«الشعب يريد الوردة» كان هذا هو الشعار الذي صدحت به حناجر آلاف المغاربة، الذين حجوا إلى ساحة الحسن الثاني بالمدينة العائمة الداخلة، لاستقبال الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، يوم أول أمس الاثنين 3 أكتوبر الجاري. وقال إدريس لشكر في بداية كلمته بالمهرجان الخطابي الذي نظمه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في إطار حملته الانتخابية، متفاعلا مع العدد الغفير الذي حضره من سكان الداخلة، بأن هذا الحضور الحاشد لساكنة الداخلة وأوسرد ووادي الذهب، والمكون من جميع الفئات العمرية، لخير دليل على قوة وحظوظ الاتحاد الاشتراكي في هذه المدينة وفي هذه المحطة التاريخية ، مخاطبا الجماهير بأن الاتحاد الاشتراكي لن ينتظر يوم 7 أكتوبر ليعرف النتيجة ، فلقد صوتم اليوم وأخذتم القرار، وقلتم لهم، ها هم برلمانيونا . كما عبر الكاتب الأول عن سعادته وفرحه بتواجده مع ساكنة الداخلة بكل قبائلها وبكل ساكنتها . وأضاف الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي في نفس السياق قائلا: «أنا قادم إلى هنا، واخترت مدينة الداخلة بعد ذهابي إلى الرشيدية، ومن الرشيدية إلى وجدة، ومن وجدة إلى الداخلة، وقبلها كل من مكناس وميدلت والقنيطرة وكرسيف. جئت إلى مدينة الداخلة لعدة اعتبارات، أهمها أنكم أنتم المرابطون المدافعون عن التراب المغربي برمته، أنتم جدار الشرفاء المجاهدين الذين يقفون دفاعا عن الوطن». وأوضح إدريس لشكر، في كلمة قاطعتها هتافات الحاضرين مرات كثيرة، معبرة عن تفاعلها الإيجابي مع كلمة الكاتب الأول، أن الاتحاديين ليسوا مثل الآخرين الذين يركضون ويبحثون فقط عن فوز مرشحيهم، بل إنهم يجعلون فرص التواصل التي تتيحها هذه الانتخابات، محطات للتداول في مشاكل المغاربة وانتظاراتهم، وفرص للحديث عن الظروف التي تمر فيها الانتخابات ببلادنا، مشيرا إلى كون الظرفية التي تجري فيها الانتخابات في المغرب، هي ظرفية تعرف فيها، أيضا، جل الدول المؤثرة في القرار الدولي، عمليات انتخابية، وأن الأحزاب التي لا تستحضر خصوصية هذه الظرفية العالمية في حملتها الانتخابية، خصوصا في هذه المنطقة من الوطن، هي أحزاب لا تهمها المصلحة العليا للوطن، بقدر ما تهمها مكانتها في ساحته السياسية فقط. وأشار الكاتب الأول، بأن رفض الاتحاد الاشتراكي لطلب بنكيران المشاركة في حكومته، كان رفضا أساسه احترام إرادة المغاربة سنة 2011، وموقفا منسجما مع توجهات الحزب وقناعاته، مستحضرا أن الاتحاد الاشتراكي تحمل كامل مسؤولياته، حينما اختاره المغاربة سنة 1998، وقدم حصيلة تدبيره للشأن العام مباشرة بعد انتهاء ولايته التي قادها الأخ والمجاهد عبد الرحمان اليوسفي، واللحظة تستوجب على هذه الحكومة التي انقضت ولايتها، أن تقدم حصيلتها وأن تتقدم للحساب أمام المغاربة . وأكد إدريس لشكر أن همّ الوطن يسكن الاتحاديات والاتحاديين، وهذا الهم هو الذي جعل الاتحاد الاشتراكي يقوم بترشيح كل من سليمان الدرهم هنا في الداخلة، وعبد الفتاح أهل المكي بأوسرد، نظرا لكفاءتهما، ولارتباطاتهما الدائمة بكم، وكذالك لالتزامهم المبدئي بالاتحاد الاشتراكي فهما، بالإضافة إلى كل مرشحينا في كل الدوائر الانتخابية بالمغرب، حاملين ،عن إيمان، قيم الاتحاد وهمّ الوطن. ونبّه إدريس لشكر، إلى أهمية المشاركة بكثافة في يوم الاقتراع، لما تتضمنه هذه المشاركة من حق التقرير للشعب المغربي، وطالب ساكنة الداخلة، بالتصويت لصالح مرشحي الاتحاد الاشتراكي، من أجل استدراك الزمن السياسي المغربي الذي أضاعته الحكومة، ومن أجل تصحيح كل الاختلالات التي نتجت عنها على جميع المستويات، والتي انعكست على واقع معيشة المغربيات والمغاربة. وختم الكاتب الأول كلمته، بإعلان التزام حزب الاتحاد الاشتراكي، بوقف العديد من السياسات التي أنهكت اقتصاد البلد، مما انعكس سلبا على وضعية المغرب في جل المجالات، ولم يفت إدريس لشكر التنويه بالتزام ساكنة الداخلة، ومن خلالهم كل ساكنة الأقاليم الجنوبية بالدفاع عن أرضهم ووطنهم. هذا ما قاله إدريس لشكر للصحافة بالداخلة: نحن الاستمرار الحقيقي لحركة التحرير الشعبية وإننا أوفياء لقضيتنا الوطنية إثر حلوله بالداخلة لترؤس تجمع خطابي جماهيري كبير ،أول أمس الاثنين 3/10/2016، التقت وسائل الإعلام المحلية بجهة وادي الذهب الداخلة بالكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي شرح للصحافة التواجد التاريخي للاتحاد الاشتراكي بهذه الجهة، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي متجذر تنظيميا وتدبيريا في المنطقة، حيث سير الجهة لمدة هامة، كما سير مجموعة من الجماعات المحلية، ناهيك عن المجلس الإقليمي. ومن هذا المنطلق يؤكد الكاتب الأول أن امتدادات الاتحاد الاشتراكي تظل امتدادات حقيقية . وفضل الكاتب الأول، في مسار أجوبته التي ردت عن تساؤلات هامة للصحافة المحلية، أن يقف عند استحقاقات 4 شتنبر 2015 التي التف فيها مواطنو ومواطنات الداخلة حول لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ووكيلها سليمان الدرهم الذي يترشح اليوم وكيلا للائحة الحزب للانتخابات التشريعية 2016. وقال لشكر إننا اليوم نطالب بالإنصاف لأن الاتحاد أحق بدائرتي واد الذهب وأوسرد من منطلقات سالفة الذكر ومن منطلق أنه يرشح كفاءات حقيقية، لها امتدادات كبيرة، منتقلا للحديث عن السياقات التي حل فيها الاتحاد الاشتراكي- بقيادته الممثلة في مؤسسة الكاتب الأول- و حلول هذه المؤسسة عند من يعتبرون مرابطين بهذا الوطن بدءا من الرشيدية إلى وجدة ثم إلى الداخلة ، ولذلك دلالته العميقة في التفكير الاستراتيجي لحزب القوات الشعبية، مضيفا أن الاتحاد الاشتراكي ليس حزبا انتخابويا ضيقا وأن الكراسي لا تلهيه عن قضايا البلاد من ضمنها قضيته الأساسية، قضية الدفاع عن المغرب ووحدته الترابية، مذكرا بكافة الرسائل التي وجهها في شرق المغرب ووسطه واليوم في جنوبه و»هي كافة الرسائل التي عملنا على تغطيتها بالجريدة». وقال الكاتب الأول أنه من الداخلة نريد أن نؤكد أننا الاستمرار الحقيقي لحركة التحرير الشعبية وأننا أوفياء لقضيتنا الوطنية. وأشار إدريس لشكر جوابا عن سؤال يتعلق بحصيلة حملة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الانتخابية أننا كنا وحدنا كاتحاديين واتحاديات نقوم بحملتنا الانتخابية وتساءلنا أين باقي الأحزاب، ولكن يتبين أن هؤلاء يقومون بحملة مختلفة عن حملتنا التي تركز على الحوار والنقاش والتواصل حول البرنامج الذي يطرحه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في رصد الاختلالات وتقديم البدائل. وتحدث الكاتب الأول، بكل شفافية ووضوح للصحافة الجهوية، حول الممارسات الفاسدة لبعض العمليات الانتخابية والتي بدأت مظاهرها تتجلى في الأيام الأخيرة للحملة، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي بكافة مناضليه ومناضلاته، سيكون حذرا في المتابعة متشبثا بتطبيق القانون. وتوقف الكاتب الأول عند الوضع الحالي لبلادنا وأن 7 أكتوبر محطة ليست كسابقاتها وهي التي ستحدد السكة التي سيمشي فيها المغرب، ولهذا فرهان الاتحاد الاشتراكي عليها كبير. وفي ما يخص التحالفات المستقبلية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قال إنها ستحدد بنتيجة صناديق اقتراع سابع أكتوبر، لأن الديمقراطيات العريقة لا تتحدث عن التحالفات إلا بعد الإعلان عن النتائج، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الذي يبحث عن التحالفات هو الحزب الأول وإلى ذلك الحين لا ينبغي أن نتحدث عن تحالفات قبلية. وفي هذا الإطار، قال إدريس لشكر أن التحالفات تبنى على البرامج، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي غير مصطف في أي جهة وهو حريص على استقلالية القرار الحزبي وتنفيذ القرارات التي أصدرها المؤتمر الوطني التاسع وبرلمان الحزب، أي لجنته الإدارية، وخارج ذلك فكل تحالف يستدعي جمع اللجنة الإدارية والمجلس الوطني وهما الكفيلان بقرار التحالف بعد نتائج سابع أكتوبر. وفي جوابه عن التحالف مع العدالة والتنمية من عدمه، أجاب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أن العدالة والتنمية إذا احتلت المرتبة الأولى في الانتخابات واختارت أن تعلن أنها مع الدولة المدنية وأنها مع تحديث المجتمع وأنها مع المساواة، كما نص على ذلك الدستور، وأنها مع القيم الواردة في الوثيقة الدستورية، سيكون لنا فضاء للإنصات لبعضنا البعض.وبخصوص تبوء الاتحاد الاشتراكي للمرتبة الأولى، قال إدريس لشكر أن محدداتنا هو اليسار، دون أن ينفي أن هناك ضعفا في اليسار ،ثم حزب الاستقلال باعتبار الميثاق الذي يجمع بين الحزبين ثم حزب الأصالة والمعاصرة الذي ينسق مع الاتحاد الاشتراكي في إطار المعارضة المؤسساتية، مضيفا أن الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة نجحا في التنسيق على مستوى القوانين المطروحة على البرلمان والتي اتخذت بشأنها مواقف مشتركة، مضيفا أن الحزب لا يمكن أن يخرج في هذا الإطار عن الحيز الذي تركته الأجهزة التقريرية للقيادة الحزبية. وبخصوص عقد التجمع الجماهيري بجهة وادي الذهب-الداخلة دون الجهات الأخرى، قال بأن الأمر يتعلق بإنصاف حزبي لهذه الجهة، مؤكدا أن الداخلة تعتبر العمق الحقيقي للصحراء ومواطنوها هم المرابطون على الحدود. واعتبر إدريس لشكر أن زمن الحملة الانتخابية محدود وأنه لم يتسن التوقف عند جهتي العيون وواد نون، وأن وجود تجمع في الداخلة هو عنوان عريض لكافة تواجد الحزب بجهات الصحراء، مؤكدا أن ترشيحاتنا في جهة واد نون هي قوية جدا ولدينا أمل أن تكون أقوى كذلك في العيون، وخاصة إقليمالعيون، وننتظر نتائج جيدة، كما نعلق الآمال على كافة الأقاليم، مضيفا أن الرهان كذلك على دائرتي وادي الذهب وأوسرد.وفي مفهوم دور البرلمان في فلسفة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قال إن ممثل الأمة لا يمثل قضايا محلية وجهوية فقط، بل ينوب على وطن، وأن جهة الداخلة تشكل مشروعا استثماريا كبيرا، مؤكدا أنه عندما تطلق المشاريع الحقيقية في الداخلة لن يكون هناك عاطل واحد عن العمل في الأقاليم الصحراوية، فالداخلة قادرة على استيعاب كل مشاكل صحرائنا نظرا لموقعها الطبيعي الاستراتيجي، ووجودها على المحيط الأطلسي يمكن أن يجعل منها محطة أساسية لعمقنا الإفريقي، وغدا بوجود ميناء يسع بواخر تحمل آلاف الأطنان وقدرة استيعابية لهذا النوع من البواخر، فتأكدوا أنها ستكون صلة وصل في المغرب جنوب-جنوب.