أجمع ممثلو أغلب الدول المشاركة في الدورة الخامسة عشرة لتظاهرة الأعياد القنصلية، التي نظمتها عمدية ليون وليون الكبرى في الفترة الممتدة ما بين 09 و11 شتنبر الجاري، على أن الرواق المغربي بهذه التظاهرة تمكن من إبراز مدى التزام المغرب لفائدة المناخ سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، وتسليطه الضوء على السياسة الإرادوية للمغرب في مجال حماية البيئة، وريادته في هذا الميدان وفي مجال السياحة الايكولوجية. لقد تحول الرواق المغربي وسط ساحة بلكور في قلب مدينة ليون على امتداد ثلاثة أيام إلى نافذة مشرعة تعكس التنوع الثقافي والطبيعي الذي يزخر به المغرب، وجعل من فضائه الذي أقيم على مساحة 75 مترا مربعا وأعدته القنصلية العامة للمغرب بليون، بشراكة مع المكتب الشريف للفوسفاط والوزارة المكلفة بالمغاربة القاطنين بالخارج وشؤون الهجرة، مجالا لتسليط الضوء على خصوصية الهوية المغربية عبر معروضات تقليدية مغربية. وتحتضن ساحة بلكور وسط مدينة ليون بمنطقة اوفيرن رون ألب الفرنسية، والتي تعد من أكبر ساحات أوروبا، سنويا، فعاليات الأعياد القنصلية السنوية التي تجتذب حوالي 40 ألف زائر خلال أيام انعقادها، وعرفت هذه السنة مشاركة أزيد من 45 بلدا إضافة إلى العديد من المنظمات الإقليمية والدولية ك»دار أوروبا» و «دار الفرانكفونية»، الخ. وتميز الرواق المغربي الذي سلط الضوء على العديد من المواقع التاريخية بالمغرب أيضا، بعرض صناع تقليديين مغاربة أمام الجمهور للمهارات التي ورثوها عن أجدادهم، في مجال صناعة زيت الاركان، وإنتاج الزعفران والنقش على الخشب في جو صاحبته كؤوش الشاي والحلوى المغربية وألوان موسيقية مغربية كأسلوب لإبراز كرم وضيافة المغاربة وعرض للباس المغربي التقليدي. لقد تمكن الرواق المغربي، الذي حصل على اعتراف المؤتمر ال22 للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) كتظاهرة معتمدة، أن يخطف ليس فقط أنظار أعضاء السلك القنصلي في فرنسا المشاركين في تظاهرة الأعياد القنصلية، بل أيضا عمدة ليون جيرار كولومب الذي افتتح الرواق رفقة القنصل العام للمغرب بليون شفيقة الهبطي بحضور عدة شخصيات تنتمي إلى عالم الثقافة والاقتصاد. وقد عبر عمدة ليون جيرار كولومب عن إعجابه بالرواق المغربي، لطابعه الفريد الذي عكس شعاره على امتداد ثلاثة أيام انخراط المغرب في حماية البيئة والترويج لمؤتمر (كوب 22) المقرر تنظيمه ما بين 7 و18 نونبر المقبل بمراكش وأيضا التزام الرباط بالعمل على التحفيز من أجل المحافظة على البيئة التي تعتبر انشغالا حقيقيا لمغرب يحمل رهان مستقبل آمن. ويحرص عمدة ليون جيرار كولومب، الذي يعتبر واحدا من أبرز قادة الحزب الاشتراكي الفرنسي ومن بين عمداء المدن الخمس الأوائل في الجمهورية الفرنسية، على دعم التعاون المغربي الفرنسي ضمن «برنامج دعم اللامركزية» . كما لا يتردد جيرار كولومب بعدما لمس ،بشكل جلي، رغبة كبيرة لدى المسؤولين المغاربة على مستوى مدينة ليون من خلال لقائه بوفود من المغرب أو خلال لقاء القنصل العام شفيقة الهبطي، لا يتردد في ضخ دماء جديدة في العلاقات الاقتصادية الفرنسية المغربية على المستوى اللامركزي. وقد تمكنت القنصلية العامة للمغرب في مدينة ليون خلال السنوات الثلاث الأخيرة من بذل جهود كبيرة من أجل إشعاع صورة المغرب سواء بين أبناء الجالية المغربية المقيمة في منطقة اوفيرن رون ألب أو لدى السلطات المحلية والترابية في الجهة. وجعلت القنصلية إلى جانب التدبير اليوم للشؤون القنصلية والاجتماعية من المساهمة في الإشعاع الثقافي والاقتصادي للمغرب في صلب اهتمامها سواء من خلال المشاركة في عقد لقاءات أو تظاهرات محلية أو الإعداد لزيارات عمل في اتجاه المغرب و كذا من المغرب في اتجاه جهة أوفيرن رون الب التي لا يستبعد رئيسها أن أول رحلة رسمية له إلى الخارج ستكون نحو المغرب. ويأمل عمدة ليون حسب مقربين منه، الذي لاحظ تحولا كبيرا ودينامية جديدة خلال السنوات الثلاث الأخيرة على مستوى القنصلية العامة للمغرب في مدينة ليون، في تعزيز التعاون بين جهة ليون الكبرى و جهة الرباطسلا زمور زعير في السنوات المقبلة من خلال مشاريع مشتركة وزيارات متبادلة تفعيلا لاتفاقية الشراكة الموقعة بين الجهتين سنة 2001. وينخرط المغرب، خلال العقود الأخيرة، بشكل حثيث، في كافة المساعي الدولية الرامية إلى تقليص الانبعاثات الحرارية والالتزام لفائدة تنمية تجعل من البيئة ركيزة أساسية. كما شكلت دسترة الحق في البيئة خطوة إضافية عزز المغرب، من خلالها، التزامه الجاد من أجل الحفاظ على البيئة. وتكتسي المشاركة المغربية في الدورة الخامسة عشر لتظاهرة الأعياد القنصلية، التي يشارك فيها المغرب برواق يعتبر الأكبر، أهمية كبرى بالنظر لكون الجمهور المستهدف يتجاوز منطقة أوفيرون رون ألب، ليشمل أعدادا من السياح القادمين من مناطق مجاورة كإيطاليا وسويسرا فضلا عن جالية صينية مهمة بليون. يشار أن المشاركة المغربية ضمن فعاليات الأعياد القنصلية تميزت بحضور الملاكم والبطل العالمي المغربي محمد الربيعي، الذي شارك إلى جانب عدد من المغاربة المقيمين في جهة أوفيرن رون ألب.