دقت نقابة للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين بخنيفرة ناقوس الخطر حيال كارثة بيئية تهدد أصنافا هامة من الأسماك بالإنقراض، منددة بما وصفته ب «غياب البعد البيئي لدى القائمين على الشأن المحلي والجماعي، وانعدام المراقبة الصارمة من طرف الدولة»، ودعت إلى ضرورة «فرض مراقبة صارمة فيما يخص احترام البيئة»، حسب البيان النقابي الذي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، حيث العديد من الأصناف السمكية النادرة باتت مهددة، ومن أهمها أساسا التي تعيش بأنهار إقليمخنيفرة أساسا مثل السمك الأزرق، الصنف النادر عالميا والذي لا يستوطن سوى في مياه نهر أم الربيع، ثم البوقة، الشريف، القمش، الفرخ، وغيرها. وتأتي تحذيرات النقابة المذكورة إزاء ما سجلته على مستوى واديي سرو واشبوكة بفعل الترخيص لبعض المقالع بممارسة أشغالها بهذا الوادي، وبما أن مياه وادي سرو، يؤكد بيان النقابة، هي «المياه الملائمة لتوالد هذه الأصناف، نظرا لرطوبتها وتوفرها على حياة تساعد الأسماك على التوالد»، وأن «مستوى منسوبها مناسب لاستقرار البويضات السمكية والأسماك الصغيرة، لتكون المصدر الذي يسمح بالتوالد السمكي»، فإن عشوائية أشغال المقالع دمرت جميع مصادر توالد الأسماك، وبينها الأنواع النادرة، بالأحرى الإشارة إلى العبور المتكرر للشاحنات والآليات الكبيرة. ولم يفت النقابة الإشارة إلى «اضطرار بعض الأسماك إلى اللجوء صوب سد الحنصالي، وهي التي لا يمكنها العيش في المياه الملوثة، أو الصعود إلى أعلى النهر»، مع ما يعكسه ذلك من أضرار اجتماعية على عدد من الصيادين التجاريين الصغار، واستحالة الصيد داخل مياه السد، باعتباره ملكا للدولة، وأن التوفر على الرخصة لممارسة هذا النوع من الصيد يعد من سابع المستحيلات، الأمر الذي يهدد أزيد من 100 صياد تجاري وعائلاتهم بالفقر والهشاشة والعطالة»، سيما أمام انقراض العديد من الأصناف السمكية المطلوبة. وصلة بالموضوع، نبهت النقابة في بيانها إلى إشكالية عدم انصياع بعض المقالع لشروط دفاتر التحملات، والتي لم تشر في بنودها، على ما يبدو، إلى الأبعاد البيئية، مقابل تحقيق هدف الاثراء الفاحش ومضاعفة رساميل وأرباح الشركات المجهولة، علما بأن المنطقة بها نهرين، وادي سرو ووادي اشبوكة، ومن الكارثة أن يتم تلاقيهما بالوادي الأم، نهر أم الربيع. ومعلوم أن «جمعية أم الربيع لصيادي السمك» بخنيفرة كانت قد نظمت مسابقتها السنوية لصيد السمك ببحيرة أكلمام أزكزا تحت شعار «أكلمام أزكزا ثروة سمكية واعدة من أجل سياحة للترفيه»، وقد عرفت هذه التظاهرة نجاحا ملحوظا على مستوى التنظيم والمشاركة، وأيضا التحسيس بأهمية الحفاظ على الثروة السمكية، وبضرورة النهوض بالسياحة الجبلية، كما كانت المناسبة فرصة للتعريف بما تزخر به المنطقة من أصناف سمكية نادرة ومن مؤهلات طبيعية وثقافية وسياحية فريدة.