سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاحتفاء بالفن التشكيلي بصيغة المؤنث متحف بنك المغرب يفتتح معرضا يستمر إلى 31 أكتوبر المقبل
أعمال من إنتاج 15 فنانة طبعت أعمالهن تاريخ الفن التشكيلي المغربي
يهدف المعرض إلى الاحتفاء بالإبداع المتميز للفنانات المغربيات والمشاركة القيمة للمرأة في الساحة الفنية والثقافية، عبر التنويه بعمل 15 فنانة، طبعت أعمال بعضهن تاريخ الفن التشكيلي بالمغرب. كما يعد هذا المعرض المؤقت فرصة لفتح المجموعة الفنية التشكيلية الغنية والمتنوعة لبنك المغرب على الجمهور العريض، من خلال تنظيم معارض مؤقتة، تدخل في إطار الأجندة الثقافية السنوية لمتحف بنك المغرب. وقال عبد الرحيم شعبان، مدير المتحف، خلال لقاء صحفي عقده مع فريد الزاهي، المشرف على المعرض، الخميس الماضي، للتعريف بهوية المعرض ومحتوياته، إن "المعرض يضم أعمالا من إنتاج 15 فنانة مغربية، طبعت أعمالهن تاريخ الفن التشكيلي المغربي طيلة نصف قرن، وبالتالي فهو بمثابة تنويه وتكريم لهن ولأعمالهن، ومناسبة لتعريف الجمهور والمهتمين بها". وأضاف مدير المتحف أن البرنامج يتضمن أنشطة ثقافية تشكيلية، وورشات بيداغوجية ببعض المؤسسات التعليمية بالرباط في مجال الفن التشكيلي والرسم. من جهته، قال الزاهي إن "المؤسسات العمومية في تطور مستمر نحو مؤسسات مُوَاطِنَة، وهذا المعرض اعتراف جماعي بالإبداع النسائي المغربي الذي يمتد إلى أزيد من نصف قرن"، موضحا أنه "غير شامل ولا يسعى لإعطاء بانوراما لإنتاجهن، بقدر ما يهدف المعرض للحضور الحيوي للمرأة في المجال الفني"، مبرزا أن "المعرض يتعلق باحتفاء بالإبداع بصيغة المؤنث، في لحظة تاريخية مازالت فيها المرأة تسعى إلى تعميق مكاسبها في مجال المساواة، وتأكيد حضورها الفاعل، والفن مجال تجسد فيه إبداعيتها، باعتبارها بديلا عن التهميش، وتبرز غنى وجودها اللامحدود". ويضم المعرض أعمال الفنانة مريم أمزيان، باعتبارها المرأة الأولى التي تمكنت من التكوين الأكاديمي بإسبانيا، فاتحة بذلك المجال لبنات جنسها، إذ تستوحي أعمالها من تراث الفنان الفرنسي دولاكروا، الذي عاش في المغرب فترة معينة، خاصة بمدينة طنجة وأعمال الفنانة المغربية الراحلة الشعيبية طلال، وفاطمة حسن الفروج، وفاطنة الكبوري، وبنحيلة الركراكية وغيرهن. وتنتمي المشاركات إلى مدارس فنية مختلفة، وينتجن أعمالا فنية متنوعة ومتعددة في تشكيلها ومكوناتها وتوظيفها للألوان، ومنهن من درسن أكاديميا، ومن أبدعن من واقع حياتهن الخاصة، ما يفسر الغنى في الأعمال المعروضة التي تُعد ثمينة بخصوصية كل فنانة على حدة. ويتأسس تاريخ الفن التشكيلي النسائي بالمغرب من ثلاثة أجيال، إذ ظهر الجيل الأول بعد استقلال المغرب، خاصة مع مطلع الستينيات من القرن الماضي، بما يسمى بجيل الرائدات، من أمثال الشعيبية طلال، وفاطنة حسن الفروج، ومليكة أكزناي، اللواتي انخرطن بالصدفة في المجال الفني باستعمالهن للمواد الطبيعية والمتناولة بين أياديهن لرسم واقعهن المعاش واليومي من حولهن بعفوية وسذاجة، كالأفراح والأعراس والأسواق الشعبية أو المواسم التقليدية. أما الجيل الثاني الذي يُسمى الجيل المخضرم، ويضم فنانات، مثل بنحيلة الركراكية، وفاطنة الكبوري، فيجمع بين الفن الفطري، مع إضافة نوع من التجريد، الذي أغنى المنتوج التشكيلي النسائي، بغض النظر عن كونهن عصاميات. والجيل الثالث هو من النساء المتعلمات، اللواتي درسن الفنون الجميلة حسب قواعدها الأكاديمية سواء داخل المغرب أو خارجه، فتعمقن في التجريب للبحث أكثر عن ذواتهن كنساء أولا، ثم كفنانات معاصرات، وكثير منهن هجرن مهنهن الأصلية، كالهندسة أو الطب أو التعليم، لتكريس وقتهن للإبداع والخلق في مختلف أشكاله كوفاء مزوار، وللا السعيدي، ولمياء الناجي. ويضم المعرض أعمال كل من الشعبية طلال، ومريم أمزيان، وفاطمة حسن الفروج، وفاطنة الكبوري، وبنحيلة الركراكية، وتوفة الحراح، ومليكة أكزناي، وفتيحة الزموري، ووفاء مزوار، وللاالسعدي، ومجدية خطاري، ولمياء ناجي، ورحمة العروسي.