بعد موسم مليء بالمنعرجات التي عاش معها الجمهور الزياني بأنفاس متقطعة، تمكن فريق شباب أطلس خنيفرة، من حجز بطاقة العودة لحظيرة أندية قسم الصفوة، التي غادرها العام الماضي في ظروف أثارت الكثير من الجدل، وذلك في انتصاره على مضيفه النادي المكناسي، بأرضية هذا الأخير وأمام مرأى من جمهوره، بهدف للاشيء، برسم منافسات الدورة التاسعة والعشرين من بطولة القسم الوطني الثاني. وكان لعودة الفريق الزياني إلى القسم الأول وقعها الخاص على جماهيره الخنيفرية، كإنجاز رياضي هو الثاني من نوعه في مسيرة هذا الفريق منذ تأسيسه عام1943 ، فكان الاحتفال الشعبي العارم الذي استقبل الفريق في شوارع المدينة قد ذكر الجميع ب «وقفة الغضب الشعبي»، في 28 ماي 2015، أمام مقر عمالة الإقليم، ضد «إنزال» الفريق إلى القسم الثاني لفائدة فريق آخر، والتنديد بما وصفه المتظاهرون حينها بالمؤامرات والخروقات، التي دفعت بالفريق إلى هاوية القسم الثاني. وبينما طالبوا بفتح تحقيق في مجموعة من المباريات، هتفوا يومها برحيل رئيس الجامعة فوزي لقجع، وكان من بين المشاركين في هذه الوقفة الرئيس السابق إبراهيم أوعابا. وفي لقاء ل «الاتحاد الاشتراكي» برئيس المكتب المسير للفريق، عبد المجيد الدروسي، أكد أن عودة الفريق لقسم الصفوة جاء بفعل جهد وتخطيط كبيرين، وليس بمنطق «جابها الله» كما يروج له البعض، إذ منذ نزول الفريق للقسم الوطني الثاني، يضيف الرئيس، ظل صامدا ومستمرا في كأس العرش إلى نصف النهاية، وتم تجديد أنفاسه بلاعبين متميزين، وبتشجيعات جمهوره ومكونات مدينته وأعيانها ومنتخبيها، في حين لم يفت الرئيس نفي صحة الإشاعة، التي قالت ب «أن المكتب المسير كان يتهرب من المرور إلى البطولة الوطنية الاحترافية لغياب الدعم المالي وهشاشة البنية البشرية»، مبرزا أن للفريق ثقة كبيرة في قدراته التنافسية. وعندما أكد أن الفريق في صحة جيدة أمام تحديات موسم الصفوة، وأن الاستعدادات قائمة لتجديد التعشيب والمدرجات واللوجيستيك والبنية البشرية، شدد على أن مستقبل الفريق رهين بمدى دعمه ماليا لكي يتجاوز المهام الصعبة ويحافظ على وجوده في بطولة الموسم المقبل، ورغم وضعيته المستقرة من خلال حسن التدبير، شدد الرئيس على حاجة فريقه لميزانية كبيرة، ولاسيما ما يتعلق بمتطلبات البداية من منحة التوقيع، منحة الصعود، الرواتب، الانتدابات والتربصات إلى غير ذلك من المصاريف. وفي ذات السياق لمح المتحدث لوعود تقدم بها والي جهة بني ملالخنيفرة للفريق الخنيفري، وهي من بين الوعود التي ينتظر الجميع ترجمتها إلى حيز الواقع، مع ضرورة التدخل لدى مؤسسات جهوية لدعم الفريق، مثل إدارة الفوسفاط بخريبكة وشركة تويسيت المنجمية بخنيفرة ومكاتب الماء والكهرباء، وهو نفس الفاعل الذي أعرب عن اندهاشه حيال جهات مسؤولة تنهج سياسة التقشف إزاء الفريق، وتكون سخية إلى حد الهدر الأعمى حيال المهرجانات والمنح بالطرق العشوائية. في ذات السياق، كشف مسؤول بالمكتب المسير ل «الاتحاد الاشتراكي» عن دفتر للتحملات يفرض على الفريق في الموسم المقبل توفير رصيد بمبلغ 10 إلى 12 مليون درهم كموارد ذاتية، ليتساءل المسؤول عن الكيفية التي يمكن بها للفريق توفير هذا الرصيد أمام وضعية مالية مضطربة، ما يحتم على كافة المجالس المنتخبة والسلطات المعنية والداعمين الانخراط المكثف في دعم الفريق ماديا ومعنويا. وعن المدرب، أكد مسؤولون بالمكتب المسير للفريق الخنيفري تشبثهم حاليا بمحمد بوطهير، من باب الإنصاف أولا، ولكونه رافق الفريق لعدة مواسم، وأشرف على تدريبه لسنوات، وله فكرة موسعة عن اللاعبين ومؤهلاتهم، مشددين على أن ثقتهم الكبيرة في هذا المدرب تجعلهم يضعون بين يديه كل الصلاحيات الممكنة، أو التنسيق في بعضها مع اللجنة التقنية، باعتباره الوجه الذي حقق للفريق الصعود من القسم الأول هواة إلى القسم الثاني النخبة، واشتغل مدربا مساعدا لكل من الإطار الوطني حسن الركراكي وهشام الإدريسي ثم كمال الزواغي، الذي رافقه إلى فريق شباب الريف الحسيمي، قبل العودة إلى عشه الأصلي. وبينما علقت بعض الجماهير الكروية بخنيفرة أملها في أن يواصل المدرب القديم الجديد، محمد بوطهير، مهامه صحبة طاقم تقني وطبي مناسب لديه، وصف آخرون هذا الأمل ب «المغامرة» مقابل الإصرار على ضرورة التخلي عن «العاطفة» باتجاه البحث عن مدرب تتطلبه المرحلة، بدل المدرب محمد بوطهير، الذي لم يختلف الكثيرون حول وفائه للفريق لكنه، بحسب ذات الملاحظين، قد لا يتمكن من مسايرة فريق في القسم الأول، مع ضرورة الاهتمام بالانتدابات نظرا لحاجة الفريق إلى أزيد من عشرة لاعبين مخضرمين، ولهم تجربة واسعة في أندية قسم الصفوة. وكل الجماهير الخنيفرية تتطلع أساسا لاختبار الأفعال على أرض الميدان، والحفاظ على دفء المدرجات، من خلال رؤى مستقبلية تضمن الاستمرار في القسم الأول، ونتائج مرضية تتطلبها الكرة الخنيفرية، وقد كشفت إحدى المصادر عما يفيد أن إدارة النادي توصلت بالعديد من السير الذاتية لمدربين، أبدوا رغبتهم في الإشراف على تدريب الفريق، أبرزهم لاعب المنتخب المغربي السابق، يوسف فرتوت، والمدربان عزيز كركاش وأمين بنهاشم، إلى جانب مدربين أجانب، تم اقتراحهم من طرف بعض الوكلاء، منهم من يحمل جنسية إسبانية، وكانت بعض المعطيات قد تحدثت عن المدرب كمال الزواغي أو عزيز العامري. وفي تصريحات متطابقة ل «الاتحاد الاشتراكي»، ربطت بعض الجماهير الكروية بخنيفرة مستقبل الفريق بضرورة السهر على تحقيق مجموعة من الشروط، أهمها العمل على توسيع قاعدة المنخرطين من الكفاءات والغيورين، وإنجاز مشروع كروي متكامل، مع إحداث مقر للفريق بدل الاستمرار في تسييره بالمقاهي، وإنشاء موقع الكتروني وفتح قنوات للتواصل مع وسائل الإعلام وعموم الشارع الوطني، هيكلة إدارية للمكتب المسير، وإحداث لجن تختص كل منها بمجال معين، علاوة على ضرورة البحث عن موارد مالية أخرى كفيلة بمسايرة الفرق الوطنية الكبرى، عوض الاتكال على منح الجامعة والمجالس المنتخبة. إلى جانب ذلك، ركزت جماهير أخرى على المطالبة بضرورة الاهتمام بالتكوين والفئات الصغرى، والقيام بانتدابات وازنة تستجيب لمعايير القسم الوطني الأول، وتجنب الأخطاء السابقة المسجلة على مستوى الميركاتو الصيفي والشتوي، مع الإسراع في تهيئة الملعب والاستفادة من الملعب البلدي الملحق من أجل تأهيله لكي تستفيد منه جميع الفرق الرياضية المحلية، وجل هذه المطالب وردت ضمن ما تناوله الرئيس السابق، إبراهيم أوعابا، في لقاء به من خلال كشفه عن دفتر للتحملات خاص بالأندية، صادر عن الجامعة الملكية، ويتضمن عددا من المتطلبات المادية واللوجستيكية، منها ما عمل النادي على إنجازها أو إقرارها وبرمجتها.