طمأن الحسين الوردي وزير الصحة الرأي العام الوطني بخصوص داء التهاب السحايا «المينانجيت»، وقال إن الحالات التي تم تسجيلها في بعض المناطق بالمغرب «معزولة ولا تدعو إلى القلق». وأفاد وزير الصحة، في معرض جوابه على سؤال شفوي، أول أمس، بمجلس المستشارين، حول استراتجية الوزارة للوقاية من داء التهاب السحايا، أن هذه الحالات المسجلة لا تعني أن هناك حالة وبائية، مضيفا أن «عدد الحالات المسجلة خلال سنة 2012 بلغ ألفا وست حالات من ضمنها 111 حالة وفاة، وهي أرقام أقل من تلك المسجلة سنة 2011 (1056 حالة إصابة من ضمنها 126 حالة وفاة). وفي مدينة فاس لوحدها، تم تسجيل 92 إصابة بداء التهاب السحايا خلال سنة 2008 ليتقلص هذا العدد إلى 79 إصابة خلال سنة 2009 ثم إلى 66حالة إصابة سنة 2010 و إلى 33 إصابة سنة 2012. واستعرض الوزير عددا من الإجراءات التي باشرتها الوزارة لتحيين الإستراتيجية المرتبطة بمكافحة داء التهاب السحايا، مشيرا في هذا السياق إلى تحسيس المهنيين ووسائل الإعلام، والشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتأكيد على ضرورة التشخيص السريع للداء. وقال الوردي إن الواجب والمسؤولية يقتضيان إخبار الرأي العام بكل الحقائق، وأنه لو تطور الأمر إلى حالة وبائية لأشعر الرأي العام بذلك، ولتم وضع خطة طارئة لمواجهة ذلك. لكن الأمر، يشدد المسؤول الحكومي، « لم يصل إلى هذا الحد. فليست هناك أي حالة وبائية، و الحالات التي تم تسجيلها هي حالات معزولة ومتفرقة ولا تدعو إلى الخوف أو القلق». وأشار الوزير إلى أن وزارة الصحة تتابع عن كثب وبتنسيق مع منظمة الصحة العالمية كل الحالات التي يتم تسجيلها، كما أن الوزارة تتكفل بكل الأشخاص المصابين، وتقوم بالتلقيحات اللازمة في محيط المريض بالنسبة للحالات المرضية الناتجة عن التهاب السحايا البكتيرية حتى لا تنتقل العدوى، بالإضافة إلى الوقاية الكيماوية للمحيط القريب للمريض والمراقبة الوبائية الفعالة، والتصريح بالحالات المرضية لدى السلطات الصحية في الوقت المناسب. وبخصوص توفير اللقاحات الخاصة بداء التهاب السحايا، ذكر الحسين الوردي أن الوزارة تشتغل حاليا على إدخال اللقاحات الجديدة «مينانكوك» التي من شأنها أن تضمن الحماية من المرض لفترة أطول بكثير من فترة الحماية التي يضمنها اللقاح الذي يُستعمل الآن لمكافحة أوبئة التهاب السحايا، والذي سيساهم بلا شك في الحدّ من معدلات الإصابة بالعدوى ومعدلات سرايتها. وأشار الوردي إلى أن 70% من حالات الإصابة بهذا الداء في المغرب هي من النوع (باء) الذي لا يوجد لقاح خاص به على المستوى العالمي، مضيفا أن هذا النوع من الإصابة لا يتوفر على لقاح حيوي مضاد له، ما يؤدي، في غالب الحالات إلى وفاة المصابين به، ومشيرا إلى أن السوق العالمية توفر، فقط، تركيبة مزدوجة للقاحات مختلطة، لم تؤشر عليها بعد منظمة الصحية العالمية ولم ترخص باستعمالها..