نظمت جمعية (مبادرة وتنمية) بالصويرة مؤخرا (من 25 إلى 28 نونبر) أياما ثقافية تكريما للفنانة التشكيلية الراحلة الركراكية بنحيلة، في الذكرى الأولى لرحيلها، وذلك في إطار الصالون الثقافي للجمعية. وتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية، الذي نظم تحت شعار "الركراكية بنحيلة.. مسار فنانة، مسار مواطنة" بتعاون مع عمالة إقليمالصويرة والمندوبية الإقليمية للثقافة وجمعية موكادور ورواق (مرسم)، عددا من الأنشطة الثقافية شملت على الخصوص معرضا للفنانة فاطمة الزهراء لكويحي، إلى جانب ندوة تناولت جوانب متعددة من حياة الفنانة الراحلة، فنيا وإنسانيا، من خلال محاضرات ألقاها عدد من النقاد الفنيين وأفراد أسرة الراحلة. كما تم خلال هذه الأيام الثقافية تنظيم معرض لمجموع الأعمال الفنية التشكيلية التي أنجزتها الراحلة الركراكية بنحيلة، إلى جانب صور وكتابات استعرضت مسار الفنانة، حيث أوصى المشاركون في أشغال الندوة بضرورة الحفاظ على ذاكرة الراحلة من خلال أعمالها الفنية واستغلال مقر إقامتها بالجماعة القروية (لحرارتة) لإقامة متحف يضم لوحات تشكيلية من إبداعها. واستغلت، هذه الفنانة العصامية المتفردة المزدادة بالصويرة سنة 1940، وذات الخيال الخصب والحر، الألوان والأشكال للتعبير عن رؤيتها الخاصة لعالم تسوده المؤاخاة والحوار بين مختلف الثقافات. وفي هذا الصدد يقول الباحث الأنتروبولوجي عبد القادر مانا إن رسوم الفنانة الركراكية بنحيلة التي شاركت في عدد من المعارض، تتسم بسخاء كبير يجمع بين عناصر الطبيعة ما بين البحر والسماء، وتستطيع أن تقتنص ببراعة لحظة امتزاج ضباب الليل بأولى خيوط الفجر، لتحكي عن عالم ينبعث من الحلم. كما ان المتاهات التي ترسمها الفنانة تعد بمثابة أزقة ودروب المدينة العتيقة، تمتد إلى ما لا نهاية له، ترصد جمالية الفضاء الخارجي. الفنانة الركراكية بنحيلة، كما يصفها رئيس جمعية (مبادرة وتنمية) السيد علي زمهرير، رمز للإبداع بصيغة المؤنث، تركت بصمة في عالم الإبداع التشكيلي بالمغرب بفضل لوحات احتفت بالألوان الزاهية وفضلتها على القاتمة. أما الفاعل الجمعوي السيد يوسف بوسان فقد أكد أن الراحلة تركت أعمالا فنية تميزت بالإبداع، مؤكدا أن لوحاتها تعد جزء لا يتجزأ من التراث الوطني ليس فقط في مجال الرسم والفن التشكيلي، بل في المجال الثقافي إجمالا. وأضاف أن الراحلة، وإلى جانب إبداعها الفني، تميزت بالعمل الجمعوي لفائدة الدفاع عن الثقافة وتشجيع الفن التشكيلي بالمغرب. وتميز الصالون الثقافي أيضا بتنظيم ورشات للصباغة للأطفال وأمسية شعرية موسيقية فضلا عن زيارة لبيت الفنانة الركراكية بنحيلة، الذي كان بمثابة مرسم أنجبت فيه الفنانة العديد من إبداعاتها. وقد تأسست جمعية (مبادرة وتنمية) في أبريل 2008 من طرف أطر جمعوية اشتغلت محليا ووطنيا ودوليا مند 1990 في برامج وأنشطة استهدفت المجال الثقافي والاجتماعي والبيئي لمدينة الصويرة. ومنذ يوليوز 2009، أعطت الجمعية الانطلاقة التجريبية لمشروع ثقافي أطلقت عليه اسم الصالون الثقافي للصويرة يشمل مبادرات أدبية وثقافية متعددة من قبيل توقيع الكتب والأمسيات الشعرية الموسيقية والندوات ومحترفات الكتابة.