انطلقت السبت الماضي برواق مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء الدورة الثانية للمعرض الجماعي "نظرات نسائية" الذي تنظمه جمعية "إبداع وتواصل" إلى غاية 31 مارس الجاري. ويشارك في هذه الدورة، المهداة إلى ذكرى الفنانة التشكيلية الراحلة بنحيلة الركراكية، خمسون فنانة تشكيلية من المغرب وخارجه يعرضون حوالي 120 لوحة من مختلف الأشكال والأعمال التشكيلية، بكل أساليبها واتجاهاتها الإبداعية المتعددة. وبهذه المناسبة، قالت زهرة ألكو، رئيسة الجمعية المنظمة لهذا المعرض، "نحن مقتنعون بأن الإبداع التشكيلي بكل أجناسه لعب دورا رئيسا في تقدم الشرط النسائي وذلك بفضل نساء تشكيليات استثمرن الفن بصيغة الجمع للمساهمة في ترسيخ القيم النبيلة"، مستشهدة بقولة الأديب أندري جيد "الطبيعة والمرأة سيان، المرأة تحتوي على الكل، أو الكل لا يحتوي إلا عليها". وأضافت أن الدورة الثانية للمعرض "نظرات نسائية"، المقامة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بشراكة مع مؤسسة مسجد الحسن الثاني، مهداة إلى هذا الإبداع الاستثنائي الذي أضاف إسهاما بالغا، مشيرة إلى أنه يتم الرهان على أجيال الفنانات لتثمين النساء التشكيليات بالروح المشهودة لهن بالإبداعات الأصيلة. وواصلت قائلة إن نقاد الفن يحيون بالإجماع الفن المنجز من لدن النساء التشكيليات، المتسم بالعمق، والصرامة في المنهج، والألوان "الشعرية"، والحس الإبداعي، مضيفة أن هذا الفن المنفرد تمكن من كسب عدد من المعجبين الذين أكدوا على قيم الحرية، والتلقائية، والانفتاح، والتقاسم، وليس فقط العزلة داخل المحترف أو التمرين الفكري. وحسب وثيقة تعريفية بالمعرض، يجد المتتبع للحركة الفنية التشكيلية بالدار البيضاء أن هذا المعرض ، الثاني من نوعه خلال هذا الشهر الذي أصبح شهر الاحتفاء بالمرأة بامتياز، وكل الإبداعات التي قدمت في المعرضين معا صاغتها ريشات فنانات متألقات يمثلن أجيالا فنية متعددة، مما يعني قدرة المرأة/الإنسان على تمثل كل القيم الجميلة وصياغتها بإحساس راق وبوجدان متميز لتنير بذلك بعض جوانب هذا العالم المعتم... عالم الصراعات والعنف والاقتتال. وسيجد الزائر لمعرض "نظرات نسائية" ، حسب المصدر ذاته، أن هؤلاء الفنانات المشاركات يحاولن تغيير عالمه البئيس إلى عالم من المتعة الروحية تؤثثه أنوار تحيل على نبذ اليأس، واحتضان الأمل، وعشق الحياة التي يعيشها في تلك اللحظة، ومن هنا كانت قوة المرأة/الفنانة وتأثيرها البالغ في النفوس. وقال الباحث الجمالي محمد الشيكر إن "التشكيل الذي لا يؤنث بدوره لا يعول عليه، بل يمكن الإقرار بعقيرة عالية بأن المنجز الفني المغربي لا يستوي ولا يستوفي سائر ممكناته الجمالية إلا حينما يقال بصيغة التأنيث، ففي مجمل تعبيراته البصرية بدءا من الوشي والتطريز والرقش والتزويق، ومرورا بالتصوير الفني والنحت ووصولا إلى فن الإرساءات والحفر وما إليها من أجناس التعبير البصري، يطالعنا الأثر النسائي في صوره الإبداعية الأوفى ألقا وسخاء". وأضاف الشيكر أن للنساء المغربيات موطئ قدم في كل حقل من حقول الإبداع الفني، ولمسة مضيئة في مجمل سجلات التشكيل وسائر إبدالاته الجمالية الأكاديمية والفطرية والتعبيرية والمفهومية والرمزية والحروفية، معتبرا تكريم التشكيلية الراحلة بنحيلة الركراكية، في هذه الدورة في حقيقته تكريما للمنجز البصري المؤنث في كليته، وشهادة عرفان واحتفاء بأصواته وعطاءاته المشرقة. وفي كلمة بالمناسبة ، ثمن محافظ المؤسسة، بوشعيب فقار، عاليا الجهود التي لا تفتأ تقوم بها الجمعية من أجل لم شتات الفنانات والفنانين على السواء، وإسهامها المتميز في الإعداد لهذا المعرض الجماعي بصيغة المؤنث.