يستحضر المغاربة يوم 16 ماي من كل سنة بألم عميق، لما خلفه الإرهاب الدموي من جراح ومآس لدى عائلات الضحايا، ولدى كل مكونات الشعب المغربي. لقد مر أكثر من عقد على هذه الجريمة الإرهابية، لكن ظاهرة استفحال الفكر التكفيري المتطرف مازالت في تزايد بالرغم من الجهود الأمنية المنجزة، وتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، وبالرغم من اللجوء إلى اعتماد مقاربات اجتماعية وأخرى إصلاحية للشأن الديني، إلا أن هذه الجهود كلها لم تستطيع تجفيف منابع الظاهرة الإرهابية التكفيرية، نظرا لارتباطها مع الشبكات الدولية الداعمة والحاضنة للإرهاب التكفيري. والمرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف يقف اليوم ليجدد مطلبه في اعتماد مقاربة شمولية مندمجة للقضاء على شروط ودواعي لجوء الشباب المغربي لاعتناق الفكر التكفيري الإرهابي، ولذلك يؤكد على : * إصلاح منظومة التربية والتكوين كرافعة في إعداد أجيال مشبعة بقيم الوطنية ومبادئ الدين الاسلامي المتسامح والتنويري؛ * تصدي الدولة لكل التيارات الدخيلة على قيم المجتمع المغربي، وخصوصا التيارات التكفيرية القادمة من الخارج التي ساهمت في زعزعة نظرة بعض المغاربة لكل ما هو جميل في حياتهم الثقافية والاجتماعية، * تمكين الشباب من التصالح مع ثقافته المغربية المتسامحة والمنفتحة، وذلك بمراجعة السياسات الثقافية والإعلامية التي توجه بشكل ضمني الشباب إلى الارتماء في أحضان التطرف أو العدمية أو السطحية أو التمييع... ؛ * فتح حوار وطني حول الشأن الديني، باعتبار الاسلام عقيدة المغاربة، وإعادة النظر في التراث الديني وتنقيته مما علق به من ظواهر ظلامية التي تتناقض مع مبادئ ومقومات ومقاصد الدين الإسلامي التنويري القائم على المساواة والعدل والعلم والتسامح؛ * ضرورة تدعيم الدولة لآليات التضامن والتعاون بين جميع فئات الشعب المغربي لتضييق هوة التفاوت الاجتماعي ونزع فتيل الحقد الطبقي، لأن من شأن التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية تشجيع الفئات الأكثر هشاشة على التطرف والارتماء في شبكات الإرهاب .