يعقد مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق اليوم اجتماعا مغلقا لمناقشة الأزمة في ليبيا بناء على طلب قدمه إبراهيم الدباشي نائب السفير الليبي في بعثة الأممالمتحدة. ويأتي الاجتماع في وقت أعلن فيه الدباشي ودبلوماسيون آخرون في البعثة الليبية بالأممالمتحدة تأييدهم للمحتجين في ليبيا وطالبوا بخلع الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال متحدث باسم بعثة ليبيا بالأممالمتحدة ضياء الحطماني إن "أعضاء بعثة ليبيا لا يمثلون إلا الشعب الليبي ولا أحد غيره". وأضاف "نحن لا نرى أي رد فعل من المجتمع الدولي". وشدد على أنه يتحدث باسم جميع أفراد بعثة ليبيا وصولا إلى نائب المندوب الدائم إبراهيم الدباشي، ورفض التعليق على موقف الممثل الدائم عبد الرحمن شلغم. الجامعة العربية كما يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا اليوم أيضا على مستوى المندوبين الدائمين لبحث التطورات في ليبيا. وكانت قطر دعت إلى عقد اجتماع للجامعة العربية لبحث الموقف الراهن, ونددت في أول رد فعل عربي بما تردد من أنباء عن استخدام السلطات الليبية للطيران والأسلحة النارية في مواجهة المدنيين. وطالبت قطر السلطات الليبية بالعمل على حقن الدماء. كما أعربت قطر عن استنكارها لصمت المجتمع الدولي على ما يجري في ليبيا من أحداث دامية. بدوره أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن بالغ القلق إزاء الأحداث الجارية في ليبيا، مطالبا بحقن الدماء ووقف كافة أعمال العنف. وشدد موسى على أن مطالب الشعوب العربية في الإصلاح والتطوير والتغيير "أمر مشروع وطرح متكامل تتشارك فيه مشاعر الأمة كلها خاصة في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ العرب". وقال إنه "لا مجال ولا داعي لإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة"، وأشار إلى أن "أبناء الوطن العربي لسانهم واحد، وإنه أمر منطقي أن يستلهموا تجارب بعضهم بعضا". تنديد أميركي من جهة ثانية نددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ب"حملة القمع العنيفة ضد المحتجين في ليبيا"، ودعت إلى إنهائها على الفور. وقالت كلينتون في بيان إن "العالم يتابع الوضع في ليبيا بانزعاج ونحن ننضم إلى المجتمع الدولي في التنديد بقوة بأعمال العنف في ليبيا". وأضافت "حان الوقت لوقف إراقة الدماء", مشيرة إلى أن واشنطن تعمل بشكل عاجل مع "الأصدقاء والشركاء" حول العالم لتبعث بهذه الرسالة للحكومة الليبية. وقد أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيرا دعت فيه مواطنيها إلى تجنب السفر تماما إلى ليبيا, وطالبت أيضا برحيل الموظفين غير الأساسيين العاملين في السفارة الأميركية في طرابلس. وفي إيطاليا ندد رئيس الوزراء سلفيو برلسكوني بالعنف الذي تمارسه القوات الليبية ضد المدنيين ووصفه بأنه "غير مقبول", وقال إنه يشعر بالانزعاج بشأن الوضع هناك. ودعا برلسكوني أيضا الاتحاد الأوروبي وأجهزة المخابرات في شتى أنحاء العالم إلى القيام بكل ما هو ممكن لمنع تحول الوضع في ليبيا إلى حرب أهلية. ويأتي بيان برلسكوني الذي تربطه علاقات وثيقة مع القذافي بعد أن تعرض لانتقادات واسعة النطاق بسبب قوله في وقت سابق عن ليبيا إنه لا يريد "إزعاج القذافي". كما ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالاستخدام "غير المقبول" للقوة في ليبيا، ودعا إلى إيجاد حل سياسي للاضطرابات. في هذه الأثناء أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن عن صدمته للاستخدام العشوائي للعنف ضد المحتجين المسالمين في ليبيا وإدانته لسقوط ضحايا، داعيا السلطات الليبية إلى وقف قمع المدنيين العزل. وقال راسموسن إن الشعب الليبي مثل الشعوب الأخرى في الشرق الأوسط أعرب عن رغبته في التغيير الديمقراطي ويجب الاستجابة لتطلعاته.