وجه الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، انتقادات لاذعة لمسلسل الانتخابات الأخيرة، معتبرا إياها "باطلة"، وأن حزبه كان ضحية "لأساليب انتخابية تعود إلى سنوات الرصاص". وأكد إدريس لشكر، خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الحزب صباح اليوم، من أجل تسليط الضوء على تقييمه للظروف التي مرت منها الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، أن الاختلالات تعود بداية إلى طريقة التهييء لهذه الانتخابات من خلال القوانين التنظيمية، ثم الطريقة التي تم بها تدبير الحملات الانتخابية ويوم الاقتراع، بالإضافة إلى التحالفات في المجالس المحلية والجهوية ومجلس المستشارين. "حياد سلبي" زعيم حزب "الوردة" قال إن الانتخابات شهدت حيادا سلبيا للإدارة، من خلال ترجيح كفة مرشحين منتمين لأحزاب أخرى على حساب مرشحي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. واستشهد لشكر على ذلك باستحضار عدد من المرشحين في مختلف المناطق، كما "حدث في جرادة التي تم فيها اتهام مرشح الحزب قبل أيام من الانتخابات بالتورط في تجارة المخدرات، لكن بعد الانتخابات ثبت انه بريء وأن الأمر لا يعدون أن يكون مجرد وشاية كاذبة"، مضيفا أنه تم استهداف عدد من المرشحين في مختلف مناطق المملكة. المتحدث ذاته هاجم وزارة الداخلية متهما عددا من أعوان السلطة باستعمال "أساليب تعود لسنوات الرصاص"، من أجل ثني مرشحين اتحاديين عن الترشح باسم الحزب و"دفعهم إلى الترحال إلى أحزاب أخرى، كانت تزكيتها جاهزة لدى ممثلي السلطة المحلية". وتابع لشكر هجومه على الداخلية، قائلا إن "الخروقات التي حصلت كانت إما بالترهيب أو استعمال بالأموال، وهناك حالات ذهب المرشحون عند القائد وساومهم، فيما تحول بعض أعوان السلطة خداما لبعض الأحزاب وأعطوا التزكيات"، مضيفا أنه "كان لدينا أطر جاهزين، إلا أن آلة تحركت وبدأت تتحكم في من يجب أن يترشح وفي من يجب أن يتوجه للجانب الآخر". من جملة الاختلالات التي تحدث عنها زعيم حزب "الوردة" أيضا، "استعمال الأموال من أجل شراء المرشحين"، مشددا على أن المسلسل الانتخابي برمته، من انتخابات الأجراء إلى انتخابات مجلس المستشارين، شهد توزيع رشاوى وصلت إلى ملايير السنتيمات، وهذا ما "أكده رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية"، يستشهد لشكر. الانتخابات "باطلة" ونتيجة لذلك، يستنتج الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فإن هذه العملية الانتخابية "باطلة"، وحزبه لن يعترف بها، ولا ب"المؤسسات الهشة التي ستتمخض عنها". وتابع المتحدث أن هذه الظروف ساهمت في "ذبح الانتخابات من الوريد إلى الوريد"، مذكرا بأنه فكر في البداية بأن عجز السلطات يرتبط ببعض مراكز التصويت في أحياء البؤس وبعض المناطق غير الآمنة، لكن ما حدث "أنه كان للدركي والشرطي وعون السلطة الموقف نفسه من التجاوزات التي يتم التبليغ عنها". ومع ذلك، فإن القيادي الاتحادي شدد على أن الحزب سيستمر في النضال من أجل تغيير هذا الواقع والعمل من داخل المؤسسات، وإن كانت "مغشوشة"، لأنه اختيار اقتنع به منذ عام 1976. وفي ما يخص إلتزام حلفائه في المعارضة بالتصويت على مرشحي الاتحاد الاشتراكي في المجالس الجهوية من عدمه، كشف إدريس لشكر عن كون حزبه "تعرض للخيانة من قبل أحزاب المعارضة"، بعد أن كان متفقا على أن يتم التصويت لصالح مرشح "الوردة" في جهة كلميم واد نُون وجهة بني ملالخنيفرة، محملا هذه الأحزاب مسؤولية خروجه خاوي الوفاض من معركة انتخابات مجالس الجهات. لا استقالة الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قطع الشك باليقين وأكد أنه لن يستقيل من قيادة الحزب، وهو "في أوج المعركة"، مشددا على أن الاستقالة ليست حلا للمشاكل التي يتخبط فيها الحزب. وقال لشكر، في هذا السياق، "تعلمنا في مدرسة بوعبيد أننا لا نقدم استقالتنا ونحن في أوج المعركة"، وأن "الاستقالات السابقة كانت مجرد أعطاب للحزب"، في إشارة منه إلى عدد من القيادات الاتحادية التي غادرت سفينة الاتحاد، كعبد الرحمان اليوسفي. لشكر أبرز في ختام ندوته الصحفية أنه، بالتزامن مع الذكرى الخمسين لاختطاف المهدي بنبركة، سيخطب ود عدد من القيادات التاريخية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من أجل إعادة إحياء الحزب، وتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر منها.