زرافات زرافات يتوجه أبناء الطبقات الشعبية من كل حدب وصوب, نحو نافورات فاس التي اتثت جمالية شارع الحسن الثاني وساحة المقاومة وغيرها من الشوارع الرئيسية التي بينت فيها النافورات ،ليس للاستمتاع بتدفق مياهها ورقصاته على أنغام الموسيقى الأندلسية ،بل للقفز في تلك المياه النثنة والطحالب العالقة بقعورها هربا من الحرارة المرتفعة التي تعرفها فاس خلال كل الاصياف ،ويظلون يسبحون ويتصايحون رغم الخطر الذي قد يداهمهم في كل لحظة نظرا لوجود التيار الكهربائي الذي يشغل أنابيبها والذي ذهب ضحيته شاب في مقتبل عمره في السنة الفارطة بالنافورة المقابلة لمحطة القطار الرئيسية ،غير آبهين بنظرات المارة ولا بشرطة المرور التي لاتعير انتباها لذلك, لأنه ليس من اختصاصها همهم إنعاش أجسامهم النحيلة التي لاتقوى على محاربة قيظ فاس . ولعل الذنب ليس ذنب هؤلاء الصغار الأبرياء الذين يقصدون النافورات, او بحيرة السد التلي الكعدة او المياه الأسنة بقنطرة الدكارات ,او نهر عين الشقف وسبو الذي يذهب ضحيته عدد من الشباب خلال كل صيف ،بل إن مسؤولية الهروب من الحرارة يتحملها مسؤولو الجماعات المحلية المنتمون للحزب الاغلبي والذين يسيرون كل المقاطعات, حيث لازال ساكنة فاس يتطلعون إلى المشاريع المزمع برمجتها في المجال البيئي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها من المشاريع التي يمكن أن تنقذ فاس مما آلت اليه من تردي حتى أصبحت قنبلة موقوفة التنفيذ ,نظرا للكساد والبطالة وقلة المعامل والهجرة المتواصلة . ومما يستغرب له, أن مجلس الازمي لم يضع قي حسبانه برمجة بناء أي مسبح بفاس خلال إعداد ميزانية التجهيز, بل لعل ما اثر انتباه مواطني فاس هو برمجة شراء 44 سيارة ودعم الجمعيات المقربة لحزبه وعمليات الختان والحناء لاستمالة الفقراء للتصويت خلال الانتخابات المقبلة ، ولم تكن له الشجاعة لفسخ العقدة التي أبرمت في عهد المجلس السابق والتي تم بمقتضاها تفويت مسبح الحسن الثاني إلى فريق المغرب الفاسي فرع السباحة, علما أن هذا المسبح الذي يتوفر على المواصفات العالمية كان يستفيد منه الموطنون وفرق السباحة في عهد المجلس الاتحادي وفق برمجة تمكن الجميع من الاستفادة من هذا المرفق العمومي الذي كان يستقبل ألاف الأطفال والشباب خلال فصول الصيف . والغريب أيضا أن مجلس الازمي لم يستطع أن يميط اللثام حول طريقة تفويت ملاعب التنس ومسابحه بالمرجة والتي فوتت لهنري لوكونت بطرق ملتوية ,علما ان هذا المركب الرياضي الرائع بني من أموال ضرائب المواطنين . ومما يؤسف له أن مجلس الازمي الذي استغل الإسلام السياسي ونجح في ذلك للهيمنة على جماعة فاس ومقاطعاتها لم ينهج حتى ابسط مبادئ ديننا الحنيف الذي يدعو إلى العدالة الاجتماعية والمساواة لوضع حد للجشع الانتهازي, وترك الحبل على الغارب للخواص لأصحاب المسابح الراقية والفنادق الفخمة لامتصاص ميزانية الطبقة المتوسطة التي تريد الهرب من الحرارة المفرطة, لان قضاء يوم في تلك المسابح لأسرة صغيرة يتطلب 500 د يوميا على الأقل .