على بعد حوالي أسبوعين من انطلاق موسم عمرة رمضان، لم تعلن وزارة الصحة عن أي إجراءات احترازية لتوعية المعتمرين المغاربة بكيفية تجنب الإصابة بفيروس «كورونا»، الذي ضرب في وقت سابق عددا من المدن السعودية. وأكد مجموعة من المعتمرين، الذين سيتوجهون خلال بداية شهر رمضان المقبل إلى المملكة العربية السعودية من أجل أداء مناسك العمرة، أنهم لم يتوصلوا بعد بأي توضيحات حول المرض وطرق الوقاية منه، ولم يخضعوا لأي لقاحات خاصة به باستثناء اللقاحات الاعتيادية التي يخضعون لها بطلب من السلطات السعودية. وفي سياق متصل، فوجئ المئات من الراغبين في أداء مناسك العمرة بغياب اللقاح الذي يتعين التطعيم به قبل السفر إلى الديار المقدسة في الصيدليات والمراكز الصحية، دون إشعار سابق أو تقديم تبرير لذلك. وكشفت مصادر مطلعة أن عددا من المواطنين بحثوا عن اللقاح في المدن التي يقطنون بها، أو المدن المجاورة لها، دون جدوى، ما دفع بعضهم للاحتجاج أمام مقر بعض المندوبيات التابعة لوزارة الصحة كما حدث بمدينة سلا، بعد أن جربوا السؤال عن اللقاح بمعهد باستور، وفي بعض الشركات المكلفة بتوريد الأدوية للصيدليات. ورفض مندوب وزارة الصحة بسلا الحديث ل«المساء»، وإعطاء توضيحات بخصوص هذا اللقاح الذي يعد شرطا صحيا أساسيا، قبل السفر إلى المملكة العربية السعودية، واكتفى ببعث رسالة عن طريق كتابته الخاصة بضرورة طرح هذا السؤال على الجهة المختصة بوزارة الصحة، ممثلة في مديرية الأوبئة، والتي تعذر أيضا أخذ توضيحات منها في بشأن الأسباب التي تقف وراء اختفاء اللقاح رغم الاتصالات المتكررة.
وأكد عدد من المواطنين ل»المساء» أنهم صدموا لغياب هذا اللقاح علما أنه لا يوزع بشكل مجاني، بل يباع في الصيدليات بحوالي 170 درهما، ويضمن الوقاية من المكورات السحائية على أن يتم التطعيم به عشرة أيام قبل السفر. ورغم أن بعض المصادر الطبية ربطت اختفاء اللقاح بنفاد المخزون الذي كان لدى الشركة المصنعة، فإن مصادر مطلعة استبعدت هذا الأمر، وأكدت أن هذه الفترة التي تتزامن مع الاستعدادات لعمرة شهر رمضان، تشهد عادة توافر هذا اللقاح الذي يهم آلاف المعتمرين، ما يحقق عائدات مالية مهمة للشركة المصنعة، وللصيدليات بالنظر إلى السعر الذي يباع به. إلى ذلك، كشفت مصادر من داخل وكالات الأسفار أن انتشار الفيروس بعدد من المدن السعودية يثير قلق المعتمرين، على اعتبار أن إمكانية إصابتهم بالعدوى أمر وارد إذا ما احتكوا بأشخاص مصابين بالمرض خلال أداء الشعائر، موضحة أن عدم وجود لقاح للفيروس الغامض الذي أودى بحياة 32 شخصا يعمق قلق المعتمرين الذين سيقصدون المملكة العربية السعودية بعد حوالي أسبوعين. وسبق لوزارة الصحة أن نفت في وقت سابق تسجيل أي إصابة بالفيروس في المغرب، بعد الاشتباه في إصابة مواطن أجنبي حل بالمغرب بالمرض، واعتبرت أن الأمر يتعلق بمواطن من جنسية خليجية، يبلغ من العمر 67 سنة ينتمي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي ظهرت عليه أعراض مشابهة لتلك التي يتسبب فيها فيروس كورونا، مما تطلب نقله على وجه السرعة إلى المستشفى بالرباط يوم 27 ماي، بينما كانت هذه الأعراض مجرد أعراض أنفلونزا عادية.