عقد كل من اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر في المغرب والائتلاف المغربي للثقافة والفنون ، ندوة صحفية لتقييم الدورة 17 للمعرض الدولي للنشر والكتاب. وكانت الندوة مناسبة لتوضيح موقف هذه المنظمات من وزير الثقافة بنسالم حميش. وفي هذا السياق اعتبر عبد الرحيم العلام، عن اتحاد كتاب المغرب، أن عددا من سلوكيات السيد الوزير أضرت بالعمل الثقافي، بل أضحت من أهم أسباب التردي الذي سار إليه وضعنا الثقافي ببلادنا. واستنكر العلام ما تفوه به حميش عندما وصف المثقفين المغاربة ب ««البلداء»». ومن جهته كشف حسن النفالي كيف حاولت الوزارة الإجهاز على منحة التعاضدية الخاصة بالفنانين لولا تدخل جهات عليا. وذكر النفالي بقرارات حميش التي أجهزت على الأنشطة الموازية للمعرض الدولي للكتاب. ولكن ما هي حصيلة الدورة 17 للمعرض الدولي للنشر والكتاب ؟ على الرغم من مقاطعة الهيئات الثقافية الثلاث لفعاليات المعرض الدولي للكتاب، فقد عملت على إنجاز تقرير مفصل عنه، وهو تقرير أوضح تراجع المشاركة في هذه الدورة من قبل قطاع واسع من المثقفين داخل وخارج المغرب. فحسب تقرير مرقم للدورة قدمه مراد القادري عن «بيت الشعر»، نجد أن نسبة اللقاءات غير المنجزة ضمن فعاليات المعرض بلغت 31 % على مستوى البرنامج العام و50% على صعيد اللقاءات التي برمجتها وزارة الثقافة، ذلك أن عدد اللقاءات الثقافية والفكرية و الأدبية المدرجة ضمن البرنامج العام للدورة 17 لمعرض الكتاب بلغ 77 لقاء، منها 21 لقاء لم يعقد. كما تغيب عن اللقاءات الثقافية التي انعقدت نصف أو ثلث الأسماء المغربية والأجنبية المدعوة استجابة لنداء المقاطعة. وقد أعلن مسؤولو الهيئات عن قرارات تصعيدية ضد وزير الثقافة، كتوجيه مذكرة تفصيلية حول الوضع الثقافي المأزوم حاليا إلى الجهات العليا في البلاد، وتنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة الثقافة يوم 8 مارس الجاري في الساعة الحادية عشر صباحا. كما لم يستبعد ممثل اتحاد كتاب المغرب، في الندوة، إعادة النظر في عضوية حميش في الاتحاد، نظرا لخرقه لميثاق شرف الهيئة. وقد حضر هذه الندوة عدد من المثقفين وممثلون عن المنظمات الثقافية والنقابية، وقد طالبوا جميعا، ومعهم المنظمات الثلاث، بضرورة تعيين محاور لهم في مستوى الأهمية الاستراتيجية للثقافة والتحولات التي يعرفها المغرب، وهو ما يستلزم، حسب المتدخلين، «رحيل الوزير الحالي».