اختارت مؤسسة الفقيه التطواني أن تحتفي بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مذكرة بالعلاقة التاريخية التي تربط المؤسسة بمناضلي الحزب، وعلى رأسهم الكاتب الأول، وهي المقدمة التي بددت تساؤلات بعض الحضور من الصحفيين الذين تابعوا أنشطة المؤسسة، عندما اعتبروا في البدء أن اللقاء مع الكاتب الأول اتخذ طابع الاحتفاء مقارنة مع باقي اللقاءات التي استضافت فيها المؤسسة رؤساء أحزاب من الأغلبية والمعارضة.وهي الكلمة التي عبر فيها مدير المؤسسة أبو بكر الفقيه التطواني الذي قدم الكاتب الأول، عن فهم عميق بدور الرجل في النهوض بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الزمن الصعب. قال الأستاذ أبو بكر التطواني: إنها»ليست المرة الأولى التي نستقبل فيها السيد إدريس لشكر، فالرجل تربطه بالمؤسسة علاقة قديمة وتعاطف خاص، لقد سعدنا بمشاركته حفل افتتاح مقر المؤسسة إلى جانب رجال نعزهم أمثال السيد عبد الواحد الراضي ومولاي إسماعيل العلوي، ومنذ ذلك التاريخ وإلى يومه عرفت المؤسسة أحداثا وسعدت بأن تكون فضاء للحوار والنقاش الحر والمفيد» وأضاف: «نستقبل ضيفنا اليوم في سياق مطبوع بانشغال وطني عميق حول قضية وحدة المغرب الترابية وآفاق الحلول الممكنة التي وضع لها المغرب سقفا لا يتعداه هو مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية وهو مقترح متقدم يتناغم مع مبدأ تقرير المصير . لقد أبرز الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك بمجلس التعاون الخليجي العديد من القضايا الغامضة في الملف وكشف المؤامرات التي تدبر إقليميا ووطنيا، وتستهدف النموذج المغربي. إن هذا الانشغال يطرح تحديات كبرى على الأحزاب السياسية في مواجهة وتأطير الانزلاقات التي تهدد المنطقة بوجه عام،نستقبل ضيفنا الكريم، الأستاذ إدريس لشكر والمشهد الحزبي يعرف تراجعا في منسوب الاهتمام الشعبي وعلى مستوى التأطير والتنظيم كما يعرف الخطاب في المشهد الحزبي تدنيا في الأسلوب وتراجعا في معانقة قضايا الجماهير الشعبية ليصبح إطارا للتجاذب، تغلب عليه المواقف الذاتية والظرفية وتغيب البرامج ومشاغل الناس نستقبل ضيفنا الكريم، في سياق تحولات إقليمية متسارعة أصبح فيها الهاجس الأمني أكثر أولوية من ذي قبل، وأصبحت مناطق النزاع تمتد رقعتها وتشتد حميتها بدافع طائفي وديني وعرقي وقبلي، وأصبح ديننا عرضة للاتهام، ودخلنا في دوامة تنبئ بصراع فعلي للأديان والحضارات، ضيف اليوم هو السيد إدريس لشكر، يحفل تاريخه بمنعرجات ومنخفضات ومرتفعات، يقود اليوم سفينة الاتحاد الاشتراكي في ظروف صعبة شأنها شأن مشهدنا السياسي بوجه عام، غير أن ما يسترعي الانتباه إن قضايا هذا الحزب ومشاكله ومشاغله تجاوزت إطاراته التنظيمية لتصبح جزءا من النقاش العمومي وحديث الخاص والعام. ضيف المؤسسة إدريس لشكر، ارتبطت حياته وتاريخه وماضيه بحزب الاتحاد الاشتراكي منذ صغر سنه متدرجا في النضال من مختلف المواقع الجمعوية والحقوقية ومن منصب مسؤول وطني للشبيبة الاتحادية إلى رئيس فريق بالبرلمان إلى وزير العلاقات مع البرلمان إلى الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي « وأكد قائلا :»يتذكر إدريس لشكر جيدا وهو طفل سبع سنوات كيف كان مواظبا على قراءة جريدة التحرير، كان يقرؤها لوالده رحمه الله ولأصحابه وكيف كان يتابع محاكمة سنة 1963 ويتابع النقاش السياسي القوي السائد آنذاك.» مضيفا:» عاش إدريس لشكر في القلب السياسي للاتحاد، عانى المضايقات والمتابعات وتعرض للاتهامات والتجريح وهو لا ينسى ما كان يقال في حق زعماء الحزب، يتقبل ذلك تارة بأريحية وتارة يدخل في سجال ومعارك. فالسياسة عالم صعب والحذر فيها واجب» . وعرج الأستاذ أبو بكر في كلمته من جديد، قائلا : «تراودنا العديد من التساؤلات منها ما يرتبط بالتاريخ السياسي للحزب، فالحزب الذي تتولون كتابته الأولى يرتبط بالتاريخ السياسي للمغرب المستقل ويعد جزءا من ذاكرته الوطنية وامتدادا للحركة الوطنية، إن المسؤولية اليوم هي كيف الحفاظ بوفاء على هذا الإرث التاريخي وكيف نرسخ مكانته بالنسبة للمستقبل؟كما نستقبلكم والحاجة تدعو إلى يسار قوي يعيد التوازن داخل الحقل الحزبي ويرسم بناء أقطاب واضحة، ومن هنا نتساءل عن الوحدة ووظيفة الاتحاد في المقاربة الإدماجية وبناء البيت الكبير.كما نستقبلكم اليوم متسائلين عن التموقع السياسي للحزب وعن موضوع التحالفات المقبلة، وعن تقييمكم للأداء الحكومي والمغرب مقبل على انتخابات تشريعية في شهر أكتوبر القادم «. مردفا «نستقبل اليوم السيد إدريس لشكر في سياق انشغال وطني بمستقبل الاتحاد والديمقراطية الداخلية لهذا الحزب متسائلين بقوة عن المشروع التي تعدونه لتدبير الاختلال والتئام مختلف التيارات داخل البيت الاتحادي» مضيفا» لا أترك هذه المناسبة تفوت المؤسسة دون أن أعبر باسمها عما يكتسبه موضوع الشباب والمشاركة في الحياة العامة لديها وأملنا أن نعد الأوراش اللازمة لفتح حوار دائم وبنيوي يعطي لهذه الشريحة أهمية خاصة من خلال الإسهام في بناء سياسات عمومية مندمجة وتمكين الشباب من فضاءات عمومية ترسخ ثقافة الحوار والتعدد وتحتضن الاختلاف في جو ديمقراطي حضاري يليق ببلدنا كشعب متسامح ومنفتح وديمقراطي». و أضاف في الختام «أجدد ترحابي بالسيد إدريس لشكر وبالحضور الكريم، وأتمنى أن يكون هذا اللقاء ذا فائدة كبرى في إغناء الحوار والاطلاع على ملامح التوجهات التي يعدها الحزب بالنسبة للمستقبل».