يتذكر قاطنو حي الألفة بالدارالبيضاء قبل أن يطاله المد الإسمنتي، أيام كان يشكل ضاحية مدينة البيضاء، البحيرة التي يطلق عليها الآن بحيرة الفردوس بحكم تواجدها بمحاذاة المجمع السكني الفردوس، الذي يضم كثافة سكانية كبيرة، حينما كانت هذه البحيرة تستقطب أنواعا مختلفة من الطيور المهاجرة طيلة فصول السنة ، حيث كانت تعتبر محمية طبيعية يستفيد منها السكان آنذاك باتخاذها منتزها يقضون به نزهتهم آخر أيام الأسبوع للهروب من ازدحام و سخط المدينة الاقتصادية. لكن و مع مرور الزمن و زحف الأسمنت بشكل مخيف ليجعل من حي الألفة التابع لمقاطعة الحي الحسني أهم الأحياء السكنية بالمدينة، أصبحت هذه البحيرة والتي كان مقررا عند إنشاء مجمع الفردوس إعادة تأهيلها ، لكن ذلك ذهب في مهب الريح دون أية مساءلة أو محاسبة . بحيرة أضحت وضعيتها تهدد سلامة السكان يوميا، وتعد نقطة سوداء من الناحية البيئية وباتت مستنقعا يجعله منحرفون و ولصوص ملاذا لهم بعد تنفيذ عملياتهم الإجرامية كالسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض والاعتداءات الجسدية و كذا التحرش و الاغتصاب، زد على ذلك انها أصبحت مقبرة تحصد ارواحا عديدة، حيث لفظ العديد من الأطفال والشباب أنفاسهم غرقا بها ولم تنتشل جثتهم إلا بصعوبة من طرف رجال الوقاية المدنية، نظرا لطبيعة البحيرة الوعرة بسبب الاهمال الذي يطالها ولكونها ضاقت بالازبال والنفايات التي ترمى بها في غياب تام للجهات التي أسندت لها مهمة تأهيل البحيرة حتى تكون منتزها طبيعيا بمعايير بيئية جيدة تجعل المنتزه متنفسا للساكنة، التي تفتقد مساحات خضراء و مرافق للترفيه عنها من ضغوطات العمل اليومي و ضجيج العاصمة الإقتصادية ، خاصة وأن منطقة الحي الحسني تفتقد بشكل فظيع للمنتزهات و المساحات الخضراء بمعايير معقولة . إن وضع بحيرة الفردوس بحي الالفة، والتي كانت تعتبر محمية طبيعية صديقة للبيئة، يعد شاذا بكل المقاييس ، بسبب الإهمال والتسيب الذي طالها حيث تحولت لبؤرة لآفات عديدة تؤرق السكان القاطنين بجوارها ، كما أن المياه النتنة التي تركد بها تفوح منها روائح كريهة تتسبب في امراض الحساسية ، ناهيك عن أنواع الحشرات التي تهاجم بيوتهم خاصة في أوقات الحر، مسببة لسعات ناقلة لأمراض مختلفة . لهذا يجب على المصالح المكلفة بالبيئة والجهات المعنية، العمل على إعادة تأهيل هذه البحيرة، لتستعيد صورتها الأصلية، و تكون متنفسا للسكان ونعمة لهم لا نقمة تهدد سلامتهم في كل حين.