في أجواء أكاديمية عالية وهادئة، وطيلة خمس ساعات من زوال الجمعة، أنصت أعضاء اللجنة الاجتماعية المكلفة بإعداد مشاريع قطاعية، تتضمن التشخيص والمؤشرات والبدائل، كي تصبح -بعد الإغناء والنقاش - جزءا من البرنامج الانتخابي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وقد ترأس الدكتور محمد درويش أشغال الجلسة -التي قال إننا نريدها جلسة للتفكير وتعميق النقاش- نيابة عن رئيسها الأستاذ إدريس بنسعيد الذي ألم به طارئ صحي. وكان أول المتدخلين الدكتور الجيلالي حازم رئيس اللجنة المتفرعة عن اللجنة الاجتماعية المكلفة بالصحة. وقد تقدم بعرض حول «المنظومة الصحية بالمغرب،بين التحديات والتطلعات»، قدم خلاله تشخيصا دقيقا ومرقما للوضع الصحي في بلادنا، والوضع الإبيديمولوجي (الوبائي) بها، وكذا التحديات التي يواجهها هذا الوضع مع اقتراح البدائل العملية. أما العرض الثاني، فقدمه محمد الزواني الخبير في الموارد البشرية تحت عنوان «منظومة آليات التشغيل بين الإكراهات والتحديات»، وتعرض خلاله لتشخيص السياسة التشغيلية للحكومة الحالية، واستعرض التجارب الدولية في ميدان التشغيل، قبل أن يختم بتقديم الاقتراحات والبدائل التي يقترح تضمينها للبرنامج الانتخابي القادم للاتحاد الاشتراكي. بعد ذلك، قدم الدكتور سعيد حنشان الخبير الدولي عرضا حول «التكوين المهني: التشخيص والبدائل»، استعرض خلاله فلسفة التكوين المهني وتاريخه قبل أن يتعرض لأوضاع التكوين المهني ببلادنا، مقترحا عدة بدائل، مستلهمة من تجارب دولية ناجحة، لتحقيق الغايات الحقيقية المرجوة من التكوين المهني. وفي الختام، تقدم الخبير الاقتصادي الدكتور إدريس الفينا، بعرض تحت عنوان «السكن والتعمير وسياسة إعداد التراب الوطني: بين التنظير والواقع»، استعرض فيه أوضاع السكن المختلفة ومستوياتها والسياسات الإسكانية و إلى سياسة التعمير ونواقصها و إلى غياب إعداد التراب الوطني، قبل أن يتقدم ببعض المقترحات والحلول بهذا الصدد. وعقب هذه العروض الأربعة، فتح رئيس الجلسة الدكتور محمد درويش، باب النقاش الذي لم يكن أقل سموا و أكاديمية، حيث أبان الأساتذة والخبراء الاتحاديون عن علو كعبهم الدراسي والأكاديمي، بحيث إن النقاش لم يتخذ طابع السجال السياسي أو الدعائي، بل كان نقاشا هادئا رصينا ومسؤولا، جديرا بنقاشات مراكز الأبحاث والدراسات.