لفظت سيدة حامل تدعى بشرى ولدي، أول أمس الإثنين، بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة رفقة جنينها بمستشفى الحسني في مدينة الناظور، فيما حمل زوج الهالكة مسؤولية الوفاة إلى إدارة المستشفى، مشيرا إلى أن زوجته أدخلت إلى قسم الولادة ولم تُلاقِ إلا الإهمال. وقد تقدم زوج الهالكة، الحسن أولاد لحسن، الساكن بحي الثانوية الجديدة في مدينة بني انصار في إقليمالناظور، يوم الاثنين 20 دجنبر الجاري، بشكاية إلى وكيل العام للملك لدى المحكمة الابتدائية بفي الناظور موضوعها «شكاية حول إجراء بحث وتحقيق استعجالي في ظروف وفاة زوجتي في المستشفى الحسني في الناظور»، يشير فيها إلى أن سبب وفاة زوجته وابنه يعود إلى الإهمال الطبي لزوجته المسماة بشرى ولدي، المزدادة في فاتح يناير 1978، في غرفة العناية المركزة في المستشفى الحسني في الناظور. وتوضح الشكاية أن هذا الإهمال الطبي بدأ حين ولجت زوجته الهالكة قسم الولادة في المستشفى الإقليمي في الناظور، بعد مخاض عسير في منتصف ليلة الخميس، 16 شهر دجنبر الجاري، وفي ظل غياب الطبيب المختص والمسؤول الأول عن قسم الولادة، وبعد أن طلبت المولدة في قسم الولادة من الهالكة الحامل، بعد أن قامت بفحصها وتشخيص حالتها، مغادرة المستشفى، بدعوى أن موعد الولادة لم يحن بعدُ، دون تقديم أي مساعدة إنسانية خاصة خلال الساعات المتأخرة من الليل. نقل الزوج زوجته الحامل، مرة أخرى، إلى بيتها في مدينة بني انصار، لكن آلام الحمل واستفحال حالتها بقرب الوضع تضاعفت، واضطر الزوج إلى إرجاعها بشكل مستعجل، في حدود الساعة الثالثة من صباح يوم الخميس، إلى المستشفى، لكنها لم تجد من يسعفها، إضافة إلى عدم استدعاء الطبيب المداوم، وهي الحالة التي كانت تقتضي تدخلا عاجلا، بناء على كون الطبيبين المشرفين على قسم الولادة يشتغلان بالتناوب 24/ 24 ساعة. حضر الطبيب المسؤول في حدود الساعة السابعة صباحا، بعد أن توفي ابنها الذكَر الذي تعدت مدة بقائه في رحم أمه أكثر من اللازم، والذي أتم الأشهر التسع كاملة، قبل أن تنقل الأم، في حالة سيئة، إلى قسم العناية المركزة، حسب الشكاية، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة، الأمر الذي يستوجب فتح تحقيق لاستجلاء الحقيقة وتحديد المسؤوليات. وعبّر سعيد الشرامطي، رئيس جمعية «الريف الكبير» لحقوق الإنسان عن إدانته الصارخة لما آلت إليه الأوضاع الصحية في مختلف المراكز الصحية والمستشفيات التي تسترخص صحة وحياة المواطنين البسطاء، ويستهتر بعض مسؤوليها بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم على حساب المرضى والمواطنين الذين يضطرون لطلب العلاج في هذه المستشفيات. «يجب أن يعاد النظر في بعض المسؤولين الذين أسندت إليهم بعض المسؤوليات». وأكد رئيس الجمعية فتح جبهة نضالية من أجل ضمان أحقية المواطن في الصحة، مشيرا إلى أن جميع أقسام المستشفى الإقليمي تعيش وضعا كارثيا، منها على سبيل المثال السمسرة، إذ لا حظَّ للفقير في العلاج. ومن جهة أخرى، قررت الجمعية وضع شكاية لدى النيابة العامة من أجل فتح تحقيق وتوجيه رسالة في الموضوع إلى كلّ من وزيرة الصحة والأمانة العامة للحكومة وعامل إقليمالناظور. كما عُلِم أن لجنة خبرة طبية من ثلاثة أطباء سيتم إيفادها إلى المستشفى الحسني في مدينة الناظور، للإحاطة بظروف وفاة بشرى ولدي ومولودها والتحقق من ساعة وأسباب الوفاة، بدل إخضاع الجثة للتشريح. ومن جهة ثانية، يشهد إقليمالناظور حركة دؤوبة للعديد من الفعاليات المجتمعية من مختلف الأطياف، من أجل إنشاء تكتّل جمعوي قوي، للتحرك في جميع مناطق المملكة، للدفاع عن ملف الصحة، كما تستعد الفعاليات نفسها لتنظيم وقفة احتجاجية أمام المستشفى الإقليمي «الحسني» في الناظور، خلال الأيام القليلة المقبلة.