انحاز دبلوماسيون في بعثة ليبيا في الاممالمتحدة الى انتفاضة الشعب الليبي ضد زعيمهم ودعوا الجيش الليبي الى المساعدة في الاطاحة بنظام معمر القذافي . وفي بيان صدر مع اندلاع الاحتجاجات في شتى انحاء ليبيا، قال نائب رئيس البعثة وموظفون آخرون انهم يخدمون الشعب الليبي وطالبوا « بإسقاط النظام على الفور» وحثوا السفارات الليبية الاخرى على ان تحذو حذوهم. وصرح دبلوماسيون بأن مجلس الامن التابع للامم المتحدة سيعقد اجتماعا مغلقا لمناقشة الازمة في ليبيا. وقالوا ان الاجتماع المعروف باسم مشاورات طلب عقده نائب السفير الليبي ابراهيم دباشي . وجاء في بيان البعثة الليبية في الاممالمتحدة الذي صدر في نيويورك، إن المئات قتلوا في الخمسة أيام الاولى من الاحتجاجات. وقال دباشي الذي أصدر البيان لرويترز انه لا علم له بمكان السفير عبد الرحمن شلقم وهو وزير خارجية سابق لكنه يعتقد انه ليس في نيويورك.وأوضح نائب رئيس البعثة الليبية أن شلقم لا صلة له بالبيان. وقال ضياء الحطماني المتحدث باسم البعثة الليبية لدى الاممالمتحدة، إنه بعد اجتماع عقد الاثنين بمقر البعثة في نيويورك، عبر العاملون عن قلقهم بشأن عملية «الابادة الجماعية» الجارية في ليبيا. وأضاف ان البعثة لا ترى اي رد فعل من جانب المجتمع الدولي. وقال في اتصال هاتفي « أعضاء بعثة ليبيا لا يمثلون الا الشعب الليبي ولا أحد غيره » . وجاء في بيان البعثة الليبية الصادر بالعربية إن « الطاغية القذافي، أكد بكل وضوح من خلال أولاده، مستوى الجهل الذي يتحلى به هو وأولاده وكيف أنه يحتقر ليبيا والشعب الليبي». وأدان البيان استخدام القذافي للمرتزقة الافارقة في مسعى لإخماد التمرد وتوقع حدوث مذبحة لا مثيل لها في طرابلس. وقال سفير ليبيا لدى الولاياتالمتحدة لهيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي في واشنطن ، انه سيسحب أيضا تأييده للقذافي لكنه لم يصل الى حد تقديم استقالته. وقال السفير علي العجيلي « لن استقيل من حكومة معمر القذافي لكني مع الشعب ». وقال مشيرا الى انهيار الحكومة « يؤسفني ان أقول لكم إنني لن أساند هذه الحكومة بعد الآن » . وفي ماليزيا أبدت السفارة الليبية في كوالالامبور أمس الثلاثاء تضامنها مع الشعب ونددت بالزعيم الليبي معمر القذافي بعد حملة القمع التي أسفرت عن مقتل العشرات ممن شاركوا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وأصدرت السفارة بيانا في الوقت الذي قال فيه السفير الليبي لدى الهند انه استقال ودعا مجلس الامن لحماية شعبه. وقالت السفارة في ماليزيا في بيان بعد أن احتلها لفترة قصيرة نحو200 محتج « ندين بشدة المذبحة الاجرامية الوحشية والابادة التامة لمدنيينا الابرياء». وحطم المحتجون صورة للقذافي وأنزلوا علم بلادهم ليضعوا مكانه ما قالوا انه علم ما قبل القذافي. ولم تقع اشتباكات خلال احتلال السفارة وغادر المحتجون ساحة المبنى بسلام. وقالت مروة مستور إحدى المحتجات في كوالالمبور « لا يسعنا توضيح الى أي مدى نشعر بالغضب. قال الشعب الليبي بالفعل «لا» وردت السلطات بإراقة الدماء » . وأبلغ أسامة أحمد المستشار بالسفارة رويترز أن السفير سيبقى في مكانه لمساعدة نحو خمسة الاف ليبي يقيمون في ماليزيا. قال السفير الليبي لدى الهند الذي استقال في أعقاب حملة القمع ضد المحتجين في ليبيا ان «السلطات الليبية تستخدم مرتزقة أفارقة مما دفع بعض قوات الجيش الى تغيير ولائها لتنضم للمعارضة». وتابع علي العيساوي في مقابلة مع رويترز أمس الثلاثاء أن «المرتزقة من افريقيا ويتحدثون الفرنسية ولغات أخرى» مضيفا أنه يتلقى معلومات من مصادر داخل ليبيا العضو في أوبك. وقال العيساوي الذي ترك السفارة منذ استقالته الاثنين احتجاجا على حملة القمع العنيفة على المحتجين ويقيم الآن في فندق في نيودلهي، انه أبلغ بأن هناك انشقاقا في الجيش. وتابع العيساوي الذي بدا متوترا وقلقا أن الجنود ليبيون ولا يمكنهم رؤية أجانب يقتلون ليبيين لذلك انحازوا للشعب. وقال إن الليبيين لا يمكنهم عمل شيء في مواجهة طائرات مقاتلة ، مضيفا أنه لا يطالب بقوات دولية ولكن يدعو المجتمع الدولي لانقاذ الليبيين. وأضاف العيساوي انه يتوقع أن يقدم المزيد من الدبلوماسيين الليبيين استقالاتهم بسبب العنف الدائر في ليبيا. وتابع أن سفراء لدى الصين وبولندا وتونس والجامعة العربية والولاياتالمتحدة استقالوا بالفعل. وأضاف أن المقاتلات تقصف المدنيين في شوارع طرابلس في عنف غير مسبوق.