نصف ساعة كانت كافية تحت البرد القارس، لكي يلفظ مولودها أنفاسه الأخيرة أمام المستشفى المحلي بجماعة تولوكت اقليم شيشاوة. صباح يوم الاحد الماضي. حين اضطر الزوج محمد الصابر، كما يؤكد في تصريح للجريدة، الى نقل زوجته من دوار اكنزال البعيد عن هذا المستشفى ب 15 كيلومترا، على ظهر بغل، بصحبة زوجته ايجة درويش المزدادة سنة 1970 الى هذا المستشفى في الساعة السادسة صباحا.إلا أن هذه الاسرة لم تجد أحدا بهذا المستشفى. وقد اضطرت الى وضع وليدها أمام باب هذه المؤسسة الاستشفائية في الساعة السابعة والنصف، في ظروف مأساوية، وما أن أطلق هذا المولود صيحته الاولى حتى فارق الحياة بسبب البرد القارس، وغياب أي مسؤول بهذا المستشفى. وقد ظلت الام المكلومة طريحة الارض هناك. حتى الساعة الحادية عشرة صباحا. ليتم نقلها في حالة خطيرة الى مستشفى محمد السادس بشيشاوة على متن سيارة اسعاف تابعة لوزارة الصحة بشيشاوة، في حين تم نقل المولود في الساعة العاشرة صباحا، بعدما حل الى عين المكان كل من درك امنتانوت ودرك شيشاوة. الذين فتحوا تحقيقا في الموضوع. هذه المأساة، جعلت الرأي العام المحلي يطالب هو الاخر بفتح تحقيق نزيه في الموضوع. خاصة في ظل النداءات المتكررة بهذه المنطقة وغيرها لوضع حد لمثل هذه المآسي. علما تضيف مصادرنا أن هذه ليست الحالة الوحيدة التي وقعت هناك. اذ سبق للعديد من النساء ان وضعن أمام أبواب المستشفيات المحلية بنواحي شيشاوة، حيث لفظ المواليد انفاسهم الاخيرة، بعيدا عن اعين مسؤولي الصحة. الا أن الوضع بقي كما هو دون ان يتم التدخل، لتقويم هذا الاعوجاج. والضحايا دائما هم ابناء الفقراء الذين يذهبون ضحية هذا التسيب القائم. نفس المصادر اكدت لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن بعض رؤساء الجماعات المحلية وعوض أن يضعوا سيارات الاسعاف رهن اشارة المواطنين يشغلونها في قضاء مصالحهم الشخصية. وهو ما يطرح أكثر من سؤال يتطلب الامر معه فتح تحقيق نزيه حول المسؤولية التقصيرية لكل المسؤولين الذين كانوا وراء هذه المآسي.