لم يخرج الاستعمار من الباب و لا رجع من النافذة،يا السي المهدي، ولا تحرك من مكانه خطوة واحدة.فقط شبه لكم (صمت). هذه أوهام سياسية تنظر إلى السطح وتغفل عن الجذور.وأنا قلتها وما أزال أقولها: الاستعمار الخارجي والاستبداد الداخلي هما جسد واحد: حك جلد الأول يطلع لك وجه الثاني. وهذا كتبته في رسالتين صريحتين إلى الرئيس مولاي عبد الله إبراهيم وإلى الوزير السي عبد الرحيم بعد إقالة الحكومة الوطنية. المهدي أخبرني الأخوان بهذا الأمر يا سمو الأمير.والواقع أنهما تأثرا بالغ التأثر بالرسالتين ، وقال لي السي عبد الرحيم حرفيا بأنه صار يخشى من أن اللي حرثتاه بالسياسة في عدة سنوات يدكه الاستبداد في أيام معدودات. الأمير الخطابي الاستبداد والظلم هما الآفة التي مهدت لدخول الاستعمار إلى البلدان التي استعمرت ، وهما ما يؤبد استمراره في شكله الجديد اليوم-كما تقول يا السي المهدي- ما لم تقطع جذور الآفة في منبتها وصميمها. المهدي (ضاحكا) اللي يقول هذا الكلام يتهم فورا بالشيوعية والعمالة لروسيا أو الصين! الأمير الخطابي أنا وجهت نداء إلى الجنود المسلمين الذين كانوا يقاتلون في جيش فرنسا الاستعماري ضد الثوار الفيتناميين الشيوعيين الوطنيين ، وناشدتهم بأن يحولوا أسلحتهم ضد جيش الباطل الذي كان يقاتل جيش الحق: فالإسلام حق والوطنية حق والحق لا يتضاد مع الحق! المهدي وانتصر الحق في فيتنام وهو ينتصر اليوم في كوبا وفي الجزائر...ولكن بأي ثمن! الأمير الخطابي (منفعلا) الثمن الذي تدفعه الشعوب من أجل حريتها وكرامتها لا ينبغي أن يحسب بمنطق الربح والخسارة.فالخسارة الكبرى هي خسارة الشرف والكرامة وتأبيد حال الذل والمهانة. المهدي: ولكن السياسة يمكن أن تساهم في تحقيق كل هذا مع إمكانية الحد من الخسائر. الأمير الخطابي (ساخرا) أنتم السياسيون تفاوضتم في إيكس-لييان مع فرنسا انطلاقا من هذه الحجة بالضبط. فماذا كانت النتيجة يا السي المهدي؟ المهدي أعترف أننا تفاوضنا نصف مفاوضات... الأمير الخطابي (مقاطعا) والنتيجة هي فشل كامل! لا حمار... لا سبع فرنكات! المهدي: لا يا سمو الأمير...ضاعت الفرنكات، ربما، ولكن الحمار ما عارت! (يضحكان ويضحك معهما عبد السلام الذي يتابع الحوار صامتا). الأمير الخطابي: على أية حال،الوعي مثل الخير،وقت ما جاء ينفع.وخاصة أن الأمر اليوم يتعلق بوعي شعوب وقارات بأكملها. المهدي وهذا ما يجعل الامبريالية والاستعمار الجديد في حالة سعار حقيقي. الأمير الخطابي لم يخرج الاستعمار من الباب و لا رجع من النافذة،يا السي المهدي، ولا تحرك من مكانه خطوة واحدة.فقط شبه لكم (صمت). هذه أوهام سياسية تنظر إلى السطح وتغفل عن الجذور.وأنا قلتها وما أزال أقولها: الاستعمار الخارجي والاستبداد الداخلي هما جسد واحد: حك جلد الأول يطلع لك وجه الثاني. وهذا كتبته في رسالتين صريحتين إلى الرئيس مولاي عبد الله إبراهيم وإلى الوزير السي عبد الرحيم بعد إقالة الحكومة الوطنية. المهدي أخبرني الأخوان بهذا الأمر يا سمو الأمير.والواقع أنهما تأثرا بالغ التأثر بالرسالتين ، وقال لي السي عبد الرحيم حرفيا بأنه صار يخشى من أن اللي حرثتاه بالسياسة في عدة سنوات يدكه الاستبداد في أيام معدودات.