كان زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء على موعد يوم الجمعة الماضية مع المفكر والفيلسوف الفرنسي إدغار موران الذي حاول تقريب الحضور من أبرز القضايا التي تشغل باله في الفترة الراهنة. وسلط المفكر الفرنسي، في هذا اللقاء الافتتاحي للندوات المواكبة لأنشطة المعرض في نسخته السابعة عشرة، الضوء على دور المفكر في المجتمع، كيفما كانت المرحلة التي ينتمي إليها والأفكار التي يحملها، مذكرا في هذا الصدد بكل من فولتير، كارل ماركس، جون بول سارتر... الذين قد يكونوا أخطأوا في كيفية معالجتهم لتلك القضايا، لكن دورهم يظل رغم ذلك جوهريا في المجتمع. ويواجه المفكر والمثقف، حسب إدغار موران، بعض المثبطات التي تعيق تفاعله مع مختلف فئات المجتمع، من قبيل الثورة التكنولوجية لوسائل الإعلام. وفي سياق آخر، طرح الفيلسوف الفرنسي مقاربة بين مسألتي «العولمة» (mondialisation) والكونية (globalisation)، حيث ارتبطت العولمة أول ظهورها في مستهل القرن الخامس عشر بالمعاملات التجارية وتجارة الرق، في حين لم يظهر مفهوم الكونية إلا بفضل الثورة التكنولوجية والنهضة الاقتصادية والتقنية، سيما في الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية. ومن المظاهر الأخرى التي ارتبطت بهاتين المسألتين، من منظور إدغار موران، هناك «الاستغراب» (occidentalisme) في مقابل التنمية، مشددا على ضرورة مراعاة الخصوصية الثقافية لكل شعب على حدة أثناء محاولة تطبيق مفهوم التنمية، مذكرا أن الوقوع في نفس الخطأ خلال تطبيق مفهوم «الاستغراب» أعطى نتائج سلبية، إذ فضلت بعض الشعوب الانغلاق على نفسها، لذلك كان من الأفضل التعامل مع التنوع الثقافي والحضاري للشعوب على أنه مصدر غنى للإنسانية ككل، وليس سببا للصراع، لأن النتيجة في آخر المطاف ستكون كارثية.