الرباط/ 13 نونبر 2015 /ومع/ بلغ عدد المصابين بداء السكري الذين تكفلت بهم وزارة الصحة سنة 2015، 620 ألف حالة، منها 280 ألف حالة، تعالج بمادة الأنسولين، أي 31 في المئة من مجموع المصابين بهذا الداء في المغرب، حسب مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض التابعة للوزارة. وقالت رئيسة مصلحة أمراض الأيض والغدد الصماء بالمديرية السيدة فاطمة الزهراء الموزوني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري (14 نونبر)، إن 60 في المئة من المصابين الذين تتكفل بهم الوزارة يستفيدون من نظام المساعدة الطبية "راميد". وأوضحت السيدة الموزوني أن 37 في المئة من المصابين بداء السكري المتكفل بهم ينحدرون من العالم القروي، مشيرة إلى التكفل ب15 ألف طفل في إطار فحوصات داء السكري الخاصة بالأطفال. ويعتبر داء السكري مرضا مزمنا وصامتا تنجم عنه مضاعفات خطيرة تصيب على الخصوص جهاز القلب والشرايين من خلال ارتفاع ضغط الدم، والجهاز العصبي والعين والكلى والأطراف السفلى. ويعد داء السكري أيضا أول أسباب فقدان البصر والقصور الكلوي وبتر الأعضاء، وسادس أسباب الوفاة. وأكدت المسؤولة أن الوزارة، وعيا منها بخطورة هذا المرض الذي يعد من أمراض العصر، جعلت من محاربة داء السكري أولوية تندرج في إطار الاستراتيجية القطاعية للصحة 2012-2016، حيث وضعت نظاما للتشخيص لفائدة الأشخاص الاكثر عرضة للإصابة،على مستوى جميع مؤسسات العلاجات الصحية الأساسية على المستوى الوطني بمعدل 500 ألف شخص معرض للإصابة سنويا. وأضافت أن الوزارة أمنت توفر ومجانية الأدوية المضادة للسكري (حقن الأنسولين والأقراص) خاصة بالنسبة للمستفيدين من نظام "راميد"، مذكرة بأنه تم خلال سنة 2014 تخصيص غلاف مالي بقيمة 133 مليون درهم لشراء هذه الأدوية. وأبرزت أن الوزارة حرصت على تكوين الاطباء العامين في مجال التكفل بالأشخاص المصابين بداء السكري لسد النقص واختلال توزيع اطباء الغدد الصماء على المستوى الوطني. كما أحدثت مراكز مندمجة للتكفل بالأمراض المزمنة (داء السكري وارتفاع الضغط الدموي) حيث يمكن للمصابين الاستفادة من استشارات متخصصة ( الغدد الصماء والقلب والكلى والعيون) وتتبع أيضي. وشرعت الوزارة في إقامة برنامج موحد للتربية العلاجية يستجيب لمعايير على مستوى المواقع النموذجية السبعة بغية تعميمه، وهي بصدد تنظيم الاستشارة في داء السكري بالنسبة للأطفال، بتنسيق مع شركائها. وفي إطار الوقاية من الأمراض المزمنة والمكلفة، ومنها داء السكري، وقعت وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين على المرض والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، حسب السيدة المزوني، اتفاقية ثلاثية في أكتوبر 2014 تمتد على ثلاث سنوات، ستتناول السنة الأولى الإشكالية المتعلقة بالسكري ومضاعفاته. وفي هذا الصدد، أعدت المؤسسات الثلاث مخططا للتواصل من أجل حملة وطنية للتحسيس حول السكري ومضاعفاته تحت شعار "جميعا ضد داء السكري". وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 10 في المئة من السكان المغاربة البالغين 25 سنة فما فوق، مصابون بداء السكري سنة 2012، أي ما بين 1,7 مليون ومليوني مصاب. وداء السكري هو عبارة عن اضطراب في عملية هدم وبناء الايض تتميز بارتفاع مزمن في مستوى تركيز السكر في الدم. وهناك نوعان من السكري "الصنف 1" الذي يظهر عموما في سن الطفولة أو المراهقة، ويتمثل علاجه في أخذ حقنات من الأنسولين مدى الحياة، و"الصنف 2" الذي يظهر في سن الرشد ويرتبط بالسمنة ونقص الانشطة الرياضية والتغذية غير السليمة.