يعتبر الحي المحمدي أحد أكبر وأشهر أحياء الدارالبيضاء، وأكثرها حضارة وتاريخا وذاكرة، وقد عرف هذا الحي الصفيحي في بداياته، باسم كريان سنطرا بعد تحوير كلمة Carrière centrale، قبل أن يتغير اسمه بعد الاستقلال، وبالضبط سنة 1960 خلال الزيارة التاريخية لمحمد الخامس مرفوقا بولي العهد آنذاك الحسن الثاني، والتي تم فيها وضع حجر الأساس لبناء المسجد المعروف بمسجد "الملك" ببلوك كاسطور، ويعود تاريخ تأسيس هذا الحي إلى سنة 1922، حيث كان السكان في البداية يعملون في قلع الأحجار، وهو المقلع الذي بنيت منه المصانع التي أصبحوا يعملون فيها، بعدما جاؤو من مختلف القبائل المغربية، كما جاؤوا من الصحراء المغربية ومن موريتانيا ومالي والجزائر، وقد انتقلوا في ما بعد إلى المكان المسمى درب مولاي الشريف، الذي كان يسمى من قبل ديور الحاج مبارك. ومن بين أهم المعالم التاريخية التي كانت بجوار درب مولاي الشريف كانت هناك عوينة تسمى "عوينة شامة"، نسبة إلى مقهى وصاحبتها تسمى شامة العبدية، التي أعدمت رميا بالرصاص من قبل الفدائيين، كما أعدم فيها مجموعة من الخونة، والجدير بالذكر أنه من الحي المحمدي خرجت أول رصاصة ضد الاستعمار، وهو من أهم ما يفتخر به المنتمون لهذا الحي، كون العديد من أبنائه كانوا من المقاومين الذين دافعوا عن حرية هذا الوطن واستقلاله، وهو ما تأتى لهم ذلك سنة 1956، حيث تشهد على ذلك مقبرة الشهداء بالحي المحمدي... الحي المحمدي كان ولازال بمثابة مغرب متعدد الثقافات، بحيث أنه بالإضافة إلى بروز العديد من المجموعات الغنائية بقلعة النضال والفن والثقافات، فقد كان هناك أيضا الشعراء والأدباء والممثلين والمسرحيين الذين يعتبرون خريجي الحي، وخريجي أول وأقدم دار شباب بالمغرب والتي شيدت في ستينيات القرن الماضي، والتي يعتبرها العديد بمثابة أكاديمية للفنون والمسرح والرياضة، ولعل أبرز ما تم بإنجابه بهذا الحي العريق مجموعة "ناس الغيوان" وهي أحد أشهر المجموعات الغنائية المغربية ، العربي وسي محمد باطما ورفقائهم ، لذا ليس من الغريب أن يلقبه الكثير ب "الإبداع"، ليس الغيوان فقط بل للحي تاريخ عريق في المجال الفني بدوره وهنا نستحضر لمشاهب مرورا بمسناوة، تاكادة ، السهام، لارصاد وغيرها من المجموعات، وعن ذات المجال الفني، ولكن بشقه التمثيلي، أبدع الحي المحمدي مرة أخرى في إنجاب أبز الفنانين المغاربة الذين يؤثثون هذا الفضاء بالمغرب، فيكفي أن نذكر حسن مفتاح، عبد الخالق فهيد وحسن فلان وعاجل، حميد باسكيط وغيرهم من الفنانين. وفي الجانب الأدبي نذكر الشاعر عبد الله راجع، كما نذكر جمعية الشعلة في المجال التربوي والثقافي والتي انطلقت بدار الشباب الحي المحمدي في السبعينات وهي الآن جمعية وطنية تضم أزيد من 100 فرع عبر ربوع المملكة. للحي المحمدي أيضا تاريخ عريق في المجال الرياضي وخاصة كرة القدم، وكيف لا وهو الحي الكبير الوحيد بالمغرب بكامله الذي مثله فريقين بالقسم الأول، أولهما فريق الإتحاد البيضاوي الغني عن التعريف، وكذا نادي شباب الصخور السوداء، لذا فإنجاب المواهب بالحي المحمدي لم يكن حكرا على الفن فقط بل حتى في الرياضة والعديد من الأسماء شاهدة على ذلك كالعربي الزاولي الذي أسس فريق الطاس ومدرسة الاتحاد البيضاوي، ومصطفى الشادلي، ولا ننسى النهضة الكبرى لرياضة الملاكمة بقيادة المدرب المرحوم الحاج الزروق والذي تخرج على يده العديد من الأبطال نذكر منهم عبد الحق عشيق ... حقيقة دار الشباب الحي المحمدي، سينما السعادة، سينما الشريف، ملعب الطاس، مستوصف السعادة، الشابو، سوسيكا، درب مولاي الشريف، مقهى فم الحصن ، كاسطور، ثانوية عقبة بن نافع، ثانوية مصطفى المعاني الحي، اعدادية ابن عبدون، الصاكة الصفراء، معتقل مولاي الشريف كلها عناوين ستضل شاهد عصر على الحي المحمدي التاريخ الحضارة الثقافة والإبداع.