يعتبر داء السكري وباء العصر الحديث والقاتل الخفي، فأغلبية مرضاه مصنفون من السكري نوع 2، بمعدل أكثر من 285 مليون مصاب مع تطور مخيف لنسبة مرضى السكري في العالم، إذ يعتبر المرض أولوية صحية ويتطلب مواجهة جدّية من الناحية الوقائية والمراقباتية، فعلى الرغم من التقدم القوي الذي حصل في مقاربة داء السكري والعلاجات الجديدة فإن النتائج بالنسبة لمرضانا تعتبر غير موازية لهذا التقدم العلاجي الباهر. وتشير التقديرات إلى أنه ستنجم خلال هذه السنة أربعة ملايين وفاة عبر العالم نتيجة لمضاعفات السكري، وحذر الأرقام من أنه خلال كل 10 ثواني يتوفى شخص بسبب هذه المضاعفات، وتوضح منظمة الصحة العالمية أن نسبة المرض سترتفع ب 40 في المئة في الدول المتقدمة، ما بين سنة 2000 و سنة 2025، و بنسبة 170 في المئة بالنسبة للدول التي توصف بكونها سائرة في طريق النمو لنفس، خلال نفس الفترة الزمنية . وتقدّر نسبة مرض السكري في المغرب بالنسبة للأشخاص أكثر من 20 سنة ب 6.8 في المئة، ويعتبر هذا الداء السبب الأول في الضعف الكلوي، وفي بتر الأطراف وفقدان البصر، وتعتبر كلفة العلاج باهظة لهذا المرض الذي يصيب شخصا من بين ثلاثة، والذي يجهل إصابته، وهو ما يستوجب سنّ سياسة طبية تعتمد على تسهيل ولوج المواطنين لمرافق القرب الصحية، مع تخفيض الفوارق الجهوية، علما أن 25 في المئة من المواطنين في البادية عليهم قطع 10 كيلومترات للوصول إلى أقرب مرفق صحي، كما يتعين تنظيم الفحوصات الشاملة المبكرة، وتحسيس الرأي العام بأهمية الفحص المبكر لتفادي عواقب هذا المرض المزمن . ويعتمد علاج السكري على خطوات طبية وأخرى ذاتية تتمثل في الرياضة والمشي المطول كل يوم، والعمل على نقص الوزن ومحاربة السمنة، واعتماد الحمية مع التتبع الذاتي لنسبة السكر في الدم عدة مرات في اليوم قبل الأكل وبعده، إضافة إلى علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم والضغط الدموي. وجدير بالذكر أنه في المسار العادي لكل مصاب بالسكري من نوع 2 يكون هناك فقدان تدريجي للخلايا «بتا»، المفرزة للأنسولين، مع مرور السنين، والذي يؤدي إلى تقليص في القدرة الإنتاجية للأنسولين الداخلي، لهذا يجب تدليل الصعاب النفسية بالنسبة لمرضانا بالتربية العلاجية المستمرة والتحسيس بأهمية العلاج بالأنسولين عندما يكون المصاب في حاجة إليها، على اعتبار أن الافتراض العلاجي بالأنسولين هو أمر وارد في مسار المصاب بالسكري من نوع2.