رجح متابعون للانتخابات البلدية في ألمانيا أن ينقاد حزب أنجيلا ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ إلى هزيمة جديدة في انتخابات برلين أمام حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف. وتأتي انتخابات العاصمة بعد أن مني المحافظون بزعامة ميركل بهزيمة انتخابية "قاسية" قبل أسبوعين، مع توقع إبداء عدد متزايد من الناخبين عدم ارتياحهم إزاء سياستها المرحبة باللاجئين. وتوجه الأحد، قرابة 2.5 مليون ناخب في برلين لاختيار أكثر من 130 نائبا بين 927 مرشحا ينتمون إلى 21 حزبا. وتتوقع استطلاعات الرأي خسارة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وهو ما يعني أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي ربما يتمكن من إقصائه من الائتلاف الحالي. ومن المرجح أن يزيد ذلك الضغوط على المستشارة الألمانية قبل عام من انتخابات اتحادية وقد تعمق الانقسامات داخل معسكرها. وأثارت هزيمة الحزب الحاكم في ولاية مكلنبورغ فوربومرن بشرق ألمانيا قبل أسبوعين دعوات من حلفاء ميركل المحافظين في بافاريا إلى تشديد سياستها بشأن الهجرة بتدابير مثل وضع حد أقصى يبلغ 200 ألف لاجئ سنويا. وترفض ميركل وضع هذه الحدود وتدافع عن أسلوبها في محاولة إيجاد حل أوروبي لأزمة اللجوء من خلال تأمين الحدود الخارجية للقارة وإبرام اتفاقيات بشأن الهجرة مع دول مثل تركيا وتوزيع اللاجئين في أوروبا. ويرى مراقبون أن حزب البديل المعادي للمهاجرين بوسعه الحصول على حصة مضاعفة من الأصوات في العاصمة للمرة الأولى قد تبلغ 20 بالمئة، وستكون علامة على عودة اليمين المتطرف في ألمانيا وأن المستشارة ستدفع ثمن سياستها المنفتحة في ملف الهجرة. وتعرض حزب ميركل لسلسلة من الهزائم المتتالية في انتخابات الولايات الأخيرة، زاد من حرج الائتلاف الحاكم ومن الضغط على المستشارة لتغيير معالجتها لتداعيات أزمة اللاجئين الأخيرة لتراجعها في الانتخابات المحلية. وبدأ حزب البديل لألمانيا الذي نشأ قبل ثلاثة أعوام من خطاب معاد لليورو إلى معاداة للإسلام وبات يحظى بالتمثيل في تسع من أصل المقاطعات الفيدرالية ال16 التي تتألف منها البلاد. وحقق سلسلة من النتائج الجيدة في العام الحالي مستفيدا من القلق الناجم عن قدوم مليون طالب لجوء إلى البلاد العام الماضي. وشهدت الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية دعوات من أجل اعتراض الشعبويين في المدينة التي يشكل المهاجرون 13.5 بالمئة من سكانها والتي تفاخر بتعدديتها الثقافية بفضل الجاليتين التركية والروسية. وكانت ميركل قد أقرت بعد أن مني حزبها بهزيمة كبيرة في الرابع من هذا الشهر أمام حزب البديل في انتخابات ميكيلمبورغ بومرانيا الغربية بأن الطبقة السياسية تجد صعوبة في التصدي لتحدي اليمين المتطرف المتنامي في البلاد.