بعد طول انتظار، وبعد أخذ ورد بين مكونات النادي المكناسي والشركاء، وبعد ابتعاد المسيرين عن ناديهم، وبعد تدخل جمعيات محبي وأنصار وعشاق الكوديم، وبعد عودة أبو خديجة من خارج أرض الوطن حيث كان يعالج، وبعد سلسلة من اللقاءات السرية منها والعلنية، توصل الجميع إلى اتفاق يقضي بعقد الجمع العام العادي لكوديم كرة القدم بطريقة سرية، مع استبعاد ممثلي وسائل الإعلام والصحافة ما عدا من رحم ربي. هكذا عقد الفريق صباح أول أمس الخميس 8 شتنبر 2016، جمعا سمي بالعام بأحد فنادق المدينة، حضره منخرطون من خارج مكناس كالعادة، وأثث فضاءه مدعوون بطريقة « حسي – مسي « يمثلون جماعة مكناس ومجلس جهة فاسمكناس والمجلس الإداري وبعض المحظوظين. وفي كلمة مقتضبة تأسف رئيس الفريق أبو خديجة عن الوضع الذي آل إليه الفريق ونزوله إلى قسم الهواة لأول مرة في تاريخه، وتأسف لعدم مواكبته تسيير وتدبير شؤون نتيجة المرض الذي ألم به، ثم تلا نائب الكاتب العام التقرير الأدبي الذي حمل فيه مسؤولية نزول الفريق تارة إلى الإضراب الذي يخوضه العاملون بسبب عدم توصلهم بمستحقاتهم لعدة أشهر واعتصامهم بمدخل الملعب الشرفي، وعدم قدرة المكتب المسير على حل هذا المشكل بالنظر إلى انعدام الموارد المادية وتراكم الديون، وتارة أخرى للجماهير وأحداث الشغب التي واكبت مباريات الفريق. فيما تلى أحد المنخرطين التقرير المالي، الذي حدد مداخيل الموسم الفارط فيما يقارب 325 مليون سنيتم، بينما حدد المصاريف في أزيد من 826 مليون سنتيم إضافة إلى ديون المواسم الفارطة التي تقارب 240 مليون سنتيم دون ذكر ديون بعض المسؤولين. (موضوع سنعود إليه في قراءة خاصة بالتقرير المالي ) وبعد قراءة التقريرين الأدبي والمالي والتصويت عليهما دون مناقشتهما، تحول الجمع إلى ندوة حيث تعاقب على تناول الكلمة فيها كل من ممثلة رئيس الجماعة، ورئيس المجلس الإداري وممثل رئيس الجهة ومديرة النادي، وعبدالمجيد أبو خديجة، الذي أعرب عن عدم قدرته على تسيير الفريق بالنظر إلى وضعه الصحي، وبالتالي تقديم استقالته لرئيس المجلس الإداري ( بدل الجمع ). إثر ذلك اقترح رئيس المجلس الإداري نائب الرئيس خالد خالي ليتولى مهمة رئيس لجنة مؤقتة، يعهد إليها بتسيير شؤون الفريق والعمل على إعداد جمع عام عادي لانتخاب رئيس جديد. هكذا إذن وبعد طول انتظار، وانطلاق التداريب أسبوعا قبل انعقاد الجمع، تداريب يقودها مساعد المدرب ولاعب الفريق سابقا بوحوت، في غياب أبسط وسائل تداريب فرق الأحياء من أمتعة رياضية والبسة وكرات و..... أصبح النادي المكناسي، الفريق العريق المنتمي لعاصمة المولى إسماعيل، التي أنجبت خيرة أطر الدولة من نخب وازنة وأكاديميين ومثقفين ورياضيين و... في قسم الهواة أو الهواسة أو الهاوية لا فرق ما دامت تجمعهم نفس الحروف.