تبرمج الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور عدة أفلام عربية ودولية متميزة تقارب مواضيعها قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية.. كثيرة كشفت أن الهم الاجتماعي والإنساني بين سائر الشعوب هو هم مشترك.. في هذا السياق كان ل «الاتحاد الاشتراكي» لقاء مع المدير الفني للمهرجان أحد المسؤولين المباشرين عن عملية اختيار الأفلام المتنافسة بالمهرجان والأخرى التي تعرض خارج المسابقة ..، تحدث فيه ومن خلاله عن كيفية ومساطر اختيار أفلام المهرجان وعن جوانب تقنية اخرى تتعلق بأسلوب العرض p الدورة الخامسة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة تحفل بالعديد من الأفلام المتميزة التي تقارب مواضع اجتماعية واقتصادية وسياسية وإنسانية ونفسية.. في هذا السياق باعتبارك المسؤول الفني عن المهرجان وكذا عن لجنة اختيار الأفلام، ماهي المعايير اعتمدتها اللجنة في تحديد الأفلام المشاركة في هذه الدورة في المسابقتين معا وخارجهما؟ n معيار الذاكرة المشتركة ، بطبيعة الحال، هو المقياس الاول الذي تحكم في اختيار الأفلام السينمائية منذ انطلاق المهرجان في السنوات الماضية. وبالنسبة لاختيارات الدورة الجديدة، فقد انطلق عمل اللجنة في إطارها منذ شهور عديدة، أولا عبر حضور ممثلينا في المهرجانات الدولية الذين يقترحون علينا بعض العناوين الجيدة، وثانيا توجد لدينا أرضية سينمائية خاصة بمهرجاننا تستقبل طلبات المشاركة من دول مختلفة، حيث نقوم بانتقاء الاجود منها الذي يساير توجهات المهرجان، بالإضافة إلى انه لدينا موقع إلكتروني رسمي نتوصل بواسطته بالعديد من طلبات المشاركة .. وعند تجميع الطلبات تتشكل لجينة، تتكون من مخرجين وأعضاء لجن تحكيم سابقين وأصدقاء المهرجان المهنيين، تقوم بمشاهدة الافلام سواء مجتمعة أو بشكل انفرادي، ومن ثمة يتم التوافق والإجماع حول الأفلام التي ستشارك في المهرجان والمنسجمة مع توجهاته في ما يتعلق بالذاكرة المشتركة.. وبما أنه لدينا ثلاث من لجن التحكيم، وهي لجنة الفيلم الروائي الطويل، والفيلم الوثائقي، واللجنة العلمية، فإن اللجينة السابقة تحدد اختياراتها الاولية قبل أن تفصل اللجن الثلاث في الفائز فيها . وبخصوص اللجنة العلمية، هذا الإسم الذي يزعج بعض السينفليين .. بالرغم أن مصطلح العلمية له هنا ارتباط وثيق بما هو فني ثقافي محض والأشخاص المنتمون إليها هم من الباحثين والمهتمين بالشأن السينمائي، خصوصا ما يتعلق بالجانب ألإنساني.. هم ملزمون بمشاهدة جميع الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية كي يمنحوا جائزتهم الخاصة، التي تمنح للفيلم الاقرب لجوهر ما ترتكز عليه هذه التظاهرة، وهو الذاكرة المشتركة، بخلاف ما قد يقع باللجنتين الاخريين اللتين قد تمنحان جائزتيهما لفيلمين قد يكونان بعيدين عن مفهوم الذاكرة المشتركة، لكن لجمالية الفيلم وقوته وخصوصيته التعبيرية السينمائية قد تشفعان له في التتويج بالجائزة. p تحمل الدورة الحالية شعار « ذاكرة المتوسط»، هل استحضرت الاختيارات السينمائية مضمونه ومرامية وتوجهاته الفكرية والثقافية؟ n بطبيعة الحال، فبخصوص الشعار خضنا داخل اللجنة المنظمة نقاشات طويلة في مجموعة من المدن المغربية، حوالي سبعة لقاءات، واخترنا هذا الشعار، بعدما كان شعار الدورة الماضية يتعلق بالتجربة التونسية، وقلنا انه سيتم اختيار الأفلام التي لها ارتباط بالحوض المتوسطي فقط، بمعنى أنه لن تشارك افلام الدول التي لا تنتمي إليه، مثل الفيلم الإيراني «بردايس..» المشارك حاليا.. لكن بعدما تمعنا في بعض الإنتاجات اكتشفنا أن لها علاقة كبيرة بالتجرية المتوسطية على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. بل هناك تاريخ مشترك بيننا، وبالتالي هذا ما جعلنا ننفتح على التجارب الأخرى غير المتوسطية من قبيل تجارب دول أمريكا اللاتينية في الدورات القادمة، التي هي شريك كبير للمغرب ولابد من الاطلاع على تجاربها سينمائيا.. باعتبار أنها تعرف نجاحا عالميا.، وبالتالي هذا لن يكون إلا إضافة للمهرجان. p عرض المهرجان في دورته الخامسة أفلاما جيدة، لكن تم بثها بلغته الاصلية مع ترجمة مكتوبة اسفل الشاشة بالإنجليزية مثلما هو الحال الفيلم الإيراني وهذا فيما يبدو شكل عائقا للمهرجانيين لاستيعاب عمق الرسالة التي يريد يطرحها الفيلم، فهل تم استحضار هذا العائق اثناء البرمجة؟ n كمدير فني لهذا المهرجان اقول لك انه كان لدينا اختيار عرض الترجمة بالفرنسية أو الانجليزية، فاخترنا اللغة الانجليزية لأن الكثيرين في مجتمعنا الذين يتقنون الفرنسية تكون لهم دراية، على الاقل بسيطة باللغة الانجليزية، وبما أن أعضاء لجن التحكيم الذين سيتابعون الأفلام كلها وسيمنحون الجائزة غالبيتهم ليسوا فرنكفونيين، من إسبانيا ومصر ومن امريكا اللاتينية ومن الهند.. واللغة التي تجمعهم هي اللغة الانجليزية. فضلنا أن يعرض الفيلم باللغة الاصلية مع ترجمة بالانجليزية ، وأشير في هذا الصدد إلى ان الجمهور الذي تابع هذه الافلام لم يتضايق من لغة العرض. فمثلا الفيلم الذي احرز على جائزة الدورة الثالثة للمهرجان هو الفيلم المغربي «وداعا كارمن» عرض بلغته الاصلية الريفية مع ترجمة مكتوبة باللغة الفرنسية وكان ضمن المتابعين أجانب لا يفهمون اللغة الريفية و اللغة الفرنسية واستطاعوا فهم مضامين الفيلم، لان اللغة السينمائية يفهمها الجميع.. وأشير في هذا السياق إلى أننا اننا نفكر بشكل جدي في الدورة القادمة أن تكون الترجمة باللغتين معا الفرنسية والانجليزية.