وسط اهتمام واسع، وكما كان مقررا، تم يوم الخميس 3 مارس 2016، تقديم الطالب والطالبتين المتابعين بالرشيدية، في ملف "إنتاج وحيازة صور وأشرطة إباحية"، في حالة اعتقال، أمام القضاء بالمدينة، حيث تمت الموافقة على إخلاء سبيلهم، مقابل كفالة مالية قدرها 5 آلاف درهم في حق كل واحد منهم، مع متابعتهم في حالة سراح، وتحديد جلسة الخميس المقبل 10 مارس 2016 لمواصلة محاكمتهم بالمنسوب إليهم. ومعلوم أن مدينة الرشيدية "اهتزت" ، يوم 25 فبراير المنصرم، على وقع فضيحة تتعلق بثلاثة طلبة يتابعون دراستهم بمعاهد جامعية بالمدينة، والذين تم إيداعهم السجن المحلي، بتهمة "إنتاج وحيازة صور ومقاطع فيديو إباحية والتحريض على الفساد"؛ وذلك على خلفية شكاية وضعتها إحدى الطالبات (غ.أ) على مكاتب النيابة العامة بابتدائية الرشيدية حول تعرضها لعملية ابتزاز من طرف طالب (م.ب) يتابع دراسته بنفس الكلية التي تدرس بها، الكلية المتعددة الاختصاصات، قالت إنه أوقع بها، عبر الإنترنت، بتقمصه شخصية مواطن خليجي من الإمارات العربية. شكاية الطالبة كانت كافية لاستنفار شرطة المدينة وحملها على مباشرة تحرياتها، والبداية من اتصال الشرطة على رقم هاتفي كانت الطالبة قد توصلت منه برسالة قصيرة، حيث أكد صاحب الهاتف للمحققين أن لا علاقة له بالرسالة القصيرة الحاملة للابتزاز، إلا أنه يشك في صديق له يكون قد استعمل هاتفه في لحظة من اللحظات، ومن هنا لم يفت الشرطة مباغتة الطالب المعني بالأمر الذي تم العثور بحاسوبه الخاص على مجموعة من الصور والفيديوهات التي تتضمن مشاهد جنسية تخص عدة فتيات عاريات في ربيع العمر، بينهن الطالبة المشتكية وزميلة لها (س.ب) تدرس بمدرسة عليا للمهندسين، هذه الأخيرة التي تراجعت، أكثر من مرة، عن إبلاغ الشرطة خوفا من الفضيحة، فيما شككت مصادر أخرى بوجود ضحايا أخريات فضّلن الصمت خوفا من الفضيحة. وعقب ذلك، واصلت الشرطة القضائية بالمدينة تحقيقاتها المباشرة، في محاولة للحيلولة دون وصول الصور والفيديوهات للشارع أو للهواتف والمواقع الإلكترونية، حيث قامت بالاستماع التفصيلي للطالبتين الظاهرتين في المشاهد المذكورة، وقد كانت مفاجأة المحققين كبيرة عندما صرحتا بأن الطالب المشتكى به كان قد تقمص شخصية مواطن ثري من الإمارات العربية، ربط معهما علاقة صداقة عبر موقع "الفايسبوك"، بعد إيهامهما بصورة مزيفة لخليجي، وبأنه يود زيارة المغرب، قبل أن يطلب منهما صورا لهما تكشفان فيها عن تفاصيل دقيقة من جسديهما، وفي أوضاع مخلة بالآداب وحركات إباحية مثيرة. وارتباطا بالموضوع، تمكن الشخص من إغراء إحدى الطالبتين بمبالغ مالية كبيرة، ما كان طعما لإسقاطهما معا في شباكه، بالنظر لحاجتيهما للمال بأسرع طريقة، حيث استجابتا لطلبه بإرسال ما طلبه من صور، وجلها ملتقطة إما في غرفة النوم أو بحمام البيت، قبل اكتشاف الطالبتين أن المعني بالأمر ليس سوى الطالب الذي تم التقدم بالشكاية ضده، والذي اعترف بنفسه بالمنسوب إليه بعد "خلعه" القناع الخليجي عن وجهه الحقيقي، وتربطه بالطالبتين مدينة ورزازات التي ينحدرون منها جميعهم. وتفيد المعطيات المتوفرة أن الطالب المعني بالأمر عمد إلى الانتقام من الطالبتين لرفض صداقته، ومن ثم مساومتهما وابتزازهما جنسيا تحت التهديد بتعميم الصور والفيديوهات، وتشويه سمعتهما إن هما حاولتا عصيانه، وكثيرا ما حاولت إحدى الطالبتين، في كل مرة تختلي فيها بالمتهم، محو الأشرطة والصور من الحاسوب الشخصي لهذا الأخير لكن دون جدوى، قبل أن تقرر وضع حد لنزواته بوضع الشكاية ضده لدى القضاء والأمن، حيث جرى اعتقالهم وتقديمهم أمام أنظار وكيل الملك بابتدائية الرشيدية، ليتم وضع الطالب والطالبتين بالسجن المحلي، ومتابعتهم جميعا في حالة اعتقال.