المشهد رقم 3: خارجي/ غابة بولون الباريسية /نهارا. ( المهدي ورفيق النضال الوطني والتقدمي بالمغرب «السي عبد الرحيم» يسيران جنبا إلى جنب –صامتين- وسط الممرات الملتوية.السي عبد الرحيم يحمل حزمة من الجرائد تحت إبطه الأيسر.المهدي يبدو على وجهه الوجوم والذهول.أخيرا يخرج المهدي من صمته) المهدي موت الملك المفاجئ في هذا الظرف بالذات سيعقد الوضعية الداخلية أكثر! السي عبد الرحيم كل شيء مرهون بما سيفعله الملك الجديد. المهدي سيفعل مولاي الحسن ،وهو ملك، ما فعله وهو ولي العهد بل و يزيد: الجري وراء السلطة المطلقة (صمت) المهم ما سيفعله الإخوان. السي عبد الرحيم نحن مقيدون بالبيعة. المهدي (صامت) ... السي عبد الرحيم ونحن مقيدون أيضا وخصوصا بالمحافظة على وحدة البلاد في هذا الظرف الدقيق. المهدي (صامت) ... السي عبد الرحيم ورأيي أنه يلزم التفكير جديا في عودتك إلى البلد يا أخ المهدي،. المهدي سافر أنت فورا يا أخ عبد الرحيم، وسأرسل من جهتي، وفورا، رسالة تعزية ورسالة تهنئة إلى الملك الجديد، وبعد ذلك نرى...(صمت) وضعية جديدة تعني معادلة جديدة! والسين القديمة صارت سينين: سين قديمة وسين جديدة. (يبدو السي عبد الرحيم غير متحمس للانخراط في هذا النقاش الرياضي التجريدي.ينقل حزمة الجرائد من تحت الإبط الأيسر إلى الإبط الأيمن) المهدي (متابعا) وعلى حد قول المثل: القديم اللي تعرفه خير من الجديد اللي لا تعرفه! السي عبد الرحيم(صامتا) ... المهدي مولاي الحسن أنا أعرفه جيدا ، لأنه لما تدّرس الرياضيات لمراهق مدة أربع سنوات ، فيقينا أنك خبرت طبعه ومزاجه.وأنا غير مرتاح بالكل فيما يخص هذا الجانب.و السلطة بالطبع تغير المزاج.لكن هل تغيره نحو الأحسن أم نحو الأسوأ؟ هذه هي المعادلة الجديدة. وهذا هو المجهول أو السين الجديدة! السي عبد الرحيم السلطة مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة. المهدي هذا قول عالم السياسة الحيادي البارد.وهو بالطبع قول ينبغي أخذه بالاعتبار.لكن عالم الرياضيات يمكن أن يكون له قول آخر. السي عبد الرحيم مثلا؟ المهدي: مثلا ... مثلا.. القول بأن السياسة تحفل بمجهولات وسينات مما لا يمكن أن تخطر على بال عالم السياسة الحيادي البارد! السي عبد الرحيم هذه نبرة تفاؤل عجيبة يا أخ المهدي! المهدي نبرة تفاؤل أو نبرة تشاؤم! والله العظيم أنا لا أعرف يا أخ عبد الرحيم هل أنا أتفاءل أم أتشاءم.سأرسل بالطبع برقية تعزية إلى ولي العهد وبرقية تهنئة إلى الملك الجديد.ولكن تخامرني فكرة أن أكتب رسالة خاصة إلى مولاي الحسن كما عرفته وكما أتوقع أنه سيتصرف من داخل المعادلة الجديدة.وبالطبع، فهي رسالة قد أكتبها أو لا أكتبها ، ولكن بالقطع... لن أرسلها أبدا. السي عبد الرحيم أرسل برقية التهنئة وبرقية التعزية يا المهدي،وهذا هو المهم ،وفكر جديا في العودة إلى البلد.هذا ما أراه ضروريا في الظرف الراهن يا أخ المهدي.