تميزت ساحة المجتمع المدني على صعيد إقليمخنيفرة بنجاح النسخة الأولى من البطولة الوطنية للصيد الايكولوجي (الزنجور والفرخ الأسود)، الذي حول الإقليم إلى قبلة لعشاق وهواة «الصيد الرحيم»، كما تمكنت التظاهرة من تكريس هوية الإقليم الغني بثرواته المائية والسمكية، والتعريف بمؤهلاته السياحية والطبيعية، ومنها أساسا بحيرة «أكلمام أزكزا» التي تم استكشافها لأول مرة من قبل جل المشاركين في البطولة الوطنية. وفي ذات السياق، أجمع المشاركون على التنسيق من أجل التحضير لطواف بالخيول سيتم الإعلان عن توقيته ومساره خلال الأيام المقبلة، في حين لم يفت ذات المشاركين الاتفاق على ضرورة التواصل، بشكل مستمر وفعال، بين مختلف الجمعيات ذات الاهتمام المشترك، في سبيل تبادل الخبرات في مجال تقنيات الصيد والرقي بالعمل الجمعوي المشترك. التظاهرة الوطنية التي امتدت على مدى يومين، وشارك فيها 62 ممثلا عن 20 مدينة، من هواة الصيد على الصعيد الوطني، أسفرت النتائج النهائية عن تتويج حميد الصحراوي، من جمعية مازكان للصيد الترفيهي بالجديدة، بالرتبة الأولى، ومحمد لبحر من الجمعية المغربية للصيد بالذبابة بصفرو بالرتبة الثانية، في حين تمكن زهير براق من جمعية مازاكان للصيد الترفيهي بالجديدة من الحصول على الرتبة الثالثة. وبالموازاة مع هذه التظاهرة البيئية، لم يفت المنظمين عقد ندوة بالمركب الثقافي أبو القاسم الزياني، شارك فيها ثلاثة مختصين في مجالي الغابة والبيئة، حيث تناول إبراهيم أبو العباس (مهندس ورئيس الجمعية المغربية للسياحة الجبلية والمحافظة على الطبيعة) موضوع التغيرات المناخية وتأثيرها على الثروة السمكية، أبرز من خلاله أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيرها على الكائنات الحية، مع استعراضه لمعطيات دقيقة حول الأصناف التي انقرضت أو التي في طور الانقراض. بينما شارك عبدالخالق الزرواطي (مهندس دولة مسؤول عن الصيد الرياضي بالمغرب) بمداخلة في موضوع مؤهلات وآفاق الصيد الرياضي، ركز فيها على ما يتعلق بأصناف الأسماك المستوطنة أو الدخيلة بالجهة، مقابل عرضه المجهودات التي يقوم بها المركز الوطني للأحياء المائية وتربية السمك بأزرو في سبيل النهوض بقطاع الصيد الرياضي، بينما تطرق عبدالله بوزيد (مهندس بوزارة الفلاحة ورئيس نادي الأطلس المتوسط للصيد بالريشة) إلى ما يتعلق بالصيد بالذبابة وتقنيات الصيد بهذه الطريقة. وعلى هامش الندوة، أسفرت المناقشات عن مجموعة من التوصيات والمقترحات والتصورات التي صبت جميعها باتجاه العمل على تطوير رياضة الصيد الإيكولوجي وإنماء المجال السياحي بالمنطقة، ومن بين الملتمسات البارزة ضمن التوصيات تمت المطالبة بإنشاء مركز لتربية السمك بإقليمخنيفرة، نظرا لما يزخر به هذا الإقليم من مسطحات مائية. ومعلوم أن البطولة الوطنية للصيد الايكولوجي التي نظمت تحت شعار: «الصيد الرحيم: متعة ومحافظة على الثروة السمكية من أجل إرساء سياحة للترفيه بالجهة»، قد تمت بتنسيق مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وتحت إشراف الجامعة المغربية للصيد الترفيهي، وهي من تنظيم أربع جمعيات لهواة ومحترفي الصيد الرياضي، جمعية أم الربيع لصيادي السمك بخنيفرة، جمعية أطلس لهواة ومحترفي الصيد بالقصبة بخنيفرة، جمعية حب رشيش للصيد الرياضي والتنمية بواومانة ثم جمعية العاصمة الفوسفاطية للصيد الرياضي والمحافظة على البيئة بخريبكة، ومن أبرز الضيوف عضوات من جمعية 8 مارس للصيد الإيكولوجي وحماية الطبيعة، وهي جمعية نسائية تعتبر الأولى من نوعها على الصعيدين الوطني والعربي. ويقوم «الصيد الرحيم» على اصطياد الأسماك بأدوات غير قاتلة، للتمتع بها ثم إعادتها للماء من باب حماية نوعها من الانقراض أو التناقص، وتهدف التظاهرة البيئية المذكورة إلى إغناء النقاش وتقاسم الخبرات في إطار التحسيس بأهمية اعتماد طريقة الصيد الرحيم (NO KILL) للحفاظ على الثروة السمكية، والملاحظ أن هناك تناميا ملحوظا في عدد عشاق هذا النوع من الصيد، والراغبين في تعلمه، لما فيه من متعة ورياضة وترفيه.