إن التحركات الأخيرة للوزير حداد داخل إقليمخريبكة، تعكس، حسب العديد من متتبعي الشأن العام بالمنطقة ، التوتر الواضح لهذا الوزير الذي أحس بالصيت والسمعة اللذين يحظى بهما الأستاذ الحبيب المالكي، والذي قدم خدمات جليلة للإقليم لما كان وزيرا للتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، سنعرج هنا على بعضها، على سبيل تذكير من يحاول تغطية الحقيقة بالغربال. فبعد قراءتي لمقال بإحدى الجرائد المحسوبة على الحركة ، والتي هللت ل إ»نجازات «وهمية للوزير حداد، والتي لم يكن لها أساس من الصحة، اضطررت أن أضع النقط على الحروف، بعيدا عن أية مغالطات تنسب إنجازات الغير لوزير لم يسبق له أن زار حتى الإقليم إلا بعد اقتراب «الامتحان»، الذي لا يعترف بالحملات الانتخابية السابقة لأوانها بقدر ما يعترف بالانجازات على أرض الواقع . عندما تقول الجريدة «هناك مواجهات بين المالكي والحداد» ربما أصابت في قولها . نعم هناك مواجهات بين الانجاز واللاإنجاز، وبين من له تاريخه النضالي وبين من لا تاريخ له... فحتى أكون منصفا في مقالي دون تحيز، بحثت وتعمقت في بحثي عن إنجاز يذكر للحداد حققه طيلة ولايته الوزارية، فلم أجد سوى بعض تحركاته المرتبطة بقرب انتهاء ولايته والمندرجة في سياق حملاته الانتخابية السابقة لأوانها. ومقارنة مع ماسبق، فإن إنجازات الحبيب المالكي القائمة بإقليمخريبكة، شاهدة على حضوره الدائم، ويمكن تلخيصها في بعض المنجزات التالية: عرف قطاع التعليم خلال السنوات الأخيرة طفرة قوية في إقليمخريبكة، حيث تحول من إقليم هامشي مصنف ضمن أضعف 14 إقليما على المستوى الوطني قبل سنة 2002 ،إلى فضاء تربوي بامتياز من خلال تدبير الاتحاد الاشتراكي لهذا القطاع خلال الفترة الممتدة ما بين 2002 إلى 2007، لما كان الأستاذ الحبيب المالكي وزيرا لهذا القطاع ،وفي ما يلي أهم المنجزات: التعليم العالي ،تم إحداث كلية متعددة التخصصات سنة 2005 بشعب متنوعة مستجيبة لحاجيات سوق الشغل من خلال إحداث شعب ذات الولوج المقيد بشروط التفوق .هذا الصرح التربوي الذي احتضن مثلا خلال الموسم الدراسي 2013 -2014 ما يقارب 3000 طالبة وطالب ، ساهم في الحد من معاناة أبناء الإقليم من خلال توفير فرص للتعليم العالي وسط الإقليم وتفادي التنقل وما يرافق ذلك من مشاكل متعددة .مدرسة المهندسين، ساهمت في استقبال عدد كبير من الطلبة المتفوقين من أنحاء الإقليم وحتى من خارجه. منجزات حولت الإقليم إلى قاطرة تربوية تنتج الكفاءات واطر المستقبل في تخصصات ضرورية لأي مشروع تنموي ، وجعلت قطاع التربية الوطنية ، يعرف تحولا كبيرا على مستوى الكم ، وذلك من خلال : البنية التحتية، إحداث مجموعة من المؤسسات التعليمية الجديدة ، أحمد امين ، إع القادسية ،إع حافظ إبراهيم ،مدرسة الأطلس ، ثانوية المقاومة ، مدرسة المستقبل ،إع الورداني ...كما تم إحداث مجموعة من الداخليات «تاشرافت ، شكران..» . النقل المدرسي خاصة بالعالم القروي ،عرف بدوره اهتماما كبيرا من خلال توفر أغلب الجماعات القروية على حافلات للنقل المدرسي.. انطلاقا من استقراء هذه المعطيات، نلاحظ أن هناك مجهودات كبيرة بذلت على مستوى تعميم التعليم وتغطية جميع الجماعات القروية والأحياء الهامشية في إطار الحق في التربية للجميع.. وفي الأخير نتوجه بالسؤال التالي لوزير السياحة الحسن حداد : ماذا قدمت للإقليم بالمقارنة مع إنجازات الأستاذ الحبيب المالكي..؟