثناء الانهيار باستثناء التشويه والتصدع الذي عرفته البناية، لكون حادث الانهيار تزامن مع الفترة الليلية ومع التساقطات المطرية حيث يكون مقر الملحقة الإدارية خاليا من الموظفين ومن المرتفقين. وقد هرعت السلطات الإقليمية والمحلية إلى عين المكان لمعاينة الحادث. وشوهد المواطنون وهم يتجمهرون أمام الملحقة الإدارية الأولى في وقت متأخر من الليل. واستنكر عموم المواطنين ممن عاينوا حادث الانهيار، ما وقع لمقر المرفق العمومي من تصدع مفاجئ، لكون البناية حديثة التشييد، حيث لم تمض سوى بضعة أشهر على انطلاق العمل بالمقاطعة الإدارية المذكورة والتي توجد على رأسها قائدة. وفي هذا الصدد أشارت بعض المصادر الخبيرة بمجال البناء والعقار ل« الاتحاد الاشتراكي» إلى أن سبب انهيار السقيفة ناتج عن الغش في مواد البناء، خاصة خرسانة الحديد والإسمنت التي، حسب نفس المصادر،» لم تراع فيها المواصفات والمعايير المطلوبة لاستعمالها في البناء، وهي مسؤولية المقاول الذي نال صفقة البناء وكذا المهندس المشرف على الورش». وأضافت بعض المصادر الأخرى التي عاينت المشروع منذ انطلاقه إلى أنه كان متوقعا أن يحدث تصدع بمقر الملحقة الإدارية الأولى وأن تنهار بعض أسقفها، لكون المقاولة التي أنجزت المشروع ، حسب نفس المصادر، لم تعمد إلى احترام معايير ومواصفات مواد البناء المستعملة لتشييد البناية. مما دفع بالعديد من المواطنين إلى طرح مجموعة من التساؤلات من قبيل : أين هو دور اللجنة التقنية المراقبة والمواكبة لورش إنجاز البناية؟ ألا يدل هذا الحادث على أن ما تم تشييده يعد بناء عشوائيا؟ وإذا كانت عملية تسلم المشروع لم تتم بعد، فلماذا تم السماح بانطلاق العمل بالمرفق العمومي المشار إليه؟ وهل سيستمر هذا المرفق في تقديم الخدمات العمومية للمواطنين، علما بأن البناية بعد هذا الحادث لم تعد تشكل مصدر أمن واطمئنان لا بالنسبة للموظفين ولا بالنسبة المرتفقين؟ ما وقع لمقر الملحقة الإدارية الأولى يتطلب فتح تحيق في الموضوع من طرف الجهات المسؤولة والمختصة لتحديد المسؤوليات في عملية التلاعب والغش التي طالت إنجاز المشروع والتي كادت أن تتسبب في حدوث كوارث لولا الألطاف الربانية.