تفتقد الصيدليات منذ مدة لنوع معين من اللقاحات المستعمل ضمن البرنامج الوطني لكافحة داء التهاب السحايا أو ما يعرف ب «المينانجيت»، الذي يتعين على المغاربة المغادرين للتراب الوطني صوب عدد من الوجهات تلقيح أنفسهم به، كما هو الحال بالنسبة للراغبين في التوجه صوب الأراضي السعودية من أجل أداء مناسك العمرة، لكونه يعتبر إجراء ضروريا، من شأن عدم القيام به وتقديم ما يثبت ذلك رفض السفر، وفي حال عبور الحدود، وعدم التشديد في التدقيق في الأمر والسماح بولوج الديار السعودية، خلافا لموسم الحج، قد يكون المعنيون عرضة لكل أشكال العدوى بالنظر إلى الكمّ الكبير من المعتمرين خاصة في رمضان الذي لا تفصلنا عنه إلا بضعة أسابيع! وضعية تطرح أكثر من علامة استفهام وتثير في الوضع الحالي جلبة وسخطا، سيّما وأنه، وفقا للأرقام التي حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي»، فإن عدد المغاربة الذين حصلوا على تأشيرة الديار السعودية من أجل العمرة، بلغ انطلاقا من دجنبر 2015، وإلى غاية متمّ شهر جمادي الثاني الموافق ل 10 أبريل، 55 ألفا و 633 مواطنا، سافر منهم 47 ألفا و 599، في حين «تخلّف» أكثر من 8 آلاف مغربي، والعدد سيكون مرشحا للارتفاع في القادم من الأيام، خاصة في ظل صمت وزارة الصحة، التي تتحمل المسؤولية في هذا الصدد، بالنظر إلى أن عقدتها مع الشركة المعنية قد انتهت، أخذا بعين الاعتبار أن الانقطاع ناتج عن تغيير نوع اللقاح المستعمل من طرف البرنامج الوطني لمكافحة داء التهاب السحايا، إذ تم الشروع في استعمال لقاح جديد ضد التهاب السحايا من نوع «المينانكوك»، وهو لقاح، يؤكد المتخصصون أنه أكثر فعالية، لكن وبتغيير اللقاح تغيرت الشركة المزودة لمعهد باستور والصيدليات به إلى شركة أخرى؟ وبحسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي» فإنه من المفروض أن يباع اللقاح القديم والجديد معا في الصيدليات، خاصة وأن اللقاح القديم يستعمل للحجاج والمعتمرين، إلا أن الشركة الأولى التي كانت تزود وحدها السوق باللقاح القديم لم تقم بذلك لعدة أسباب، من بينها أنها فقدت عقدتها مع وزارة الصحة، ولكون اللقاح القديم أصبحت كميته قليلة على الصعيد العالمي!