غدا اسم حنان الغزواني معروفا لدى جزء كبير من سكان حي «توسن دو فارتن» بشكل خاص ومدينة ألميربشكل عام، وشكلت مبادرتها «مرحبا بكم في منزلي»، التي اطلقتها جمعيتها قبل ثلاث سنوات وتحرص على استمرارها مع حلول شهر رمضان الكريم، الذي يعد شهرا للتضامن والإحسان ولتعزيز أواصر التعارف والتفاهم بين الشعوب، وسيلة للتواصل وتبادل وجهات النظر وأسلوبا مبتكرا في الدبلوماسية الموازية المحلية تعتمد القرب من أفراد الجالية المنتمية إلى مختلف الأعراق والأديان وكذا الهولنديين من غير المسلمين للتعريف بالمغرب وبإمكانته أيضا. وقد نظمت حنان الغزواني هويكرز مأدبة إفطار يوم العاشر من يونيو الذي صادف أول أيام الجمعة في شهر رمضان الكريم، حققت صدى وتجاوبا إيجابيا في أوساط المغاربة والهولنديين، دعت إليها جيرانها المقربين في حي «توسن دو فارتن» وأصدقاءها الهولنديين من غير المسلمين وثلة من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الأراضي المنخفضة القاطنين في مدن وبلدات قريبة من مدينة ألمير من بينهم أسماء نساء ورجال وشباب بصموا بكفاءتهم الحقل الاجتماعي والديني والجمعوي والثقافي والسياسي والاعلامي في بلد الأراضي المنخفضة. يحظى شهر رمضان الكريم، الذي تسود فيه قيم المحبة والتضامن بين الجالية المسلمة المقيمة في الأراضي المنخفضة، بأهمية خاصة لدى أفراد الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد، والتي لا يتجاوز تعدادها نحو 450 ألف شخص من مجموع ساكنة إجمالية تقدر بحوالي 16 مليون نسمة. وحسب الهولندية من أصل مغربي حنان الغزواني هويكرز، رئيسة جمعية «بيل إيفانتس» (الأحداث الجميلة)، فشهر رمضان يمثل فرصة لتعزيز أواصر التضامن والتآزر بين مختلف أفراد الجالية المسلمة المقيمة في الأراضي المنخفضة، ومناسبة تعكس مدى تشبث هذه الجالية بالقيم الأصيلة للإسلام. وقد نظمت حنان الغزواني هويكرز، رئيسة جمعية «بيل إيفانتس» (الأحداث الجميلة) ضمن مبادرة تحت شعار «مرحبا بكم في منزلي»، مأدبة إفطار يوم العاشر من يونيو الذي صادف أول أيام الجمعة في شهر رمضان الكريم ،حققت صدى وتجاوبا إيجابيا في أوساط المغاربة والهولنديين، دعت إليها جيرانها المقربين في حي «توسن دو فارتن» وأصدقاءها الهولنديين من غير المسلمين وثلة من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الأراضي المنخفضة القاطنين في مدن وبلدات قريبة من مدينة ألمير من بينهم أسماء نساء ورجال وشباب بصموا بكفاءتهم الحقل الاجتماعي والديني والجمعوي والثقافي والسياسي والاعلامي في بلد الاراضي المنخفضة. في ذات اللقاء لم تكن فقط شعائر الدين الإسلامي بشكل عام، سواء تعلق الأمر بارتداء الحجاب أو أسس الاحترام والمعاملة وفق المبادئ الإسلامية هي محور النقاش المفتوح بين سكان حي «توسن دو فارتن» من الهولنديين غير المسلمين وعدد من المغاربة المقيمين في الأراضي المنخفضة القادمين من المدن المجاورة لمدينة ألمير، بل تجاوزته إلى البحث عن أجوبة لسيل من الأسئلة لم يتردد في طرحها الهولنديون غير المسلمين المدعوين لمأدبة الإفطار الجماعي هاته أحيانا بدافع الفضول، حول عدد من المفاهيم والشعائر المرتبطة بالشهر الكريم وكذا حول طبيعة الموروث الثقافي المغربي في الطبخ. وتقول تيسا كونيكس إحدى سكان حي «توسن دو فارتن» حيث تعيش حنان الغزواني هويكرز، رئيسة جمعية «بيل إيفانتس» (الأحداث الجميلة) في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، «تغمرني السعادة اليوم، وأنا أجد نفسي مدعوة إلى مأدبة إفطار رفقة مسلمين ومسيح ويهود»، وأضافت تيسا، التي رحبت هي وزوجها وحرصا رفقة أبنائهما على تقاسم مأدبة إفطار مع المسلمين من جيرانهم و التي سوف تظل راسخة في ذاكرتهم، «أعتبر نفسي محظوظة وأنا أشارك الجالية المسلمة، وخاصة المغربية منها مبادرة الإفطار هاته». لقد تمكنت جمعية «بيل إيفانتس» (الأحداث الجميلة) عبر مبادرة مأدبة الإفطار الجماعي هاته، التي تروم تعزيز التعارف والتفاهم المتبادل بين الهولنديين والمغاربة والنهوض بقيم الحوار والتسامح، أن تخلق أجواء روحانية مميزة في هذا الشهر الفضيل الذي يعد شهر تآخي وتسامح وإحسان والعمل المشترك في بلد مثل الأراضي المنخفضة يولي فيه المسلمون أهمية بالغة لتعزيز العلاقات واقتسام قيمها في بلد يعتبر بوتقة تنصهر فيها مختلف الثقافات والأعراق والأديان. لقد كانت مأدبة الإفطار فرصة لجمع الأصدقاء من أبناء الجالية المغربية المقيمة في عدد من المدن المجاورة لمدينة ألمير التابعة للمركز القنصلي أوتريخت، ومناسبة لم يقتصر نقاش المتحلقين فيها حول مائدة الإفطار عن الوضع الديني للمسلمين في بلد إقامة، مثل هولندا، بل تجاوزوه إلى استحضار الظرفية الحالية الموسومة بتنامي الكراهية ضد الإسلام والمسلمين وانتشار مظاهر التطرف والتشدد الدينيين بين أئمة لا يحرصون على تلقين مسلمي المهجر دينا وسطيا ومعتدلا. وفي مقابل هذه الصورة السوداية التي يرسمها الغرب عن الإسلام والمسلمين سادت رغبة مشتركة متفائلة من أجل الدفع بقيمة الانفتاح والتسامح والنقاش والعيش المشترك من أجل حماية قيم مشتركة تُربتها هولندا والمستفيدون منها جالية مسلمة وهولندية غير مسلمة. وفي هذا السياق، أكد عمدة مدينة ألمير فرانسيسكوس ماكس فيرويند (فرانك فيرونيد) عن حزب الديمقراطيين 66 أهمية مبادرة من هذا القبيل التي نظمتها جمعية «بيل إيفانتس» (الأحداث الجميلة) واعتبرتها فرصة لتجديد اللقاء وللتعارف ونافذة لسبر أغوار الآخر الذي يعيش بين الهولنديين. ولم يتردد فرانك فيرويند الذي هو أيضا من أصول سورينامية وينتمي الى حزب من أحزاب الوسط ذي التوجه الليبرالي الاجتماعي، في تشجيع مثل هذه اللقاءات التي تشكل مناسبة للقاء والتحاور حول قضايا تهم الساكنة وتهم البلدة، وقال عمدة مدينة ألمير في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، إذا ما انتخبت لولاية قادمة فإني سأحضر مثل هذه المأدبة رمضان المقبل». ودعا عمدة ألمير إلى ضرورة خدمة المملكة الهولندية وقال، إن الأراضي المنخفضة في حاجة إلى خدمات أبنائها جميعهم ومن مسؤوليتنا المساهمة كل من جانبه في خدمة هولندا والتعاون من أجل تحقيق هذا. واعتبر فرانك فيرويند أن تنظيم لقاء حول مأدبة إفطار بيت على مستوى الحي، وتمكين المبادرة المواطنين الهولنديين من لقاء جالية مسلمة تعتبر من أحسن اللقاءات كونها جعلتهم ينخرطون في حوار وتفاعل في ما بينهم ومكنتهم من اكتشاف سحر رمضان وطقوسه بالأسلوب الذي قدمه لنا الإمام ياسين الفرقاني. وشدد عمدة مدينة ألمير على أهمية الحضور المتنوع الروافد والمتعدد الديانات ضم فعاليات هولندية من أصل مغربي بالأساس، ودعا إلى ضرورة الاستفادة من مثل هذه الكفاءات من أجل محاربة الشر ونشر الخير والتسامح. وقال فرانك فيرويند في حديثه «للاتحاد الاشتراكي» الأساس في مثل هذه اللقاءات التي يحتضنها حي وسط ألمير أن ينطلق الحوار بيننا ، وهو الحوار الذي يفضي دون محالة إلى التفاهم والتسامح واكتشاف مواهب بعضنا البعض»، مضيفا أنها مبادرة تستحق التشجيع ويجب أن يقتفي أثرها آخرون لمواصلة الحوار بين الأديان. لقد كانت اللغة السائدة بين الضيوف وهم يتمتعون بمأدبة إفطار شهي أبدعته أنامل مغربية في شهر مبارك يعتبرشهر لم الشمل، والتقوى، والمحبة، هي لغة الحوار والإنصات، لمعرفة مزايا هذه المناسبة الدينية واكتشاف الكيفية التي يحيي بها المغاربة ليالي رمضان وطريقة صيامهم وتحضيرهم للوجبات المختلفة وإعداد الأكلات المغربية الأصيلة التي يتميز بها هذا الشهر الكريم. لقد تحول بيت حنان الغزواني هويكرز، رئيسة جمعية «بيل إيفانتس» (الأحداث الجميلة) الى فضاء يتسع للجميع وتتعايش فيها الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، وأصبحت مبادرة الإفطار الجماعي تشكل جوابا على كل الدعوات التي تحث على الكراهية والعنصرية، «إن العيش المشترك أمر ممكن بشكل كبير بين معتنقي الديانات الثلاث، ومبادرة جمعية «بيل إيفانتس» (الأحداث الجميلة) مثال يحتذى به لأنه يحمل في طياته إشارة قوية تعكس قدرة الديانة على الجمع بين الناس أكثر من التفرقة»، تقول هينيكي غيلدربلوم لانخوت المستشارة البرلمانية السابقة. وأشارت رئيسة المجلس المسيحي اليهودي سابقا أن لقاء مثل هذا، والذي يحضره مدعوون من أبناء الجالية المغربية وهولنديون غير مسلمين مناسبة يلعب فيها الدين دورا من أجل الانفتاح على الآخر من خلال تقاسم الطعام وأيضا النقاش حول مواضيع متعددة من شأنها أن تبرز اختلافنا وتعددنا الذي يشكل تكاملا في ما بيننا وقوة للعمل المشترك والبناء معا. بدوره ثمن يان بوست هوسبيرس عن الكنيسة البروتستانتية المكلف بالعلاقات بين المسيحيين والمسلمين في هولندا أهمية هذه المبادرة في التقريب بين الديانات السماوية في فسيفياء تتعايش فيها الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية معبرا عن سعادته في أن يكون ضمن الحاضرين في مأدبة الإفطار في هذا الشهري الفضيل. واعتبر يان بوست هوسبيرس في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي» على هامش هذا اللقاء الذي حضر فيه مغرب التسامح والوسطية بتعدد روافده الثقافية بقوة، أن تنظيم مأدبة إفطار لا تلبس لبوسا رسميا مبادرة إيجابية ومناسبة جيدة تمكن من تحقيق التعارف أكثر فأكثر. أما ياسين الفرقاني الناطق الرسمي السابق للمؤسسة الإسلامية المعتمدة من قبل الحكومة الهولندية فقد اعتبر مبادرة تنظيم جمعية «بيل إيفانتس» (الأحداث الجميلة) لمأدبة الإفطار الجماعي ضمن مبادرة «مرحبا بكم في منزلي»، خطوة بالغة الأهمية وذات خصوصية مهمة، مشيرا إلى أن وقعها بالنظر لأجواء السماحة والتفاهم والعيش المشترك لحظة الإفطار وتأثيرها يمكن أن يضاهي الخطاب السياسي الذي يخفق، في كثير من الأحيان، في تحقيق أهدافه. واعتبر ياسين الفرقاني، في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، مأدبة تنظيم الإفطار الجماعي حلا ناجعا من بين الحلول لتبديد سوء الفهم تجاه الإسلام والمسلمين والجالية المغربية المقيمة في هولندا ضمن تصور يمنح للمبادرات المحلية مكانة للمساهمة في إيجاد حلول للإشكالات الوطنية العامة التي تواجه المجتمع الهولندي. وعزا الإمام الهولندي من أصل مغربي الناشط في المجال الديني الهولندي خصوصية مبادرة «مرحبا بكم في منزلي» إلى كونها مبادرة محلية تنطلق من الحي أي من نطاق ضيف يضع نصب أعينه ثلة من الجيران للتعريف بالإسلام والمسلمين وكذا بالقيم والعادات والتقاليد المغربية خلال هذا الشهر الكريم وتروم، يضيف، أن تتوسع في المستقبل في كل أرجاء الأراضي المنخفضة وتنتشر على نطاق أوسع. غدا اسم حنان الغزواني معروفا لدى جزء كبير من سكان حي «توسن دو فارتن» بشكل خاص ومدينة ألميربشكل عام، وشكلت مبادرتها «مرحبا بكم في منزلي»، التي اطلقتها جمعيتها قبل ثلاث سنوات وتحرص على استمرارها مع حلول شهر رمضان الكريم، الذي يعد شهرا للتضامن والإحسان ولتعزيز أواصر التعارف والتفاهم بين الشعوب، وسيلة للتواصل وتبادل وجهات النظر وأسلوبا مبتكرا في الدبلوماسية الموازية المحلية تعتمد القرب من أفراد الجالية المنتمية إلى مختلف الأعراق والأديان وكذا الهولنديين من غير المسلمين للتعريف بالمغرب وبإمكانته أيضا. فقد شكلت هذه المبادرة فرصة للتعريف بالقيم والعادات والتقاليد المغربية خلال هذا الشهر الكريم، واستطاع النقاش الذي دار على هامش مأدبة الإفطار هاته، أن ينير عقول الهولنديين غير المسلمين المدعوين، ويوضح لهم حقيقة الإسلام والمسلمين ويمكنهم من معرفة قريبة للمغاربة، مما سيساعد على التخلي عن بعض الأفكار والأحكام الجاهزة والمسبقة، كما شكلت المبادرة، التي تمثل ردا على بعض الدعوات التي تحث على الكراهية والعنصرية ، وجوابا على بعض الدعوات المعادية للمهاجرين والإسلام، مناسبة لتعزيز الحوار وقيم التشارك والتبادل مع الجيران الهولنديين الأقربين، وذلك خلال لحظات الإفطار.