أصدر المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف بيانا يدعو إلى حوار من أجل التأسيس لميثاق وطني حول التسامح الديني. وجاءت هذه الدعوة بمناسبة ذكرى 16 ماي، تلك الجريمة الإرهابية التي مرت عليها 13 سنة . ومع ذلك، بقول المرصد في بلاغ له، مازالت ظاهرة استفحال الفكر التكفيري المتطرف، في تزايد بالرغم من الجهود الأمنية والاجتماعية والدينية المنجزة، غير أن منابع الفكر التكفيري الإرهابي الدولي مافتئت لم تجفف بعد. الشيء الذي ينذر باستمرار الظاهرة في غياب حلول جذرية دولية لتجفيف منابع الإرهاب التكفيري. وجدد المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف مطلبه في اعتماد مقاربة شمولية مندمجة للقضاء على شروط ودواعي لجوء الشباب بصفة خاصة، لاعتناق الفكر التكفيري الإرهابي محليا ودوليا،ولذلك يؤكد المرصد على : ضرورة واستعجالية وضع آليات حاسمة وطنيا ودوليا لمراقبة ومتابعة مصادر تمويلات دعاة الفكر التكفيري من شبكات وأنظمة فاسدة. وأيضا العمل وطنيا من أجل الإصلاح الجذري لمنظومة التربية والتكوين كرافعة في إعداد أجيال مشبعة بقيم الوطنية والمواطنة وقيم الدين الاسلامي التنويري المتسامح؛ كما يحث على نهج المقاومة الصارمة لكل التيارات والانتاجات الداعية للقيم الدخيلة على قيم مجتمع المغربي، وخصوصا التيارات والافكار التي تنهل من معين الثقافة الماضوية التكفيرية القادمة من الخارج التي ساهمت في العقود الأخيرة في زعزعة نظرة بعض المغاربة وخاصة الشباب، لمقوماتنا الحضارية والانسانية وعلاقاتنا الاجتماعية. وأكد المرصد ضرورة تمكين الشباب من التصالح مع ثقافته المغربية المتسامحة و المنفتحة، وذلك بمراجعة السياسات الثقافية والإعلامية التي توجه بشكل ضمني الشباب إلى الارتماء في أحضان التطرف أوالعدمية أوالسطحية أو التميعية... ؛ والعمل على فتح حوار وطني من أجل التأسيس لميثاق وطني حول التسامح الديني الحضاري، وإعادة النظر فيما وصلنا من التراث الديني وتنقيته بما علق به من ظواهر ظلامية وتكفيرية تتناقض مع مبادئ ومقومات ومقاصد الدين الإسلامي التنويري الانساني القائم على الكرامة لانسانية و المساواة والعدل والعلم والتسامح؛ كما يدعو الدولة لتدعيم آليات تكافؤ الفرص والتضامن بين جميع فئات الشعب المغربي لردم هوة التفاوت الاجتماعي ونزع فتيل الحقد الكراهية الطبقي . لأن ما نعيشه من هشاشة اجتماعية يساهم في تشجيع الشباب على التطرف والارتماء في أحضان شبكات التطرف و الإرهاب.